أكد جامعيون جزائريون أن الغارات الجوية الأمريكية التي نفذتها طائراتها العسكرية على مدينة صبراتة الليبية، قد تكون خطوة تمهد لتدخل عسكري في ليبيا الأمر الذي من شأنه أن يقوض العملية السياسية لحل الأزمة الليبية. في هذا السياق، أوضح إدريس شريف، أستاذ محاضر بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام، أنه قد يفهم من هذا العمل أنه «خطوة تمهد لتدخل عسكري في ليبيا» سيما وأن الاسابيع الماضية، شهدت نقاشا غربيا عن إحتمال التدخل العسكري في ليبيا لتطويق تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) الارهابي. وأضاف إدريس أن هذه الغارات «قد يراد منها أيضا جس نبض دول المنطقة ووضعها أمام أمر الواقع للبدء في عملية عسكرية فعلية ضد داعش في ليبيا». وكان وزراء عدة دول غربية منها فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بالاضافة إلى الدول المتضررة من الارهاب قد عقدوا، بداية فيفري الجاري، مشاورات في روما لبحث إستراتيجيات مكافحة تنظيم داعش. وأعرب الأستاذ الجامعي عن «تخوفه» من أن يشكل هذا العمل العسكري «خطرا» على العملية السياسية في ليبيا والذي قد يجهض كل الجهود الدولية في هذا المجال سيما وبعد أن بدأت ملامح الحل السياسي تتبلور مع الاعلان مؤخرا عن تشكيل حكومة وفاق وطني. عواقب وخيمة وأكد، بدوره، الأستاذ الجامعي المكلف بالدراسات الأمنية في جامعة الجزائر، السيد اسماعيل جوهري، أن الضربات العسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا «كانت منتظرة»، مضيفا ان الخيار العسكري ستكون له «عواقب وخيمة أكثر من المنافع التي قد تنجر عنه». ويمثل التدخل العسكري في ليبيا «تهديدا أمنيا» على دول الجوار حيث سينجر عنه تسللا للمسلحين والارهابيين الذين سيحاولون الفرار إليها، إلى جانب «الوضع غير المستقر» الذي سينتج عن مثل هذا التدخل العسكري، حيث سيحفز عملية اللجوء والهجرة الجماعية للدول الأكثر أمنا، وكل هذا، كما أضاف الجامعي، «ينذر بخلق أزمة جديدة للاجئين في المنطقة». قال السيد جوهري، أنه يجهل إذا ما كانت هذه الغارات قد تمت بالتنسيق مع السلطات الليبية لاحتواء التنظيم الارهابي سيما بعد ان سيطر على مدينة سيرت (شمال وسط ليبيا) أو تمت بفضل الاستخبارات الأمريكية في المنطقة لملاحقة مسلحي التنظيم الإرهابي لإجهاض مشاريعهم قبل ان تتبلور. أبرز السيد جوهري أن هذه «الضربات العسكرية الاستباقية» تبقى «غير شرعية» في نظر القانون الدولي العام. وأكد الدكتور جوهري، أن التجربة التاريخية أبرزت مرارا «فشل الخيار العسكري» بالرغم من نجاعته في بعض الاحيان، مبرزا ان الحل في ليبيا يكمن في ضرورة تواجد إرادة سياسية لإعادة بناء الشرعية في البلاد. حذر من جهته المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، الخميس من أن الوقت ربما لا يكون مناسبا للقيام بعمليات جوية دولية ضد أهداف ما يسمى تنظيم الدولة (داعش) في ليبيا، معتبرا أنها ربما تعرقل جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية في طرابلس قادرة على تلبية الاحتياجات الملحة للشعب الليبي من بينها التفرغ لمحاربة الإرهاب والتعامل مع المجموعة الدولية.