أصبح الدولي الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي, أول إفريقي وثاني لاعب غير أوروبي يتوج بجائزة رابطة اللاعبين المحترفين لأفضل لاعب في كرة القدم الإنجليزية خلال الموسم الجاري. وتسلم محرز جائزته بلندن ساعات بعد أن ساهم في فوز جديد لناديه ليستر, هذه المرة أمام سندرلاند (4-0), إقترب بفضله من تتويج تاريخي بلقب البطولة الانجليزية. وسجل محرز (25 عاما) بالمناسبة هدفه ال17, أضافه إلى سجله الحافل هذا الموسم والذي يتضمن أيضا 11 كرة حاسمة في 34 مباراة بالبطولة المحلية. ورغم أن البريميرليغ عرفت في السنوات السابقة حضورا مميزا للاعبين الأفارقة على غرار الإيفواريين يايا توريه وديدييه دروغبا, إلا أن لا أحد منهم تمكن من تحقيق الإنجاز الذي صنعه الدولي الجزائري. كما بقيت جائزة أحسن لاعب في البطولة الانجليزية حكرا على اللاعبين الأوروبيين, ولم تكسر هذه القاعدة إلا عندما فاز بها هداف برشلونة والأوروغواي حاليا, لويز سواريز خلال موسم 2013-2014 بألوان نادي ليفربول. وحسم محرز السباق على هذه الجائزة بعد منافسة مع زميليه في ليستر جيمي فاردي ونجولو كانتي وهاري كين مهاجم توتنهام هوتسبير ومسعود أوزيل لاعب أرسنال وديميتري باييه لاعب وست هام يونايتد. وأشاد محرز بدور زملائه ومدربه كلاوديو رانييري في فوزه بجائزة أفضل لاعب في اختيارات اللاعبين المحترفين. وقال اللاعب الذي انضم إلى ليستر في 2014 قادما من لوهافر المنتمي لبطولة الدرجة الثانية الفرنسية : الفضل يعود إليهم (زملائي) وللمدرب وباقي الجهاز الفني , مضيفا لم أكن لأفوز بهذه الجائزة لولاهم . وأعرب عن شعوره بالفخر بعدما أصبح أول لاعب إفريقي يفوز بالجائزة التي أحرزها الموسم الماضي البلجيكي إيدن هازارد لاعب تشيلسي, قائلا : شرف لي أن أكون أول افريقي يفوز بالجائزة, لست الأفضل لكنني الأول . محرز ....الضوء الذي غير لون ليستر تمنى كلاوديو رانييري مدرب ليستر سيتي، أن تتوج كل عناصر تشكيلته الرائعة بجائزة أفضل لاعب في العام في اختيارات رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا أول أمس. لكن في الواقع فإن الإيطالي المخضرم رانييري يدرك أن أحد لاعبيه فقط، يملك مهارات فردية عالية أهلته للفوز بجائزة أفضل لاعب كرة القدم في الموسم بعد تألق خطف الأضواء، هذا اللاعب هو الجزائري رياض محرز. وقال رانييري منذ أيام قليلة إنه رائع. رياض هو الضوء الذي يغير لون ليستر عندما يعمل وهذه هي الحقيقة. وأظهر الجزائري محرز في يوم تتويجه بالجائزة لماذا قال عنه رانييري هذا الأمر قبل أن يسافر إلى لندن ويصبح أول عربي وإفريقي يتوج بهذه الجائزة المهمة. أندية عملاقة ستطلب خدماته بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا خلال العام، يتوقع أن تثار موجة من الشائعات حول مستقبل الجزائري رياض محرز لاعب ليستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.حيث من المنتظر أن تتكالاب عليه أندية كثيرة و دلك بغية الظفر بخدمات أحسن لاعبي العالم في الوقت الحالي. وبات محرز أول لاعب إفريقي يتوج بهذه الجائزة، التي تمنح من خلال نتائج تصويت اللاعبين في إنجلترا، كما بات أول لاعب من ليستر سيتي يفوز بها. وكان التعاقد مع محرز قد كلف ليستر سيتي 400 ألف جنيه إسترليني (577 ألف دولار) فقط، حينما انضم للفريق قادما من لوهافر الفرنسي في كانون ثان/يناير 2014 لكن يتوقع أن يشكل صفقة هائلة لأي ناد يسعى للتعاقد معه خلال فترة الانتقالات المقبلة. وشكل محرز عنصرا فعالا بشكل كبير إلى جانب المهاجم جيمي فاردي، في قيادة الفريق لصدارة الدوري حتى بات على أعتاب التتويج باللقب، عكس كل التوقعات التي سبقت الموسم. محرز يتحدث عن أفضلية دروجبا ويايا توريه أعرب النجم الجزائري رياض محرز جناح فريق ليستر سيتي سعادته الكبيرة للحصول على جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي هذا الموسم. وقال محرز عقب تسلم الجائزة: فخور للغاية بتحقيق هذا الإنجاز، لا أجد ما يمكن أن أصف به سعادتي الكبيرة، ولكن المؤكد أنه لولا زملائي في ليستر سيتي، لما وصلت لهذه المكانة . وبسؤاله عن شعوره لكونه أول لاعب أفريقي يحرز الجائزة، رد اللاعب الدولي: معقول .. لا أعرف هذه المعلومة ، وتساءل: هل لم يفز بها دروجبا أو يايا توريه . وأتم النجم الجزائري: بالطبع سعيد لكوني أول لاعب أفريقي يتوج بالجائزة، ولكني أول لاعب ولست أفضل من النجوم السابقين الذين ذكرتهم سواء يايا توريه أو دروجبا . القصة حزينة التي صنعت نجما أصبح النجم الجزائري رياض محرز محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية والأوروبية بعد تألقه اللافت للنظر هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي ليستر سيتي وتصدر جدول البريميرليج باقتدار مع وصوله للمركز الثاني في هدافي البطولة برصيد 17 أهداف خلف زميله جايمي فاردي . كما أن رياض محرز حقق رقم سيظل في ذاكرة محبي الكرة الإنجليزية في الوطن العربي للأبد وهو أنه أول لاعب عربي يُسجل ثلاثة أهداف هاتريك في الدوري الإنجليزي في مرمى سوانزي سيتي. لكن بعيداً عن أرقام وأداء محرز المتميز فأن هناك العديد من الجوانب الخفية بل وربما نطلق عليها الحزينة ولكنها أثرت بشكل قوي في محرز وشخصيته وجعلت لديه الإصرار من أجل الوصول لحلمه كلاعب كرة قدم مشهور. ولد في اخطر الاحياء مدينة الجن والملائكة نشأة محرز كانت في حي سارسيل وهو الذي يبعُد 10 أميال فقط عن شمال العاصمة الفرنسية باريس وهذا الحي يُعتبر من أخطر الأحياء في باريس وفي فرنسا بشكل عام خاصة بسبب الاضطرابات والجرائم العرقية والدينية بسبب المهاجرين المستقرين في هذا الحي من أكثر من فئة سواء يهود أو مسلمين، والد محرز هو من أكتشف موهبته الكورية خاصة أن والده لعب لفترة طويلة كرة القدم في دوريات الهواة بفرنسا مع أكثر من فريق وقد لاحظ في نجله بأنه سيكون جناح مهاري مميز فقام بتنمية موهبته وإلحاقه بأحد أندية الهواة في باريس. صدمة في عمر ال 15 تيقظ حلما تعرض محرز لصدمة قوية وهو في عمر ال15 عام حيث توفى والده بسبب مضاعفات صحية بعد عملية جراحية في القلب وقد صرح محرز عن هذا الأمر في حديث لصحيفة الجارديان لا أعلم ماذا حدث لي فعلاً بعد وفاة والدي ولكن شعُرت بأن الأمور أصبحت جدية وبأن الحياة قصيرة ويجب أن أتقدم وأعمل بجهد حتى أصل لحلمي . بعد وفاة والده أنتقل رياض محرز لنادي كويمبر الذي يقبع في الدرجة الرابعة الفرنسية عام 2009 بتوصية من محمد كوليبالي مدربه في فترة الشباب والذي قال أن محرز لديه شخصية اللاعبين الكبار وهذا أهم من أي مهارة يحتاجها اللاعب. محرز يقهر رئيس نادي مارسيليا وتألق محرز في كويمبر أدى لانتقاله لنادي لو هافر العريق ولكنه لم يُشارك مع الفريق الأول وظل مع الفريق الثاني حتى عام 2013 وخلال هذه الفترة سجل 24 هدف في 60 مباراة وهو ما لفت أنظار ناديي مارسيليا الذي قال عنه رئيس ناديه فريقه أكبر من امكانيات محرز لكنه أصر على اللعب في نادي يستطيع التطور واللعب خلاله أساسياً لمدة أطول. في بداية موسم 2013-2014 تم تصعيد محرز للفريق الأول بنادي لو هافر وقدم مستوى مميز مع الفريق الأول بتسجيله 6 أهداف في الليج 2 ومع تألقه اللافت للنظر للأندية الأوروبية رحل عن فرنسا في يناير 2014 لينضم لنادي ليستر سيتي الإنجليزي الصاعد حديثاً للبريميرليج في خطوة أنتقدها البعض بسبب تفضيله الرحيل عن فرنسا في ظل تواجد عروض من أندية فرنسية أكبر من ليستر مثل مارسيليا وموناكو وليل بجانب انتقاد بعض الإعلاميين لإعلانه الرغبة في اللعب للجزائر وقتها. كما نجح محرز بتقديم مستوى جيد مع ليستر في نصف موسم وقدم الفريق أداء مميز أمام كبار البريميرليج مثل مانشستر يونايتد والفوز بنتيجة 5-3 والفضل يعود لتأقلم محرز على الأجواء الإنجليزية للمدرب نايجل بيرسون والذي يعتبره محرز كوالد له داخل وخارج الملعب. بعد نهاية هذا الموسم أنضم محرز لمنتخب الجزائر استعداداً لكأس العالم 2014 بالبرازيل وصرح محرز بأنه بالرغم من أنه مولود في فرنسا وأمه مازالت تعيش في فرنسا ولكن قلبه مازال جزائري وهو شيء لن يستطيع تغييره ، قدم محرز مستوى رائع مع محاربي الصحراء في البطولة والخسارة من دور ال16 أمام منتخب ألمانيا بطل هذه النسخة بعد أداء مشرف. والآن العالم كله أصبح يعلم أسم رياض محرز جيداً ولكن هذا لم يأتي من فراغ خاصة بعد ما علمنا ما مر به من صعوبات وتقلب للأحوال في بداية حياته ولكنه ظل يسعى حتى وصل للقمة في أكبر دوري بالعالم فهو صنع لنفسه ملحمة أخرجته من تراجيديا لنور النجومية، وفاز ليلة اول امس بافضل لاعب في انجليترا في انتظار التتويج بلقب الدوري الانجليزي مع فريقه لسيتر سيتي .