عقدت مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية المتكونة من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا بمقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك اجتماعا لبحث الصيغ التي يمكن اعتمادها بخصوص مستقبل بعثة تقرير المصير في الصحراء الغربية "مينورسو" عشية اجتماع مجلس الأمن سيخصص لتمديد عهدتها لعام إضافي. وجاء هذا الاجتماع في سياق المأزق الذي وضعته فيه الرباط بعد قرارها طرد موظفي البعثة الأممية من الصحراء الغربية بزعم الاحتجاج على تصريحات الأمين العام الاممي بوصفه الوضع في هذا الإقليم ب«الاحتلال". وينتظر أن يصادق مجلس الأمن الدولي ليلة الخميس إلى الجمعة على لائحة جديدة يمدد من خلالها عهدة هذه البعثة ولكنه مطالب قبل ذلك الرد على قرار الرباط طرد موظفي هذه البعثة من مدينة العيون المحتلة. وفي انتظار ذلك التقى جواكيم شيسانو المبعوث الخاص لمفوضية الاتحاد الإفريقي للصحراء الغربية أمس بسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي حيث استعرض معهم آخر التطورات في الأراضي الصحراوية المحتلة. وحسب مصادر مقربة من مفوضية الاتحاد الإفريقي فإن الاجتماع عقد بطلب من مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي وفق مذكرة تقدم بها السفير الأنغولي في الأممالمتحدة الذي تشغل بلاده مقعدا في هذه الهيئة الأممية حيث اقنع الدول الأعضاء بعقده. واستغل الرئيس الموزمبيقي السابق جواكيم شيسانو فرصة هذا الاجتماع الحاسم لوضع أعضاء مجلس الأمن الدولي في الصورة بخصوص آخر تطورات الوضع في الصحراء الغربية وبالجهود التي يبذلها كمبعوث للاتحاد الإفريقي من أجل تسوية نزاع الصحراء الغربية وتعميق النقاش حول حفظ السلم والأمن في إفريقيا وبصفة خاصة في الصحراء الغربية. وقال أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة أن الاجتماع جرى رغم الضغوط التي مارستها فرنسا ومصر والسنغال على أنغولا من أجل حملها على رفض طلب مجلس السلم والأمن الإفريقي. يذكر أن البلدان الثلاثة سبق وأن نجحت العام الماضي في إفشال لقاء مماثل بين الرئيس شيسانو بأعضاء مجلس الأمن الدولي لطرح إشكالية الانسداد التي يعرفها مسار تصفية الاستعمار من هذا الإقليم. وأعرب الدبلوماسي الصحراوي عن "ارتياحه لالتزام الاتحاد الإفريقي بدعم القضية الصحراوية وموقفه الثابت تجاه تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. يذكر أن الاتحاد الإفريقي كان طرفا فاعلا في وضع تصور مخطط السلام الذي أقره مجلس الأمن بين طرفي النزاع، الصحراء الغربية جبهة البوليزاريو والمغرب سنة 1991 وسمح بإنشاء بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو". وكان مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي عبر بداية الشهر الجاري عن انشغاله بخصوص غياب كل تقدم في مسار السلام بالصحراء الغربية داعيا مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.