برّاقي: السدود الجزائرية آمنة وتتوفر على معايير السلامة أكد الخبراء في الجيوفيزياء وميكانيكا السدود، أن الزلزال الذي ضرب بلدية الميهوب بولاية المدية، لا علاقة له بنشاط سد كودية أسردون أو المياه المخزنة به، موضحين أن الزلزال عادي وظاهرة طبيعة بحتة حدث نتيجة تقارب الصفائح الإفريقية والأورو الآسيوية، ولا يمكن ربطه بأيّ شكل من الأشكال بضغط المياه في هذا السد. في هذا الإطار، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للسدود والتحويلات أرزقي برّاقي، خلال يوم تحسيسي إعلامي حول «السدود والزلازل»، أنّ السدود الوطنية لن تتأثّر بالزلازل، بالرغم من كثرة نشاطها في السنوات الأخيرة وهذا بالنظر لطريقة تشييدها التي روعي فيها التكنولوجيات الحديثة في الإنجاز واستخدام الخرسانة المدعمة، ما يسمح لها بمقاومة الزلازل ذات الشدة العالية التي تصل إلى 8 درجات على سلم ريشتر. وأوضح برّاقي، أن إنجاز السدود لا يكون إلا وفقا لدراسات عميقة من إثبات الجدوى إلى غاية الدراسات الجيوفيزيائية للتربة والصخور ومكان الإنجاز، مع مراعاة طبيعة الموقع وخلوّه من التصدعات الناتجة عن أي نشاط زلزالي قديم أو تحرك للطبقات الأرضية، ما يعني أن الدراسات لوحدها فقط تتطلب حوالي 80 شهرا لإنجازها والتأكد منها من خلال اللجوء إلى الخبرة ومكاتب الدراسات الأجنبية، بهدف تأمين هذا النوع من الهياكل القاعدية الضخمة والهامة، بالنظر لأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. بدوره فنّد مدير مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزيائية عبد الكريم بن يلس، وجود أي علاقة بين سد كدية أسردون والزلزال المسجل على مستوى بلدية الميهوب، شمال شرق المدية، مشيرا إلى أن أشغال الاستكشاف التي تم القيام بها مؤخرا على مستوى هذا السد من طرف خبراء من المركز، أكدت عدم وجود أي مؤشر يدل على وجود علاقة مع هذا الزلزال أو الهزات الارتدادية التي تلته ولا حتى عمليه إطلاق المياه من هذا السد. وأوضح يلس شاوش، أن زلزال بلدية الميهوب هو جزء من عدة هزات شهدها الأطلس التلي، جاءت نتيجة تقارب الصفائح التكتونية الإفريقية والأورو آسيوية، مشيرا إلى أن تواصل الهزات الارتدادية سمح بإخراج كمية هامة من الطاقة المخزنة منذ سنين. بدوره استغرب الخبير في ميكانيكا السدود «بيرنارد تاديو»، رئيس لجنة الطاقة والتغيرات المناخية، أن الإشاعات التي ربطت زلزال الميهوب بسد كودية أسردون، بالرغم من اعترافه بصعوبة الطبيعة الجيولوجية للجزائر والتي هي نفسها بالمغرب العربي الكبير، مشيرا إلى أن كل السدود عبر العالم بما فيها الجزائر، يراعى فيها الخصوصية في الإنجاز ورفع معدل الأمن والسلامة إلى أقصاه بشكل يضمن صلابتها وأمنها. واستدل الخبير بيرنارد تاديو، بالدراسات والتحاليل التي تم القيام بها على مستوى السدود بعد زلزالي بومرداس واليابان والتي أثبت سلامة هذه المنشآت ووجودها في المستوى المطلوب، وعدم تضررها وهذا بفضل طريقة بنائها التي ترتكز أساسا على دعامات مسلحة مجهزة لهذه الغاية، كما أنه في حال تم تسجيل أي خطر محتمل، يتم تفريغ منسوب معين من المياه لتخفيف الأخطار التي قد تنتج نتيجة نشاط زلزالي جد قوي يتعدى التوقعات. ودعا المتدخلون إلى تعزيز التحسيس وتوعية المواطنين وطمأنتهم في نفس الوقت، بعدم الاستماع لهكذا إشاعات غير معقولة ولا يتقبلها أي منطق، والتحلي بثقافة الزلزال للتعايش معه، خاصة وأن الجزائر معروفة بكونها تحت خط زلزالي نشط يعود لملايين السنين والتعامل معها كظاهرة طبيعية عادية، والحرص على تعزيز حلقة الإعلام وإيصال المعلومة والحقيقية في وقتها بطريقة علمية بحتة.