حذرت مديرة منظمة الصحة العالمية مارغريت تشان أول أمس فى نيويورك من أن وباء انفلونزا الخنازير قد يدمر الأجهزة الصحية للدول الفقيرة، في وقت رفعت معظم الدول العربية حالة الاستنفار القصوى ودرجة التأهب للتصدي لأي إصابة محتملة بهذا الوباء خاصة بعد أن سجلت العديد من الإصابات ببعض الدول العربية وأخرها الاردن التي أعلنت عن إصابة فتاتين قدمتا من خارج الأردن. وحسب السيدة مارغريت تشان فان "الدول النامية تبقى الأكثر ضعفا والاقل قدرة على المقاومة هذا الوباء وقالت خلال منتدى نظمته الاممالمتحدة حول "وسائل دفع الصحة على مستوى عالمى فى زمن الازمة'' أن هذه الدول هى التى ستكون اكثر تأثيرا وسيتطلب امر نهوضها الكثير من الوقت". وأرفت قائلة: " إن التحدى الذى يطرحه الوباء بالاضافة الى زيادة الامراض المزمنة من شأنه أن يجعل لوحده الخدمات الصحية التى هى ضعيفة أصلا غير فاعلة" فى الدول النامية. وبعد أن كشفت أن حالة التحضيرات العالمية للمرض هى "غير مسبوقة" أشارت الى ان "مستوى التحضير والقدرة على مواجهة الوباء هى غير متوازنة بشكل كبير لمصلحة الدول الغنية". وسبق لمديرة منظمة الصحة العالمية أن أعلنت أن السلالة الفيروسية الجديدة (اتش1 ان1) للانفلونزا قد تواصل انتشارها بسرعة بين البشر وداخل حدود الدول وعبر بلدان العالم. وقالت في أحد تصريحاتها أنه" لأول مرة في البشرية نشهد أو ربما سنشهد انفلونزا وبائية تتطور أمام أعيننا، فبعكس انفلونزا الطيور فأن فيروس اتش1 ان1 الجديد ينتشر بسهولة من شخص لاخر وينتشر بسرعة داخل الدولة بمجرد أن يصبح متوطنا وهو ينتشر بسرعة الى دول جديدة". واضافت ان السلالة الجديدة للانفلونزا قد تمثل خطرا بالنسبة للمرضى المصابين بالايدز والالتهاب الرئوي وفي المناطق الفقيرة المزدحمة ، وتابعت قائلة ان اتش1 ان1 قد يمثل مخاطر جمة اذا اختلط بفيروس اتش5 ان1 المسبب لانفلونزا الطيور و"المتوطن" حاليا في الدواجن بعدة دول. آخر الاحصائيات لمنظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن فيروس أنفلونزا الخنازير انتشر حتى ألان في 66 دولة حول العالم وأصاب 19273 شخصا منذ اكتشاف أول حالة في شهر افريل الماضي بالمكسيك. وقالت المنظمة أن عدد الوفيات جراء الفيروس ارتفع إلى 117 بعد إبلاغ الولاياتالمتحدة عن حالتي وفاة مشيرة إلى أن أغلب حالات الإصابات الجديدة سجلت في الولاياتالمتحدة حيث رصدت 1078 حالة إصابة جديدة ليرتفع اجمالى عدد الإصابات المؤكدة إلى 10053 حالة. وتستأثر ولاية فيكتوريا بأكبر نسبة من تلك الإصابات حيث وصل عددها فيها 521 مما دفع بحكومتها لتعديل درجة التأهب ضد الفيروس من احتواء إلى الحفاظ على الوضع الراهن. وتحتل أستراليا مركز رابع أكبر دولة ينتشر بها الفيروس في العالم بعد الولاياتالمتحدة والمكسيك وكندا. وفي هونغ كونغ أعلنت إدارة الصحة التابعة للحكومة المحلية عن تأكد إصابة جديدة بأنفلونزا الخنازير ليرتفع إجمالي الإصابات بها في الإقليم إلى 27 حالة كما ارتفع عدد الإصابات المؤكدة في اليابان اليوم إلى 409 بعد أن كان وفقا لآخر إحصاء أمس 392 حالة. وأحصت العديد من الدول العربية حالات إصابة بوباء انفلونزا الخنازير، على غرار مصر و السعودية والاردن وتتخوف البلدان المجاورة لها من تنقل الوباء إليها رغم التحصينات والإجراءت الوقائية التي اتخذتها على مستوى المطارات والموانئ وحتى الحدود. وفي الجزائر تم رفع درجة التأهب إلى المستوى الخامس تفاعلاً مع توصيات منظمة الصحة العالمية في مواجهة وباء إنفلونزا الخنازير، ورصدت حسب المسؤول الأول عن قطاع الصحة السيد سعيد بركات 9 ملايير دينار كما وفرت قرابة 20 مليون قناع لمواجهة التهديد الوبائي لهذا الداء. وطمأن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات الجزائريين في أكثر من مرة، وأكد بأن الجزائر في منأى عن أنفلونزا الخنازير، بالنظر للرقابة والإجراءات الصارمة التي اتخذت على مستوى كل المطارات والموانئ، فيما أبرز في الوقت نفسه أن كل المسافرين يمرون على المراقبة الطبية حتى منهم الشخصيات الدبلوماسية وقال أن الإجراءات الاستعجالية التي اتخذتها وزارة الصحة على مستوى المطارات والمراكز الحدودية جاءت لتأمين المواطنين من انتشار عدوى الفيروس الجديد"، مضيفاً أن "المخزون الوطني يتوافر على أزيد من 17 مليون قناع موجه لعامة الناس، بينما تم تخصيص مليوني قناع للفرق الطبية المتخصصة في عمليات التدخل، كما تم توزيع منشورات بعدة لغات تتضمن نصائح للمسافرين" كما تم فتح ملاحق على مستوى 53 مستشفى حسب ذات المسؤول خصص للمعالجة، وكذا تم تسجيل معهد باستور في قائمة المخابر الدولية المتخصصة للوقاية ومعالجة هذا الداء، تبعا لتوصيات المنظمة العالمية، هذا فضلا عن وفرة مخزون الأدوية والأطباء المختصين. يبقى الأطفال الفئة الأكثر عرضة للإصابة بداء انفلونزا الخنازير حسب التقارير الطبية التي أكدت أن هذه الفئة أكثر عرضة للإصابة بفيروس "إتش1إن1 لضعف جهازهم المناعى، مشيرة إلى أن الفيروس لديه قدرة كبيرة على الانتقال إلى جسم الإنسان بسهولة فهو يصيب الجهاز التنفسى لجسم الإنسان. ويعد "إتش1إن1 من الأمراض المستجدة الحديثة فى وقتنا الحالى ولم يتم التوصل إلى لقاح مضاد للفيروس لمنع انتشاره بين الأفراد. ومن أهم وسائل الوقاية من المرض هى غسل اليدين بالماء والصابون، وتجنب الاقتراب من الأشخاص المصابة، وعدم السفر إلى الدول التى ينتشر فيها المرض، وتجنب ملامسة العين والأنف فى حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم، والحفاظ على الصحة العامة، ولبس الكمامات عند الحاجة للاقتراب من المريض