السكان يطالبون بالماء وقنوات الصرف والإنارة لم تشفع الإعانات الريفية التي منحتها السلطات الولائية لمنطقة سلفيتة وسدي سماعيل الريفيتين ببلدية الزبوجة بهدف تثبيت السكان واستقرارهم بمناطقهم المعزولة وممارسة نشاطهم الفلاحي بعدما حاصرتهم نقائص تنموية عديدة جعلتهم يشعرون بالمعاناة اليومية القاسية مع مياه الشرب ومتاعب العلاج وانعدام الإنارة العمومية وقنوات الصرف الصحي حسب تصريحاتهم المطالبة بتدخل الوالي لرفع الغبن عنهم. كان لمعاينة “الشعب” ليوميات سكان مداشر منطقة سلفيتة وسدي سماعيل الغابيتين ببلدية الزبوجة الأثر والترحاب الكبيرين في نفوس السكان الذين اعتبرونا الوسيلة الإعلامية المكتوبة الوحيدة التي اطلعت على يومياتهم وظروفهم الاجتماعية وأصغت لإنشغالاتهم التي لم يجدوا سبيلا لتوصيلها للسلطات المحلية رغم الشكاوي العديدة في غياب المنتخبين المحليين حسب أقوالهم الغاضبة عن الوضع. قطع مسافة أزيد من 50كيلومتر بين عاصمة الولاية وهذه المداشر لم يثنينا عن تتبع إصرار هذه العائلات على مواجهة الظروف القاسية التي يتكبدونها بين هذه الوديان والشريطين الغابيين اللذان يلفهما بين إمتداد غابة فرينة من ناحية تاشتة بولاية عين الدفلى وسلسلة جبال الظهرة التي تحجب عنهم المؤثرات الطبيعية بدءا من منطقة تاجمنت وحمليل والقصور. مواقع سياحية وفلاحية بإمتياز يقول سكان المنطقة الذين طوعوا تربة الأراضي والتضاريس ليجعلوا منها مساحات زراعية بلاستيكية ذات مردود فلاحي كبير لازال مصدر رزقهم الوحيد لتوفير الخضر والفواكه للأسواق الوطنية والمحلية، غير أن ظرف الاستقرار يهدد عملهم يقول شباب المنطقة وبعض كهولها الذين تأقلموا مع الواقع اليومي رغم نقائصه الكبيرة. رحلة البحث عن الماء الشروب صرخة كان لنا السبق في نقلها للسلطات الولائية التي ما فتئت تستجيب لإنشغالات السكان في أي بلدية من تراب الولاية خاصة التي تعيش ظروفا قاسية وعدم الإطلاع اليومي على متاعب العائلات خاصة تلك التي تسهر على توفير الأمن الغذائي وتنشيط المجال الفلاحي والإقتصادي بالولاية وباقي جهات الوطن. وفي تقييمهم لحالتهم التي تزداد تدهورا وسوء لم يجد هؤلاء من تعبير أنسب عن هذه الوضعية سوى القول “يئسنا وظروفنا صارت صعبة مع الصراع اليومي في البحث عن الماء الشروب، لا نملك حنفيات أو مرشات للحمام، نحن كما ترى، القليل منا من يمتلك سيارة لجلب هذه المادة، أما الأكثرية فإستعمال الحيوانات لحمل ما يعرف “بالجريكانات” صار من الصراع اليومي الذي يواجه الكبار والأطفال من المتمدرسين وغير المتمدرسين على حد سواء يشير محدثونا بعين المكان”. وعن مصدر هذه المياه ومدى خضوعها للمعالجة خشية الأمراض المتنقلة عبر المياه أكد لنا ممن التحقوا بنا، أن جلبه يكون من العيون الطبيعية وهذا مصدر قلق يومي وعطش يهددهم في حالة اشتداد الحر واستمراره يقول هؤلاء البسطاء وذوي الإرادة القوية في التصدي لهذه الظروف. عين بودة التي تبعد عنا بحوالي كيلومترين تحكي سر متاعبنا، التي نرفعها للمنتخبين المحليين الذين ينزلون علينا كالغيث أيام الإستحقاقات الإنتخابية ليغيبوا في انتظار رحلة الشتاء والصيف. يقول أبناء سلفيتة من داخل أحد الماجر للمواد الغذائية الذي يراعي قواعد النظافة أكثر من أهل المدن المعروفة، أما البقية من العائلات يفضل أرباب بيوتها حمل هذه الدلاء بسياراتهم للبحث عن هذه المادة في مناطقة وبلديات أخرى أو مقر مدينة الزبوجة ذات الموقع الجغرافي المرتفع، خوفا من إصابة أفراد أسرهم بالأوبئة. وتعالت استغاثة السكان للسلطات الولائية لرفع الغبن عنهم فيما يتعلق بإنعدام العمومية بالمنطقة ماعدا بعض الأعمدة التي تشتغل بصورة متذبذبة برأي السكان الذين استغربوا تناسي المنطقة التي تلفها غابات وسلاسل جبلية وأودية تستوجب ربطها بالإنارة على غرار منطقة حمليل التي تتوفر بها عدة مرافق حوية وهوما صار يحز في نفوس هؤلاء المغبونين الذين مازالوا متشبثين بمناطقهم الأصلية رغبة في تعمير الناحية وتشبث أبنائهم بمهنة أبائهم المتعلقة بمهن الزراعة البلاستيكية التي تتطلب مناخا ملائما ونوعية من التربة حسب أقوالهم. لم تتوقف معاناة هؤلاء بذات الناحية بل امتدت إلى غياب قنوات الصرف الصحي بمنازلهم مما حتم عليهم اللجوء إلى إنجاز حفر تقليدية لرمي نقاياتهم المنزلية. وبإرتفاع عددها بالمنازل واتساع رقعم المداشر، صارت تشكل خطرا صحيا قائما بذاته، حيث يخشى السكان عملية التأثير على منابع المياه والعيون كونها سطحية بنسبة كبيرة، مما يرشح عملية التلوث، وبالتالي انشار الأمراض المتنقلة عبر المياه التي من المفروض أن تعالج وبالمراقبة المستمرة من طرف المنتخبين المحليين ومصالح الوقاية الصحية. يحدث هذا في ظل العمل المتذبذب لقاعة العلاج التي طالب السكان أن يكون نشاطها معالا ومستمرا، فقد يصل المريض لأخذ حقنة ولا يجد الممرض رغم وجود سكن إلزامي جعل ليكون الممرض حاضرا في كل الأوقات ليلا ونهارا يشير محدثونا من سكان الناحية الذين يجدون صعوبات ومعاناة قاسية في نقل مرضاهم خاصة أثناء الليل نظرا لصعوبة المنطقة والهاجس الأمني الذي يقلق قاطني المنطقة رغم أن الناحية صارت آمنة. طريق حديث الإنجاز عرضة للتدهور استغرب سكان سلفيتة ومداشرها وضعية الطريق الرابط بين مركز البلدية الزبوجة وذات الناحية وحمليل إلى غاية حدود الولاية بأولاد معافة والتاغية ببلدية تاشتة بعين الدفلى ظاهرة والتي أصبحت عرضة للتدهور والإتلاف نتيجة غياب الصيانة وتنقية المجاري المائية التي تشكل الخطر الكبير على وضعية الخرسانة الزفتية التي تتأثر بسرعة حسب المختصين والتقنيين في تهيئة الطرقات، حيث ناشد هؤلاء مصالح مديرية الأشغال العمومية بتنشيط عمل دور الصيانة التي كلفت الدولة أموالا طائلة في إنجازها عبر البلديات دون أن يرى المواطن عملها في الميدان يقول محدثنا. ومن جانب آخر أشاد السكان بعمل السلطات الولائية التي خصصت نسبة معتبرة من السكنات الريفية لفائدة هؤلاء البسطاء الذين فضلوا الإستقرار بنواحهم دون التفكير في الهجرة والنزوح الريفي إلى مناطق، مما قد يشتت النسيج العائلي بين الأسر التي استقرت أبا عن جدا بذات الناحية يقول مستقبلينا من السكان الأصليين بسلفيتة. ولأهميتها يناشد السكان الوالي بتخصيص حصص أخرى للقضاء نهائيا على النقص المسجل لدى بعض العائلات، لأن العملية لم تمسهم منذ عام ونصف يضيف محاورونا من أبناء المنطقة. يعيش سكان سلفيتة بالزبوجة أعز أيامهم، نشطاء دون كلل أو ملل في تفعيل الزراعة البلاستيكية التي تعرف أنتشارا واسعا مكن هؤلاء من ضمان قوت عيشهم ومداخيلهم تكفيهم لمواجهة متاعب الحياة وتحقيق حاجياتهم التي ازدات تراكما يشير السكان. حيث يلجأ هؤلاء إلى زراعة الطماطم والفلفل بكل أنواعه ومادة الخيار والفصولياء بكل أصنافها وبيض النجال والجزر والبصل وأنواع اخرى من الخضر الموسمية وغير الموسمية، حيث لا يتوقف العمل الفلاحي لدى هؤلاء المهنيين بدرجة كبيرة والذين لم ينلوا الدعم الكافي لدى أغلبهم. إستقرار السوق والمحافظة على القدرة الشرائية ينطلق من هنا يقول الفلاح محمد، حرفتنا يضيف محدثنا خدمة الأرض، والخيمة اللبلاستيكية هي ملاذنا وملجأنا الليلي واليومي خلال الفصول الفلاحية الفصول الفلاحية. وعن عملية السقي يعلق هؤلاء آمالهم على سد كاف الدير الرابط بين 3 ولايات هي عين الدفلى والشلف وتيبازة، بإعتباره المرفق الهام الذي سيغير في أساليب نناشطهم الفلاحي وطموحهم، خاصة بعدما صارت منطقتهم معروفة من طرف فلاحي وتجار ولايات الشرق والوسط والغرب الجزائري حسب أرقام ترقيم السيارات التي صادفناها بعين المكان. وأمام هذه النقائص العديدة التي صارت مصدر قلق للسكان يناشد محدثونا الوالي بالتدخل وزيارة منطقتهم والإطلاع عن قرب للمعاناة اليومية بالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها مناطقهم خاصة في تفعيل النشاط الفلاحي الموسمي وغير الموسمي، مع ممارسة غرس الأشجار المثمرة كالتين واللوز والعنب وأصناف أخرى.