“ناس بكري” في لوحات بتعابير الماضي والموروث الشعبي هو فنان عصامي أحب الفن منذ صغره ،تأثر بمحيطه فألتقط شظاياه المتناثرة والمتعددة ليطرحها برؤية إنسانية واجتماعية عكستها إنتاجاته الفنية التي تنوعت بين المنمنمات، الزخرفة الإسلامية، الرسم التخطيطي، الصورة الفوتوغرافية وترميم التحف الأثرية. يحي معطى الله فنان متعدّد المواهب من أبناء مدينة مستغانم ينشط في المجال الفني منذ ازيد من 12 سنة، تخرج من مدرسة الفنون الجميلة لولاية مستغانم، له رصيد ثري من المشاركات الوطنية والأجنبية على غرار المسابقة الدولية في فن المنمنمات والزخرفة بالجزائر سنة 2006، مشاركته في معرض جماعي دولي لافتتاح المتحف الوطني بالجزائر لفن المنمنمات والزحرفة 2010. المشاركة مع فنانين جزائريين في حملة التضامن مع الشعب الصحراوي في مخيم تندوف 2011، مع التنسيق الجمعية الإسبانية التفاريتي ثم مشاركة في الصالون المغاربي الثاني في المتحف كتامة جيجل، فضلا عن مختلف المشاركات بالصالونات الوطنية للفنون التشكيلية والأسابيع الثقافية وكذا المعارض الفردية، كما حصل مؤخرا على شهادة في ترميم التحف الأثرية من مدرسة الفنون الجميلة بوهران في دفعة تعدّ الأولى من نوعها على مستوى الوطني، وهو ما سيفتح أمامه الآفاق لولوج عالم من الفن الجديد المهتم بترميم التحف الأثرية التي تزخر بها متاحفنا ومواقعنا الأثرية. الفنان التشكيلي معطى الله تربى وترعرع في بيئة لها ارتباط قوي بعاداتها وتقاليدها، مهتمة غاية الاهتمام بكل ماله علاقة بالموروث الشعبي، وهو ما أكسبه حبا للحياة البسيطة التي أراد تصويرها في لوحات حملت أجمل وأروع القصص الشعبية. حيث تروي معظم إبداعاته حكاية ناس بكري وتعد همزة وصل حقيقية بين الحاضر والماضي بعد أن اختارها الفنان لتكون صوت حاله وهو ينقل الزوار إلى عبق الماضي وحنينه، فلوحاته تصور وجوها وشخصيات وحكايات الموروث الشعبي ورسمت جلها ببصمة الرسم التخطيطي وأنتجت لوحات تحكي كل واحدة حكاية ماض لايزال يقاوم الحاضر، فلوحة راوي إبادة الثامن ماي هي لوحة لشخصية قال الفنان أنها لشيخ عايش المجازر التي ترسّخت في ذهنه ما جعله يرويها في كل مجلس وكل مناسبة، أما لوحة بيكاسو فهي لشخصية شعبية عامية يطلق عليها الناس هذا الاسم، ما دفع بالفنان إلى تجسيدها في لوحة حملت اسما لألمع رواد الفن التشكيلي العالمي. بالإضافة، إلى لوحات عديدة تروي حكاية التراث الشعبي والمستقاة من الواقع المعاش كلوحة القهواجي في سوق وادي الخير، المداح في السوق، القصاصبي، المتفرجين للفنطازية بسيدي لخضر وراعي الغنم في وادي الخير وغيرها. ناهيك عن بعض اللوحات المرسومة بتقنية الواكس أو الشمع كلوحة المتسوّل، ولوحة ذو العلامة الحمراء، فالزائر للمعرض وفي ساعة من الزمن يتنقل عبر مواضيع تراثية منسية وأشياء لها علاقة بتاريخنا وتراثنا وثقافتنا العريقة فيلتقي بشخصيات يعتقد الكثير أنها لم تعد موجودة، بلباسها التقليدي المعبّر عن فحولة الرجل الجزائري، وتلك الأماكن المجسدة في اللوحات كالأسواق الشعبية، الوعدات والأماكن الأثرية التي نجح الفنان في تقديمها بمراوغة فنية مجتهدة. وعن الفنان معطى الله يقول الزين قاسم إبراهيم رئيس الجمعية الثقافية ريشة الإبداع الجزائري أنه فنان من خيرة الفنانين التشكيليين الواعدين على المستوى الوطني وله من الطموحات ما سيمكنه من الإرتقاء وكتابة أسمه في سجل الفنانين الموهوبين، وما يزيد من قيمة أعماله الفنية اهتمامه بالموروث الشعبي في لوحات مشبعة بتعابير إبداعية تعكس الواقع الممزوج بالحكايات والموروثات الشعبية، الأمر الذي يضفي ميزة خاصة على أعماله التي يستعمل فيها مختلف التقنيات الفنية كتقنية الرسم التخطيطي بخلفيات صفحات الكتب والمخطوطات، تقنية الواكس وغيرها ما جعله يضع بصمة حقيقية تميزه عن باقي الفنانين من أبناء جيله.