توقع وزير الفلاحة والتنمية الريفية، السيد رشيد بن عيسى، أن يصل معدل إنتاج الحبوب خلال هذا الموسم نحو 30 قنطارا في الهكتار بعدة ولايات، الأمر الذي سيسمح برفع المخزون الوطني، وبالتالي، تقليص فاتورة استيراد هذه المادة. وقال بن عيسى، لدى نزوله ضيفا سهرة أول أمس على حصة ''منتدى التلفزيون''، أنه من المنتظر أن تعرف واردات الجزائر من الحبوب تراجعا معتبرا خلال السنة الجارية، بفضل الارتفاع المحسوس في الإنتاج المحلي مقارنة بالسنوات الماضية، مضيفا أن سنة 2009 ستكون ''جيدة''، بل ''وجيدة جدا'' فيما يتعلق بالإنتاج الوطني المتوقع من الحبوب بجميع أنواعها، خاصة القمح الصلب واللين والشعير. وبرر المسؤول الأول على قطاع الفلاحة، توقعاته الايجابية، بشأن مردودية القطاع في شعبة الحبوب، بالمؤشرات الايجابية التي شهدتها هذه الشعبة، منذ بداية الموسم الجاري، ومنها التساقط المعتبر للأمطار إلى جانب وضع كل الآليات والضمانات المعلن عنها من طرف الحكومة حيز التنفيذ خلال الأشهر القليلة الماضية، ومنها قرار تخفيض أسعار الأسمدة بنسبة 20 بالمائة مع الالتزام بإيصال هذه الأسمدة في وقتها وشراء محصول المزارعين من الحبوب بأسعار جد مشجعة، مع الدفع الفوري لقيمة هذه الحبوب، وكذا توفير آلات الحصاد والدرس، إضافة إلى تهيئة أكثر من 600 موقع على المستوى الوطني لتخزين هذه المحاصيل. واعتبر السيد بن عيسى أن من شأن كل هذه الشروط الطبيعية والبشرية أن تحقق إنتاجا معتبرا من الحبوب خلال هذه السنة، حيث ينتظر أن تنعكس هذه النتائج على فاتورة الجزائر من واردات الحبوب، والتي ستعرف تراجعا معتبرا خلال سنة 2009 مقارنة بالسنوات الماضية، مفضلا عدم تحديد حجم الإنتاج المحلي من الحبوب المتوقع لهذه السنة، ولا قيمة الواردات الجزائرية من هذه المادة الإستراتيجية. وبخصوص الإنتاج الوطني من الحليب، أكد وزير الفلاحة أنه سيعرف، هو الآخر، إرتفاعا محسوسا خلال السنة الجارية، الشيء الذي سينعكس إيجابا على قيمة واردات البلاد من هذه المادة. وكانت توقعات الديوان الوطني المهني للحليب أشارت إلى تراجع فاتورة واردات الجزائر من هذه المادة إلى 350 مليون دولار خلال سنة 2009 مقابل 750 مليونا سنة 2008 أي بانخفاض 400 مليون دولار. وساهم تحسين عمليات جمع الحليب الطازج لدى مربي الأبقار، إلى جانب تسيير أحسن لعمليات الاستيراد التي تراعي انخفاض الطلب الوطني على غبرة الحليب، بسبب إدخال الحليب الطازج في مسار التحويل على مستوى الملابن من اقتصاد حوالي 000,40 طن من غبرة الحليب هذه السنة. وعن نتائج سياسة التجديد الفلاحي والريفي خلال الأشهر العشرة الأولى منذ تنفيذها، أوضح السيد بن عيسى، أن هذه النتائج تتمثل في ''وجود تفطن جماعي لدى جميع مهنيي وفاعلي القطاع بضرورة المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الذي يعتبر أحد أهم أسس السيادة الوطنية''. وأضاف أن أولى ثمار هذه السياسة بدأت في الظهور من خلال ارتفاع إنتاج عدد من المحاصيل الزراعية مثل زيت الزيتون الذي سجل إنتاجه ارتفاعا بنسبة 87 بالمائة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية مقارنة بنفس الفترة من ,2008 مما سمح بتجاوز الأهداف المسطرة بخصوص هذه الشعبة في إطارعقود النجاعة.