دعا المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى الصحراء الغربية جواكيم شيسانو مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع في إيجاد حل للقضية الصحراوية، منتقدا مواقف الرباط تجاه بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) المنتظر تجديد عهدتها. دعوة جواكيم شيسانو هذه، وجّهها خلال جلسة لمجلس الأمن عقدت الثلاثاء وخصصت للصحراء الغربية وطالب فيها من الأعضاء ال 15 لهذه الهيئة الأممية، تحديد تاريخ لتنظيم استفتاء داعيا إياهم إلى تحمل مسؤولياتهم في حالة إخفاق المسار الأممي لتسوية هذا النزاع. وحضر الاجتماع الذي نظم في جلسة مغلقة عدة ممثلين عن البلدان الأوروبية والعربية والإفريقية، حيث رافع الرئيس الموزمبيقي السابق بحماس من أجل تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية. كما طالب بإلغاء الإجراءات الثأرية التي اتخذها المغرب ضد المينورسو، داعيا إلى الاستئناف التام لنشاطات هذه البعثة الأممية. وبعد أن جدد الموقف الثابت للاتحاد الإفريقي تجاه تصفية الإستعمار بالصحراء الغربية، أكد شيسانو التزام المنظمة الإفريقية بمواصلة إشراكها في مسار تسوية القضية الصحراوية مثلما هو الأمر بالنزاعات الأخرى بالقارة المسجلة في أجندة المجلس. كما تطرق مبعوث رئيسة المفوضية الإفريقية مطولا في مداخلته إلى نهب ثروات الصحراء الغربية من طرف المغرب الذي يستمر في إبرام اتفاقات لاستغلال ثرواتها الطبيعية ضاربا عرض الحائط القانون الدولي بتواطؤ بعض الشركات الأجنبية. وأشاد شيسانو في هذا الصدد، بقرار محكمة العدل الأوروبية القاضي بإلغاء الإتفاق الفلاحي بين المغرب و الاتحاد الأوروبي باعتبار أن تطبيقه يمثل خرقا للقانون الدولي. وقد عقد هذا الإجتماع الإعلامي بالرغم من الضغوطات التي مارستها فرنسا ومصر والسينغال لمنع شيسانو من تقديم عرضه أمام مجلس الأمن. وكانت هذه البلدان الثلاثة قد تمكنت السنة الماضية من إفشال لقاء شيسانو بأعضاء مجلس الأمن. وجاء الاجتماع بطلب من مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي لبحث الوضع السائد حاليا بالصحراء الغربية حسب مذكرة أنغولا عضو بمجلس الأمن الذي يعمل من أجل ضمان رد إيجابي على هذا الطلب. الصحراويون مستعدّون لرفع التحدي والعودة إلى الحرب أكد وزير الدفاع الصحراوي عبد الله لحبيب في مقابلة صحفية أن شعب الصحراء الغربية قد صبر وتحمل مسلسل السلام لمدة ربع قرن من الزمن من أجل البحث عن حلول سلمية لقضيته، مضيفا أن صبر الصحراويين قد نفذ وباتوا في أتم الاستعداد لرفع التحدي والعودة للحرب من أجل التمتع بحقهم في تقرير المصير. وأوضح الوزير أن مخيمات الصحراويين وكل الشعب الصحراوي يعيش حالة من الغليان، مؤكدا أن قيادة الجبهة باتت تواجه ضغوطا من الشعب وشبابه المتحمس من أجل أن تضع حدا لهذا الصبر وتتوجه نحو الحرب لتحقيق الهدف الذي تأسست من أجله البوليساريو، متطرقا لحالة الاستنفار التي يعيشها الصحراويون. وفي هذا السياق، تحدث الوزير «عن حالة قتال من الدرجة الأولى على مستوى مقاتلي نواحي جيش التحرير الشعبي الصحراوي كافة، بل ليس فقط على مستوى مقاتلي النواحي، بل حتى على مستوى الخلف العسكري، وحتى على مستوى قطاعات الدولة المدنية هناك برامج للتدريب وتشكيل قوات احتياطية في الخلف على مستوى مؤسسات الدولة وليس فقط في الجانب العسكري». وأضاف في هذا الصدد»هذا يدخل في إطار تحضيرنا لقواتنا، قوات جيش تحرير الشعب الصحراوي وتحضير الشعب الصحراوي قاطبة من أجل التعامل والتعاطي مع المستجدات، ومع التصعيد المغربي الذي يحاول أن يجر المنطقة إلى أتون حرب، ويحاول أن يجرها إلى حرب شاملة من خلال إفراغه لمحتوى المكون السياسي والمدني في ال»مينورسو»، وعندما يفرغها من محتواها السياسي والمدني فلم يبق لها معنى، وبهذا الأساس يفرض علينا خيارات، ويجعلنا أمام أمر واقع وهو بمواقفه التعنتية والتصعيدية يجر المنطقة إلى الحرب». هذا وشارك الممثل الصحراوي في البرازيل محمد ازروك في أشغال الندوة الدولية للتحالف التقدمي التي احتضنها حزب العمال البرازيلي يومي 24 و 25 من الشهر الجاري في مدينة ساو باولو تحت عنوان «ديمقراطية وعدالة اجتماعية».