خيم، أمس، الحزن بمدينة نقاوس، بعد الحريق المهول الذي شب بالمستودع الرئيسي للمصنع، والذي تسبب حسب مصادر من مجلس إدارة تسيير المصنع في إيقاف الإنتاج لمدة زمنية غير معلومة، وقد عادت “الشعب” إلى عين المكان للوقوف على حجم الخسائر المادية التي تسبب فيها الحريق، في ظل حديث البعض عن مصير مجهول ينتظر المئات من العاملين بالمصنع. الجدير بالذكر أن المخزن المحترق أنجزته شركة صينية منذ أكثر من 6 أشهر لتوسيع وتطوير إنتاج المؤسسة، بغلاف مالي ضخم فاق ال70 مليار سنتيم، وأكدت مصادر محلية أن أسباب إنتشار الحريق بسرعة وإتلافه لتجهيزات مواد أولية تقدر بالملايير، كان بسبب المواد المخزنة المشكلة أساسا من علب الكارتون وزجاجات بلاستيكية سريعة الالتهاب، كما كان للاضطراب الجوي الأخير دوره في تسريع وتيرة إنتشار ألسنة اللهب، والتي تصاعدت تدريجيا إلى الطابقين الثاني والثالث. وقدرت كحصيلة أولية، الخسائر المادية للحريق بأكثر من 200 مليار سنتيم، حسب مصادر رسمية والتي أشارت بدورها إلى أن السبب الرئيس في الحريق كان شرارة كهربائية امتدت بسرعة كبيرة بعد ملامستها لمواد سريعة الالتهاب وقابلة للاحتراق، في انتظار كشف ملابسات الحريق من طرف مصالح الأمن المختصة التي باشرت فتح تحقيق معمق في الحادث، الذي هز ولاية باتنة، أول أمس، وفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مستقبل العشرات من عماله. 250 عامل أمام مصير مجهول اقتربت “الشعب” أمس، من بعض العمال بالمصنع، أكدوا لنا أن المصنع يوظف أكثر من 1000 عامل من دائرة نقاوس والدوائر المجاورة لها، من أبناء المنطقة، ويلقب المصنع لدى سكان المنطقة الجنوبية للولاية ب«والد الزوالية” نظرا للعدد الكبير من العمال الذين يوظفهم بصفة مباشرة أو غير مباشرة، خاصة في موسم جني المشمس كل صيف، حيث يوظف المصنع حسب مسؤوليه المئات من العمال والشباب، للقيام بجني المشمش من الأشجار بالبساتين، ونقله إلى المصنع لتحويله إلى مصبرات وعصائر. وقد أتى الحريق على كل المستودع المخزن للمواد الأولية فقط ولم تصل ألسنة اللهب مطلقا إلى المصنع وتجهيزاته وعتاده وكل الآلات التي يعمل بها، وبالتالي لن يتأثر إنتاجه بشكل كبير، تضيف ذات المصادر، وهنا أشار العمال إلى استعدادهم للعمل ليلا ونهارا لتدارك خسائر هذا الحريق. 30 سنة من الإنتاج للوصول إلى المستهلكين في كل القطر يعتبر مصنع “نقاوس” لصناعة العصير بولاية باتنة، من بين أهم المصانع على المستوى الوطني المختصة في صناعة العصائر، والذي قطع أشواطا كبيرة جدا للوصول إلى تغطية نسبة كبيرة من القطر الجزائري وحتى التصدير إلى الخارج، ورغم بعد المسافة بين المصنع وبعض الولايات الكبرى بالجزائر العاصمة ووهران، وحتى الجنوب الكبير، مثلا إلا أن إرادة مسيري المصنع في الوصول إلى المستهلك في أغلب نقاط الوطن جعل التحدي، هدفا تم بلوغه، بتمكين مستهلكي عصائر ومشروبات نقاوس من الاستفادة من استهلاك هذا النوع من المشروبات، خاصة أن مدة استغلالها قد فاقت ال30 سنة وهو تاريخ افتتاح المصنع الذي كان في السابق تابعا للقطاع العمومي، وبعد إعادة هيكلته سنة 1981 بفصل صناعة العصير عن السكر تمت إعادة هيكلته مرة أخرى خلال سنة 1997 لتصبح بعد ذلك المؤسسة الوطنية للعصير والمصبرات تضم مركبي نقاوس ووحدة منعة. باتنة: لموشي حمزة