في أجواء من الترقب والتفاؤل، شرعت حكومة يوسف الشاهد، في تلمس طريقها نحو معالجة الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها تونس. وقد تولت الحكومة الجديدة برئاسة يوسف الشاهد مهامها الاثنين في تونس، خلفا لحكومة الحبيب الصيد التي سحب منها البرلمان الثقة في 30 جويلية الماضي بعد انتقادات كبيرة بعدم الفاعلية في إنعاش الاقتصاد ومكافحة الفساد. وجرت مراسم تسليم السلطة في قرطاج، شمال العاصمة بحضور أعضاء حكومتي الشاهد الجديدة وحكومة الحبيب الصيد والأحزاب والمنظمات الوطنية الموقعة على “اتفاق قرطاج”، وهي وثيقة تحدد أولويات عمل حكومة الوحدة الوطنية ومنها مكافحة الإرهاب والفساد وإنعاش الاقتصاد. ورغم بعض الحذر، فالتفاؤل يصاحب حكومة الشاهد التي تعتبر ثامن حكومة منذ انهيار النظام السابق في تونس، حيث يأمل كثيرون في مقدرتها على مواجهة التحديات التي تواجهها البلاد خاصة مع ما أبرزه برنامج الشاهد الذي عرضه أمام مجلس النواب خلال جلسة منح الثقة نهاية الأسبوع من إرادة جادة لتحقيق تطلعات الشعب التونسي. وقد رأى سفيان طوبال رئيس كتلة “نداء تونس” -ذات الأغلبية في البرلمان- أن خطاب الشاهد أعطى نوعا من الطمأنة للشعب، بينما قال عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى حركة النهضة -الحزب الثاني في الحكومة- إن مؤشرات نجاح الحكومة كثيرة، أبرزها وثيقة قرطاج التي ضبطت أولويات الحكومة ووقع عليها تسعة أحزاب وثلاث منظمات اجتماعية، بالإضافة إلى التنوع في تركيبة الحكومة بين مختلف التيارات السياسية والفكرية مع احترام نتائج الانتخابات، وكذلك نسبة الأصوات المرتفعة التي حصلت عليها الحكومة خلال جلسة منح الثقة. ورأى أن خطاب رئيس الحكومة المكلف فيه درجة من الالتزام والإرادة القوية لإنجاز أولويات المرحلة التي نصت عليها وثيقة قرطاج، مؤكدا أن التوافق السياسي الواسع حول حكومة الشاهد يدعم مؤشرات النجاح العديدة التي ستتغلب على كل العراقيل. هذا وأصبح يوسف الشاهد الذي سيبلغ 41 عاما في 18سبتمبر المقبل، أصغر تونسي يرأس حكومة في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956. وتشمل حكومة الشاهد 26 وزيرا بينهم ست نساء، و14 وزير دولة بينهم امرأتان. الجيش يلاحق الإرهابيين في جبال القصرين اعتبر وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، إن الحرب على الإرهاب في بلاده مازالت طويلة وذلك غداة هجوم استهدف وحدة عسكرية في غرب تونس خلف ثلاثة قتلى وتسعة جرحى في صفوف الجيش. وقال الحرشاني في تصريح للصحافة على هامش زيارته اليوم الثلاثاء القاعدة العسكرية البحرية بمدينة بنزرت بشمال تونس أنه “رغم النجاحات التي حققتها الوحدات العسكرية في مكافحة الارهاب فان الحرب مازالت طويلة ويجب الحذر”. وأضاف أن الحرب على الإرهاب “سنربحها لأن الارهاب لايمكنه النجاح في دولة بها شعب موحد” مشيرا في هذا السياق إلى ضرورة أن تشارك كل مكونات الشعب في هذه الحرب. هذا وقامت الوحدات العسكرية التونسية بمتابعة الإرهابيين بجبال سمامة من محافظة القصرين، الذين استهدفوا الاثنين كتيبة عسكرية وقتلوا 3 جنود. كما قصف الجيش بالمدفعية مواقع بالجبل يتوقع أن تكون المجموعات الإرهابية تتحصن بها، خصوصاً أن هذه الجبال تعد مأوى لهذه الجماعات منذ 2012. وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أنه سجل صباح الاثنين مقتل 3 جنود من الجيش الوطني وإصابة 7 آخرين بإصابات متفاوتة، اثنان من بينهم إصاباتهم خطيرة.