جئت اليوم للحديث كإنسان قبل أن أكون رياضيا استضاف منتدى «الشعب» في سهرة رمضانية مميّزة ليلة الأحد إلى الإثنين أحد الوجوه البارزة في كرة القدم الجزائرية، وهو فوزي غولام المدافع الأيسر للمنتخب الوطني ونادي نابولي الإيطالي .. والذي كان نجما حقيقيا للسهرة بفضل المبادرة التي قام بها والتي تحدث عنها أمام عدد كبير من ممثلي الصحافة، وهي تأسيسه ل» مؤسسة غولام» للأعمال الخيرية التي تركز على مساعدة اليتامى بالدرجة الأولى. بالرغم من أننا كنا نريد معرفة رأيه حول تعيين الناخب الوطني الجديد الذي صادف اليوم الذي حل غولام فيه ضيفا علينا، إلا أن هذا الأخير اعتذر وبطريقة الكبار على أن الموعد اليوم مخصص في تدخله حول المؤسسة الخيرية التي أسسها، أين رد عن سؤالنا على النحو التالي : «لقد جئت اليوم للحديث كإنسان بالدرجة الأولى قبل أن أكون لاعبا، وهو الشيء الرئيسي في نظري، واعتذر لعدم خوضي في أمور أخرى اليوم وستكون لنا فرصا أخرى في المستقبل». قدوة للشبان الجزائريين
وفعلا المبادرة الخيرية تكون في المقدمة لمساعدة المحتاجين من خلال «توظيف» صورته كنجم لكرة القدم، حيث أوضح قائلا: «الشيء الرئيسي بالنسبة لنا هو أننا نقدم صورة نقية حول مسارنا ويومياتنا سواء في ميدان كرة القدم أو خارجه، وبالتالي سنكون بمثابة قدوة بالنسبة للشبان الأخرين الذين سوف يسيرون على خطانا ويتبعون المبادرات التي نقوم بها .. وهو أمر مهم لصالح مستقبل الشباب الجزائري». ومن جهة أخرى يرى نجم نادي نابولي أنه بإمكان زملائه في المنتخب الوطني اعتماد هذه الاستراتيجية بإنشاء مؤسسات والمساهمة الفعّالة في برامج خيرية لصالح فئات عديدة من المجتمع لتكون صورتهم الجيدة قد ساهمت في إيصال الأشياء الجميلة للشبان الجزائريين. بإمكان لاعبين أخرين إنشاء مؤسسات خيرية ويمكن القول أنه سبق لقائد المنتخب الوطني السابق مجيد بوقرة أن أنشأ «مؤسسة مجيد بوقرة» والتي لاقت استحسانا كبيرا في الجزائر، ويأتي غلام ليقدم دعما أخر في إطار الأعمال الخيرية التي ترافقها دعم «الممولين» الذين يرافقون الصورة التي يحملها اللاعب وفي هذا الإطار أشار غولام أمام وسائل الإعلام بمنتدى «الشعب» أنه بالرغم من «الأجندة» المكثفة له في إطار «عمله» أي كلاعب بنادي نابولي الذي يشارك في البطولة الايطالية، وخوضه لمنافسة رابطة الأبطال الأوروبية .. بالإضافة إلى مقابلات المنتخب الوطني .. إلا أنه سيجد الوقت الكافي للقيام بزيارات لعدد كبير من ولايات الوطن للتقرب من الفئات التي تحتاج لتدعيم في إطار الرؤية التي حملها ضمن مؤسسته . وسيعتمد غولام في إطار «المؤسسة» على خلية نشيطة بإمكانها الوصول إلى الأهداف التي سطرها، إلى جانب علاقة اللاعب بعديد النجوم العالمية التي يحاول اللاعب الدولي الجزائري الاستفادة من تجاربها في هذا الميدان. مسار مشجع مع «الخضر» ونابولي وللإشارة، فإن اللاعب فوزي غولام من مواليد أول فيفري 1991 في «سان برييست أون جارز» بسانت ايتيان بفرنسا، حقق لحد الأن مشوارا مميّزا ضمن الفريق الوطني وأصبح قطعة أساسية في صفوف «الخضر» منذ التحاقه بالمنتخب الجزائري في 2013 حيث فرض أسلوب لعبه بفضل امكانياته الكبيرة التي أذهل بها المتتبعين في مونديال البرازيل عام 2014. ومن جهة أخرى، فإنه لعب في البطولة الفرنسية ضمن نادي سانت ايتيان قبل أن ينتقل إلى نادي نابولي التي يصنع أفراحه في مسار مميّز في الكالتشيو بتأهل نادي جنوبايطاليا إلى منافسة رابطة الأبطال الأوروبية ولديه طموحات كبيرة بوجود غولام والأرجنتيني هيغوايين، وهامسيك وميرتنس. وبالرغم من العروض العديدة التي وصلته من أندية أخرى على غرار ريال مدريد الإسباني إلا أنه فضّل مواصلة الطريق مع النادي الايطالي .. ومن المحتمل جدا أن يبقى في هذا الفريق هذا الموسم أيضا كونه وجد ضالته مع الفريق وكذا في المدينة.