بالرغم من الاحتجاجات التي يشنها سكان حي “خرازة” ببلدية وادي العنب بعنابة، بسبب حوادث المرور التي تشهدها في عديد المرات، والتي تودي بحياة الأطفال على وجه الخصوص، إلا أن السلطات المحلية ما تزال تقف موقف المتفرج ضاربة بمطالبهم المشروعة عرض الحائط، ليبقى الطريق الوطني رقم 44 يحصد أرواح البراءة. آخر ضحية حصده الطريق الوطني في جانبه المحاذي لحي “خرازة” طفل في ال12 من عمره، حيث لقي أول أمس، مصرعه بعد أن صدمته سيارة سياحية تسببت له في جروح متفاوتة الخطورة أدت إلى وفاته في عين المكان، فبالرغم من محاولة طبيب الحماية المدنية إسعافه، إلا أن خطورة الحادث عجلت برحيله، حيث تم نقل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى “ابن رشد” الجامعي بعنابة، وفتحت مصالح الأمن المختصة إقليميا تحقيقا في الحادثة لمعرفة ملابساتها. وتعتبر هذه الحادثة عينة فقط من حوادث المرور التي يشهدها حي “خرازة” لوحده دون الحديث عن الحوادث الأخرى، حيث لا يتوانى سكان الحي في الاحتجاج عقب كل حادث، لدق ناقوس الخطر، حاصدا أرواح البراءة، فعلى سبيل المثال مع نهاية السنة الماضية أغلق عشرات المواطنين المدخل الغربي لمدينة عنابة بالمتاريس والعجلات المطاطية احتجاجا على وفاة تلميذ في ال11 من عمره دهسته سيارة عقب خروجه من مدرسته الابتدائية والذي فارق الحياة متأثرا بجروحه البليغة. كما عرف ذات الحي مصرع تلميذ في سن 12 يدرس بالطور المتوسط، أصيب بدوره بجروح خطيرة بعد أن صدمته سيارة عند خروجه من متوسطة “زغاد العمري” كان سائقها يسير بسرعة فائقة، ومع مطلع الشهر الجاري لفظت شابة جامعية في العقد الثاني من عمرها أنفاسها في حادث مرور خطير تسببت فيه سيارة نفعية، كما توفي أربعة أشخاص بعد انقلاب سيارة سياحية كان على متنها 05 أشخاص. حوادث المرور الكثيرة التي يشهدها الحي، لم تجد سبيلا لدى السكان سوى الاحتجاج وغلق الطرقات، للفت انتباه السلطات المحلية لوضع حد لإرهاب الطرقات على مستوى الطريق السريع المحاذي لحي “خرازة”، حيث وفي تصريح ل«الشعب” طالب سكان الحي بوضع ممرات علوية إضافية، وممهلات للحد من هذه الظاهر، وتوفير النقل المدرسي لتلاميذ المناطق النائية، كما طالبوا بتحسين وضعية الطرقات وتهيئة الشوارع، فضلا عن توفير الإنارة العمومية شبه المنعدمة بالحي، مؤكدين أن الأطفال وجميع المتمدرسين يلتحقون صباحا بمدارسهم في ظلام دامس، وهو ما يجعل حياتهم معرضة للخطر يوميا، نتيجة حوادث المرور، إلى جانب الاعتداءات اليومية من قبل المنحرفين الذين يستغلون فرصة غياب الإنارة سواء في الصباح الباكر أو ليلا للانقضاء على فريستهم. كما عبر السكان عن انشغالاتهم اللامنتهية، معتبرين حي “خرازة” بعيدا عن انشغالات السلطات المحلية، بدليل الطرقات المتهرئة، حيث تتزايد متاعب قاطني الحي في فصل الشتاء، ناهيك عن غياب النظافة وانتشار النفايات، ما يعرض صحة السكان لمختلف الأمراض.