الشاعر النجم... ظاهرة جديدة بدأت تشق طريقها في الوسط الأدبي المصري بعد الحالة التي أحدثها الشاعر الشاب هشام الجخ وحفلاته التي يقيمها في أماكن عدة لإلقاء أشعاره. تحظى حفلات الجخ بحضور جماهيري شبابي كثيف على غرار ما يحدث في حفلات مشاهير الطرب الغنائية، وهي التجربة ذاتها التي خاضها الشاعر الحلمنتيشي عمرو قطامش الذي يقدّم أشعاره على المسرح ومن خلفه تظهر عارضات أجنبيات يقدّمن استعراضات راقصة. هذه الحالة انقسم حولها النقاد والشعراء فبينما يراها البعض ظاهرة إيجابية أعادت الجماهيرية إلى بيت القصيد واستعادت مجد الشعر بين الأجناس الأدبية بعد تراجعه في السنوات الأخيرة لصالح الرواية، يرى آخرون أن هذه التجربة فيها تسفيه للشعر ولقيمته. الحالة التي أحدثها الجخ بين أوساط الشباب خطفت الأضواء من المطربين الشباب، وعلى رأسهم تامر حسني صاحب لقب «نجم الجيل» الذي اشتهر بتهافت الحسناوات عليه لالتقاط الصور التذكارية معه، بل وسقوط بعضهن مغشياً عليه في حفلاته الغنائية. فبعد تراجع نجومية حسني بسبب موقفه من ثورة يناير في الأيام الأولى من اندلاعها واعتداء الشباب عليه في ميدان التحرير، باتت الساحة مؤهلة لاستقبال نجم شاب جديد ولكن في مجال مختلف، وكانت الفرصة مهيئة للشاعر هشام الجخ (32 عاماً) الذي حقق شهرة واسعة بعد ظهوره في المنافسة على لقب أمير الشعراء على تلفزيون «أبو ظبي» وحصده المركز الثاني، إذ يتعرّض الجخ الآن لمواقف كثيرة من المعجبين والمعجبات في حفلاته الشعرية أو حتى في الأماكن العامة التي يتواجد فيها. فيحرص كثر منهم على التقاط الصور التذكارية معه وأخذ توقيعاته على الأوتغرافات، ما دفعه أخيراً إلى ارتداء «كاب» على رأسه في محاولة لإخفاء هويته عن الناس أثناء تواجده في بعض المقاهي أو الأماكن العامة. هشام الجخ الشهير بلقب «هويس الشعر العربي» دافع عن تجربته ولم يستنكر وصف البعض له ب{الحالة الأدبية»، مؤكداً أن الشعر حالة مثلما الحب والكراهية، ودافع عن فكرة تكسّب الشاعر أو الأديب عموماً من وراء إبداعه من خلال حفلات وأمسيات مدفوعة بتذاكر كالتي يقيمها وقال: «وما المانع في ذلك؟ ثمة أدباء كثر هجروا الكتابة والأدب واستعصى عليهم استكمال المشوار بسبب عدم قدرتهم على الكسب من وراء إبداعهم. المرء إذا لم يتربّح من مهنته سيغيّر مساره فوراً». وأضاف الجخ: {قريباً سأنفّذ مشروعاً أدبياً لاكتشاف المواهب الشعرية بعنوان «مشروع الهويس» من خلال حفلة ستقام شهرياً في ساقية الصاوي (مؤسسة ثقافية مستقلة) لن أقول فيها شعراً، بل سأقدم الحفلة فحسب وطبعاً هذا سيجذب جمهوراً لها. الهدف هو تقديم شعراء جدد تتراوح أعمارهم بين 16 و17 سنة وهم شعراء أفضل مني بكثير ولا بد من منحهم الفرصة للظهور على الساحة. إنه مشروع لزيادة شعبية الشعر في مصر وليس لزيادة شعبية هشام الجخ كما قد يظن البعض لأنني لن أشارك فيه بقول أشعاري... هشام يدقّ الباب فحسب ومن بعده يدخل شعراء ممتازون مثل عمرو قطامش والشاعر السكندري محمد السيد. كثر يتمنون أن يصير ابنهم لاعب كرة أو مغنياً لأنه غني ومشهور وتحب البنات لاعب الكرة لأن جسمه لافت... إلخ، وهدفنا اليوم صناعة شاعر نجم يملك سيارة ويتمتع بحضور، كي يقلده الجيل الناشئ بغض النظر إذا كان من يقوم بهذا هشام الجخ أو غيره». في الوقت الذي حسم فيه حجم جماهيريته أمام تامر حسني، لا يزال موقف الجخ مثيراً للتساؤل في الأزمة التي اندلعت بينه وبين الشاعر الكبير عبد الستار سليم الحائز جائزة الدولة التشجيعية بعد اتهام الأخير له بسرقة بعض من أشعاره المنتمية الى ما يُعرف بفن «الواو» وإلقائها في أماسيه وحفلاته من دون نسبتها إلى سليم، وعلى رغم تصريح الجخ بأنه «ظن أن هذه الأشعار من التراث» وتقديمه اعتذاراً لسليم بحضور كبار رجال قنا (المحافظة الصعيدية التي ينتمي إليها الشاعران)، إلا أن سليم أصرّ على مقاضاته باعتبار هذا حقاً حضارياً له، لا علاقة له بالعلاقة الشخصية بينهما التي قال سليم إنها علاقة «لا تشوبها شائبة». وتحددت جلسة للقضية بتاريخ 14 جوان المقبل.