بعد الغارات الأمريكية على (داعش) ** وقع أمس ما كانت تخشاه الجزائر لسنوات حيث نفّذت القوّات الأمريكية ضربات جوية ضد (داعش) في ليبيا ما يمثّل تهديدا قارّا للأمن القومي وعليه تعيش الحدود الشرقية حالة استنفار قصوى لضبط تدفّق الفارّين وإمكانية دخول عناصر إرهابية معهم وتشهد المنطقة تحليقا مكثّفا للطائرات لمراقبة الأجواء والصحاري كون الحدود الليبية تمتدّ على مسافة تزيد على 1000 كيلومتر. تعيش الحدود الشرقية للوطن حالة استنفار قصوى لضبط تدفّق الفارّين وإمكانية دخول عناصر إرهابية معهم. وتشهد المنطقة -حسب ما علمته (أخبار اليوم) من مصادرها الخاصّة- تحليقا مكثّفا للطائرات لمراقبة الأجواء والصحاري كون الحدود الليبية تمتدّ على مسافة تزيد على 1000 كيلومتر هذه الإجراءات أتبعت تقارير استخباراتية مفادها أن القوّات الأمريكية نفّذت ضربات جوّية ضد (داعش) في ليبيا أمس. وأعلن متحدّث باسم الجيش الأمريكي أن القوّات الأمريكية نفّذت ضربات جوّية ضد (داعش) في ليبيا أمس. وكان من بين المستهدفين في الضربات الإرهابي التونسي (نور الدين شوشان) الذي يشتبه في أنه وراء هجومين في تونس العام الماضي حسب ما أعلنه الكولونيل مارك تشيدل المتحدّث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا. وقال تشيدل لوكالة (رويترز): (نقيم نتائج العملية وسنوفّر معلومات إضافية حين يكون هذا ملائما وبالطريقة المناسبة). ورجّح مسؤول في سلاح الجوّ الأمريكي في حديث مع وكالة (فرانس برس) مقتل شوشان في الغارة. وقد أكّدت قناة (العربية) أن الطيران استهدف منزلا في منطقة القصر بتليل غرب صبراتة الساعة 3:45 فجر الجمعة بتوقيت ليبيا والمستهدف كان منزل (عبد الحكيم المشوط) القيادي في (الجماعة الليبية المقاتلة) سابقا وأحد العائدين من سوريا أخيرا. ويقع المنزل وسط مزرعة يقيم فيها عدد من العرب وخاصّة التونسيين. وأكّدت مصادر لقناة (العربية) في مستشفى صبراتة وصول 46 جثّة إلى المستشفى أغلبها تابعة لأجانب نتيجة القصف الأمريكي على مزرعة في جنوب صبراتة. وكانت مصادر في ليبيا قد أكّدت في وقت سابق أن طائرات مجهولة قصفت معسكر تدريب لمجموعات تتبع تنظيم (داعش). وتقع صبراتة قرب الحدود التونسية وهي واحدة من المناطق التي يقول مسؤولون غربيون إن متشدّدي (داعش) لهم وجود فيها في إطار توسّعهم في ليبيا. وقع ما كانت تخشاه الجزائر ببدء الغارات الأمريكية على (داعش) في ليبيا يكون ما حذّرت منه الجزائر لسنوات قد وقع حيث حذّر وزير الداخلية قبل أيّام من نتيجة وانعكاسات أيّ تدخّل غربي محتمل في ليبيا مؤكّدا أن شبح المواجهة العسكرية في ليبيا بات هاجسا يؤرّق الحكومة الجزائرية. وكشف الوزير نور الدين بدوي أن بلادنا صارت مستهدفة في أمنها واستقرارها أكثر من ذي قبل حيث تجري محاولات إغراقها بالسلاح والمخدّرات والمهاجرين غير الشرعيين خاصّة على مستوى الجنوب إذ يستغلّ الأعداء الأوضاع الأمنية المتوتّرة في دول الجوار. وأعرب بدوي عن مخاوف الحكومة من تدهور الوضع الأمني في دول الجوار مؤكّدا على اهتمام السلطات المركزية البالغ بقضية التدخّل الغربي في ليبيا حيث قال إن الجزائر متمسّكة بأولوية الحلّ السياسي على العسكري يقينا منها بمخاطر التدخّل كما حدث في هذا البلد قبل سنوات. وأكد بدوي أن قوّات الأمن والجيش جاهزة لصدّ أيّ عدوان يستهدف أمن الحدود وسلامة البلاد ووحدتها الترابية داعيا إلى تقوية الجبهة الداخلية وتماسك الصفّ الوطني لتفويت الفرصة على القوى الخارجية التي تتربّص بأمن الجزائر على حدّ تعبير وزير الداخلية. من جهته أعلن قائد سلاح الدرك الوطني اللّواء نوبة منّاد في اجتماع عسكري إقليمي بولاية إيليزي الحدودية مع ليبيا عن مباشرة إجراءات أمنية مشدّدة بالصحراء ضمن خطط الانتشار والعمل الميداني لحماية الأشخاص والممتلكات والمنشآت الاقتصادية ومواقع الشركات البترولية وشبه البترولية الأجنبية بضاحية الجنوب. وأمر القائد العسكري ذاته بالتنسيق وتبادل المعلومات بين جميع وحدات الجيش وقوّاته وبقية أجهزة الأمن من أجل ضمان تغطية أمنية شاملة للشريط الحدودي مع رفع سقف الأبحاث والتحرّيات الاستخباراتية لإجهاض أيّ مخطّط إرهابي يتمّ التدبير له. هجمات تيفنتورين في الأذهان يذكر أن إجراءات الأمن على الحدود الجزائرية مشدّدة بالفعل منذ أن عبر إرهابيون من ليبيا للمساعدة في هجوم عام 2013 في حقل تيفنتورين للغاز. واعتقلت السلطات الأمنية الشهر الماضي سبعة دمويين ليبيين قرب الحدود على مقربة من إن أميناس كما يوقف الجيش بشكل متكرّر تهريب الأسلحة من ليبيا فيما أوقفت الجزائر الشهر الماضي الرحلات إلى ليبيا بسبب مخاوف أمنية. وقال إسماعيل جوهري وهو عقيد سابق ومحاضر في مجال الأمن في جامعة الجزائر: (أيّ حرب كبيرة في ليبيا ستكون لها انعكاسات سلبية ومزيد من اللاّجئين والمخاطر الأمنية. لكن تقليل وجود داعش [الدولة الإسلامية] سيكون خبرا جيّدا أيضا) مشيرا إلى أن (أيّ ضربة لهم ستقلّل من عمليات التجنيد التي يقومون بها في شمال إفريقيا).