رياض محرز .. «الجوهرة» التي أذهلت العالم

أكبر الأندية العالمية تسعى لاستقدام صانع «الفرجة» في ليستر
لم يسبق وأن وصل اللاعب الجزائري في الدوريات الأوروبية الى المستوى الذي قدمه كل من رياض محرز واسلام سليماني اللذان تألقا بصفة كبيرة، فالأول وصل الى حدّ اختياره كأحسن لاعب في «أكبر دوري في العالم» وسليماني ينافس كبار هدافي أوروبا على لقب أحسن هداف مع ناديه البرتغالي سبورتينغ لشبونة .. لتكون هذه الانجازات في صالح المنتخب الوطني الذي سيعتمد على لاعبين مميّزين في خرجاته الدولية القادمة.
فقد خطف رياض محرز الأضواء في أكبر وأغلى دوري في العالم، أي البطولة الانجليزية التي توّج بلقبها مع ناديه ليستر سيتي، محققا أكبر مفاجأة في تاريخ المنافسة بالنظر للانجاز الكبير المحقق أمام عمالقة هذه البطولة الذين أدهشوا بالمستوى المميّز للفريق الذي يدربه رانييري وإمكانيات اللاعب الجزائري الذي توّج بالمناسبة بجائزة أحسن لاعب للدوري الانجليزي في انجاز غير مسبوق للاعب افريقي وعربي.
وفوز محرز مع ناديه أحدث «زوبعة» حقيقية في عالم كرة القدم من جانب المتتبعين والاختصاصيين الذين وضعوا كل التحاليل تصبّ في غالب الأحيان الى عدم تمكّن ليستر ومحرز من الوصول الى اللقب .. لكن واقع الميدان شيء آخر وثبت مرة أخرى أن كرة القدم ليست علوم دقيقة، كما يقال.
مسيرة ليستر مرتبطة ب «فنيات محرز»
وفي كل الأحوال، فإن مسيرة النادي الانجليزي مرتبطة بنسبة كبيرة بتألق اللاعب الجزائري رياض محرز الذي أعطى نوعا مميّزا للعب فريقه بإمكانياته الكبيرة والفنيات التي أذهل بها المدافعين في الفرق المنافسة قبل الجمهور .. والكل يتذكر المراوغات والأهداف التي سجلها أمام فرق عملاقة على غرار تشلسي ومانشيستر سيتي أين لم يتمكّن جون تيري وأوتامندي من ايقاف «المبدع الجزائري» الذي مرّ من هنا وأعطى النقاط لليستر.
والسؤال الذي طرحه الجميع عند رؤية محرز بهذا المستوى يتمثل في القفزة النوعية له في ظرف قياسي، كون مساره لم يكن كبيرا بقدومه من الرابطة الثانية الفرنسية ثم لعب في الدرجة الثانية الانجليزية مع ليستر .. لكن الفنيات التي يتمتع بها والسهولة الكبيرة التي يجدها في مداعبة الكرة والذكاء في رؤية الميدان جعلت رانييري يعطيه حرية كبيرة فوق الميدان لتموين زميله فاردي أو «الغوص» داخل خطوط دفاع المنافسين للوصول الى المرمى.
وكانت الاستراتيجية مربحة للغاية، حتى أن بعض العناوين ركزت على سؤال «من يوقف محرز؟» بالنظر لتفوّقه الكبير عندما يحمل الكرة في منطقة العمليات .. ولقّب ب «ميسي» كون التشابه كبير بين اللاعبين الجزائري والأرجنتيني في طريقة مداعبة الكرة التي تختلف مع اللاعبين العاديين.
الألقاب تكثر وتتنوّع..
نجاح محرز المذهل جعل الجمهور الجزائري يتابع كل خطوات نادي ليستر حتى إن مقابلات هذا الفريق كانت متابعتها قوية وتموّن حديث الشارع الجزائري بقوة طيلة الموسم الماضي الذي أضفى الى الفوز باللقب الانجليزي .. والكل انتظر أيضا تتويج محرز بلقب أحسن لاعب في انجلترا .. والألقاب تتهاطل على اللاعب الجزائري الذي اختير أيضا كأحسن لاعب لنادي ليستر للموسم .. وهذا شيء منطقي بالنظر لما قدمه اللاعب.
وكون اللاعب الجزائري قد تألّق بهذا الشكل في فريق يسمى ب»صغير» أمام عمالقة انجلترا والدوريات الأوروبية الأخرى، فإن أطماع هذه الأندية تكثر في حالة ظهور
«جوهرة» في سماء الكرة العالمية، وبالتالي بدأت الاتصالات والمحاولات ل «خطف» محرز، أين راجت العديد من الأخبار وبصفة مستمرة تقريبا يوميا في امكانية مغادرة محرز لنادي ليستر والتحاقه بريال مدريد أوبرشلونة، مانشيستر يونايتد، أرسنال ... التي وضعت أموالا ضخمة للفوز بالصفقة وتأمين امكانيات رياض محرز.
مضاعفة الراتب لإفشال محاولات الأندية «الكبيرة»
وبالنظر لشخصيته وتواضعه بقي محرز مركزا على المرحلة ألخيرة من الدوري الانجليزي، بالاضافة الى تصريحه الأخير باختياره البقاء في نادي ليستر الذي سيشارك لأول مرة في تاريخه ضمن منافسات رابطة الأبطال الأوروبية في الملعب الذي يفضله محرز والذي أعطاه الثقة لتقديم كل امكانياته .. ليرد الجميل لأنصار النادي الذين يهتفون باسمه طيلة المباراة كونه «الدينامو» الحقيقي للفريق الذي يدربه الايطالي رانييري الذي أكد هو الآخر بقاءه في النادي لمغامرة جديدة على المستوى الأوروبي هذه المرة.
كما أن آخر الأخبار تؤكد أن إدارة ليستر وافقت على مضاعفة راتب محرز الأسبوعي ليصل إلى 95 ألف أورو بدل 44 آلاف الذي كان يتقاضاه في كل أسبوع .. وبهذا سيصل الراتب السنوي إلى 5 ملايين أورو.. ليكون اللاعب الجزائري في وضعية جيدة لتقديم الأفضل مع ناديه وإبعاد الأندية التي تريد استقدامه باغراءات مالية كبيرة.