دعا الباحث المغربي في الفقه وعلوم التشريع الإسلامي محمد حمزة الكتاني، سهرة الجمعة، بوهران، إلى ضرورة اقتداء الأمة بالمنهج المحمدي في النهوض بمختلف العلوم لإصلاح المجتمع. قال الكتاني، الذي نشط محاضرة بعد صلاة التراويح بالزاوية البلقائدية الهبرية، في إطار الملتقى الحادي عشر من سلسلة الدروس المحمدية، إن المنهج المحمدي يقدم «أنموذجا مثاليا في تطوير والنهوض بالعلوم الدينية والدنيوية والتي توفر حلولا كفيلة بحل مشكلات المجتمع وإصلاحه». وأبرز المحاضر، الذي وسم تدخله بعنوان «قواعد وضوابط الإتباع الذي يحصل به صلاح الأمة»، مكانة العلوم بتنوع ميادينها في الدين الإسلامي الحنيف، مستدلا بآيات قرآنية وكذا السيرة النبوية الشريفة التي تؤكد على أهميتها في بناء المجتمع وتطويره وإصلاحه وكذا في التقرب إلى الله عز وجل. وأضاف، بأن الخلفاء الراشدون التزموا بالمنهج المحمدي من بعد وفاة الرسول الكريم (ص) في إعلاء مكانة العلم والعلماء، «مما انعكس إيجابا على الأمة آنذاك وكان وقاية من الجهل والانحراف». واعتبر المحاضر بأن «الأمة في حاضرها هي في أمسّ الحاجة إلى نهضة في مجال العلوم لحل مشكلاتها المستعصية بما فيها إشكالات التعايش وبسط الرحمة والتآخي وإرساء السلم». كما تطرق الكتاني إلى مكانة التصوف في تهذيب المجتمع وتربية النشء إلى جانب توطيد الصلة ما بين المسلمين وتراث السلف الصالح للأمة، مبينا أن «التصوف هو مجال تتجلى فيه العبودية بأسمى معانيها». وتناول أيضا مراتب وضوابط اتباع الأمة للنهج المحمدي والسنة النبوية الشريفة بشكل عام على غرار ضرورة الفهم الصحيح للمقاصد وأحكام الشريعة الإسلامية. يذكر، أن الطبعة الحادية عشرة من سلسلة الدروس المحمدية التي تحتضنها الزاوية البلقائدية الهبرية، الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف، شرق مدينة وهران، خصص لها عنوان محوري يتمثل في «صلاح الأمة في إتباع رسول الرحمة» وذلك تحت شعار الآية الكريمة «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين». كما أن هذه الطبعة تتميز بحضور نخبة من علماء وفقهاء العالم الإسلامي، على غرار تونس وسوريا ولبنان والأردن والسودان ومصر والمغرب.