سلسلة الدروس المحمدية ** دعا رئيس المجلس الأعلى للدعوة الإسلامية بالسودان الفقيه محمد مصطفى الياقوتي سهرة الأربعاء بوهران الى ضرورة التأمل في أدب السلف الصالح للأمة الإسلامية وتعاملهم فيما بينهم. وأشار الفقيه الياقوتي وهو وزير سابق للإرشاد والأوقاف للسودان خلال تنشيطه لمحاضرة في إطار الملتقى الحادي عشر من سلسلة الدروس المحمدية التي تنظمها الزاوية البلقائدية الهبرية الى أن أدب السلف الصالح للأمة لا سيما أدب الصحابة مع الرسول الكريم هو تجسيد مثالي لمقاصد وأحكام الشريعة والدين الإسلامي الحنيف . وحث على استخلاص الدروس من أهمية هذا الأدب والتأمل فيه من أجل حياتنا الراهنة المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمصدر الصحيح للدين في حال يسوده الاحترام والمودة والتآخي والرفق . وأبرز الفقيه في محاضرته اختار لها عنوان إحتياج الأمة الى معرفة أدب السلف مع نبي الرحمة أن الأدب الذي تعلمه سلف الأمة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مكنه من تجسيد حضارة وتطوير العلوم الى جانب الوقاية من الانحراف والانزلاق والفرقة والضعف . وطالب المحاضر بالتركيز في أدب تعامل الصحابة مع النبي الكريم وجعله نبراس تعامل الأمة في وقتنا هذا فيما بين مكوناتها حتى يتم تحقيق الصلة مع سيرة رسول الله {صلى الله عليه وسلم} وتكريس العبودية لله كونها مقصد هذا الأدب المرجو . وبالمناسبة حذر الياقوتي من القراءة السطحية والفهم الصوري لأحكام ومقاصد الشريعة الإسلامية لافتا الى أن ذلك يعد سببا كبيرا في الانحراف عن مسار السلف الصالح وسببا في تفشي الأمراض الاجتماعية داخل الأمة على غرار أفات التطرف والتعصب والانحلال الأخلاقي . وقد استذكر بالمناسبة عدة مواقف للصحابة والتي تشكل نماذج مثالية لأدبهم مع الرسول الكريم ودروس تاريخية يستند إليها في بناء الحضارات وتكوين المجتمعات المتطورة . يذكر أن الطبعة الحادية عشرة من سلسلة الدروس المحمدية تتواصل على مستوى مقر الزاوية البلقائدية الكائن ببلدة سيدي معروف شرق مدينة وهران وذلك من خلال موضوع رئيسي محوري يتمثل في صلاح الأمة في إتباع رسول الرحمة وذلك تحت شعار الآية الكريمة {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.