مر خمسة عشرة يوما على تنشيط الحملة الانتخابية التي يفصلها سوى يومين فقط عن تاريخ ال 9 أفريل، في ظل تسابق الاحزاب الستة على استعراض برنامجها الانتخابي، وحث المواطنين على التصويت عليه، باعتبار أن كل حزب يرى في برنامجه الانتخابي »الفانوس الذهبي« أو »العصا السحرية« التي يمكنها حل مشاكل المواطنين المنحصرة بشكل خاص في البطالة، السكن، الأجور، تحقيق العدالة الاجتماعية وغيرها، مستهدفين بذلك فئة الشباب. غير أنهم تناسوا، وإن صح القول، همشوا شريحة المعوقين التي تمثل ما يقارب مليون شخص، وهو عدد لا يستهان به ويمكنه تشكيل وعاء جيدا ومربحا لحملتهم الانتخابية، فزيادة على تهميش لمطالب فئة المعوقين، فإن الاحزاب السياسية همها الوحيد هو الحصول على أكبر عدد من الاصوات، وبالتالي الظفر بمقاعد في البرلمان أو بحقائب وزارية. فعلى سبيل المثال، نجد مرشح حزب عهد 54 فوزي رباعين يدعو خلال حملته الانتخابية الى احداث التغيير في هرم السلطة ورافع لأجل اعطاء الفرصة للاطارات الصاعدة لتمارس حقها في البناء والتسيير، متجاهلا بأن الاعاقة هي حركية وليست ذهنية، فمن حق الشخص المعاق المساهمة في البناء وتشييد صرح هذه الأمة، إن وفرت له كل الامكانيات وحصل على جميع حقوقه المكفولة له في الاتفاقيات الدولية، لاسيما القانون الجزائري الصادر سنة 2001 الذي ينص على تخصيص نسبة 1٪ من مناصب الشغل والسكن لهذه الفئة من المجتمع. نفس الأمر، بالنسبة لبقية الاحزاب المترشحة كحزب العمال الذي رافع لأجل رفع أجور العمال، ودعم الفلاحين، دون التطرق الى الرفع من منحة المعاق المقدرة ب 4000دج بعد الزيادة الطفيفة التي شهدتها مؤخرا، بعدما كان مبلغ المنحة يقدر ب 3000 دج . وفي هذا السياق، نجد المترشح المستقل السيد عبد العزيز بوتفليقة المشرع لقانون تخصيص 1٪ من الشغل والسكن للمعوقين، تطرق لهذا القانون في برنامجه الانتخابي، حيث ينتظر من هذا المترشح، استكمال القانون عبر تجسيده على أرض الواقع ومواصلة الاجراءات التي تخدم شريحة المعوقين. وما يمكن ملاحظته أيضا خلال هذه الحملة الانتخابية هو أن بعض الاحزاب المترشحة، لم تقدم اقتراحات ملموسة وواقعية، لاسيما في مجال اصلاح النظام التربوي، سوى تكرار ذكر نقائص القطاع، دون اعطاء البديل أو توضيح إن كان القطاع بحاجة الى تصحيح الاخطاء أو إضافة النقائص. أما ما تعلق بمعالجة الآفات الاجتماعية التي يتخبط فيها شبابنا، فلم تقترح وسيلة أو طريقة أنجع من شأنها اقتلاع هذه الآفات من جذورها، زيادة على ذلك، فإن الدولة خصصت حافلات لنقل المواطنين الى مراكز الاقتراع يوم التاسع أفريل، في حين شريحة المعوقين لم تستفد من هذا الامتياز، وهي التي في أمس الحاجة إليه لمنح صوتها لمن ترى فيه الرجل المناسب لتحقيق مطالبها. إنشغالات فئة المعوقين وفي هذا الصدد، تأسفت رئيسة جمعية البركة لمساندة الاشخاص المعوقين »البركة«، عن خلو برنامج الاحزاب المترشحة من أية اشارة الى شريحة المعوقين، وكذا الحركات الجمعوية، كون هذه الأخيرة تلعب دورا كبيرا في المجتمع، على حد قول رئيسة جمعية البركة. وقالت السيدة فلورة في تصريح خصت به جريدة »الشعب« بأن ما لاحظته خلال هذه الحملة الانتخابية، هو أن الاحزاب لم تعط أهمية كبيرة للشخص المعاق ولم تتطرق الى مساهمة الحركة الجمعوية في خدمة هذه الشريحة التي أقصيت خلال هذه الحملة. وأضافت، بأن المعوقين لم تمنح لهم الفرصة للتعبير عن رأيهم، وذلك نتيجة غياب امكانيات التنقل الى مراكز الاقتراع إلا بمساعدة الاشخاص، مشيرة بأن اهمال هذه الفئة، تجعل الشخص المعاق يشعر بالتهميش والاقصاء. وتأمل رئيسة جمعية البركة لمساعدة الاشخاص المعوقين من المترشحين الستة تخصيص حيزا لهذه الشريحة كي تندمج في المجتمع وتخدمه، عوض أن تكون عالة عليه لاسيما في مجال تسهيل التنقل يوم الاقتراع سواء على مستوى مكاتب الاقتراع أو الحافلات، مفيدة بأن الشخص المعاق يرغب في اعطاء صوته بنفسه، مجددة تأكيدا على أن هذه الشريحة مازالت تعاني. وللتذكير، فإن عدد المعوقين بالجزائر يفوق 2 مليون شخص حسب احصائيات وزارة التضامن الوطني، في حين تشير منظمة الصحة العالمية الى 4 ملايين شخص.