عبّر عز الدين ميهوبي وزير الثقافة عن تأثره، بفقدان الساحة الثقافية والفنية الجزائرية لإثنان من قامات الأدب والموسيقي إثر رحيل كل من الكاتب والعالم النفساني الجزائري نبيل فارس، الذي وافته المنية أول أمس بباريس الفرنسية عن عمر يناهز 76 سنة، وكذا الفنان والموسيقار إبراهيم بلجرب، الذي فارق الحياة، نفس اليوم، بمسقط رأسه بالقليعة عن عمر ناهز 69 إثر سكتة قلبية. وقد عبّر الوزير بالمناسبة عن “بالغ تأثره بالمصاب الجلل الذي ألم بالساحة الأدبية الجزائرية برحيل المغفور له الروائي الجزائري نبيل فارس”، إذ يقول ميهوبي “أن برحيله، فقد الأدب الجزائري أحد رواده المتألقين الذين كرسوا حياتهم لخدمة الأدب، ووهبوا عمرهم لمسألة التاريخ وشخصية الفرد الجزائري الذي خرج منهارا من وطأة الاستعمار الفرنسي”. كما اعتبر وزير الثقافة، أن رحيل الفقيد”خسارة لا تعوض وأنه سيبقى في ذاكرة الأدب الجزائري رمزا لا يمحوه النسيان”. وقال وزير الثقافة أن “الساحة الفنية بالجزائر، قد فقدت هي الأخري بوفاة الموسيقي وقائد جوق الموسيقى الأندلسية المغفور له ابراهيم بلجرب، واحدا من أبرز وخيرة فنانيها، الذين أثروا على الأغنية الجزائرية عامة والأندلسية خاصة من خلال أعمال في القمة تخلد أسمائهم عبر الأجيال”. للإشارة فقد ولد نبيل فارس سنة 1940 بولاية سكيكدة وكان والده عبد الرحمان فارس رئيس سابق للحكومة المؤقتة الجزائرية سنة 1962 غداة الاستقلال. وخلال حرب التحرير شارك الفقيد في إضرابات الطلبة سنة 1956 قبل التحاقه بصفوف جبهة التحرير الوطني. بعد إنهاء دراسته الثانوية بالعاصمة، درس نبيل فارس الفلسفة وعلم الديانات والأدب بجامعة الجزائر، تحصل على شهادة دكتوراه دولة في الأدب بكل من الجزائر وفرنسا حيث عمل أستاذا محاضرا بجامعة غرونوبل، كما له العديد من المقالات المنشورة في مجال علم النفس في مجلة “شيمار” ومجلة جمعية علماء النفس. كما يعتبر نبيل فارس أيضا كاتبا وشاعرا ومفكرا ودراميا أبدع في العديد من الأعمال التي ترجمت ثلاثة منها إلى اللغة الإنجليزية. نشر أول رواية له سنة 1970 تحت عنوان “يحي ليس له حظ” بمطبوعات “لو سوي” والتي ترجمت إلى الامازيغية من طرف عشاب رمضان في مطبوعات “ايبونيم”. ومن جهته فقد ولد إبراهيم بلجرب في 18 أفريل 1947 بالجزائر العاصمة، شغف منذ صغره بالموسيقى والطرب الأصيل فتتلمذ على يد عبد الكريم الحبيب العازف والمؤلف الموسيقي الذي علمه العزف على آلة العود من1964 إلى غاية 1968، ليلتحق بالموصلية حيث تتلمذ على يدي عدد من مشايخ الأندلسي من بينهم الموسيقار سيد أحمد سري. كرس الفقيد حياته لترقية الفن الأندلسي في الجمعيات والمؤسسات التي مر عليها، بدأ سنة 1973 مرحلة جديدة في عالم الفن بالتحاقه بالغرناطية بالقليعة أين أصبح مدرسا وقائد جوق في هذه الجمعية التي ترأسها إلى غاية 1993. أسس الفقيد، سنة 1988 جمعية الفن الأصيل لمدينة القليعة سنة 1998 التي فتحت مدرسة لتعليم مبادئ الفن الأندلسي، وضمت في عضويتها عددا من الفنانين المحترفين، حظي بالعديد من التكريمات كان آخرها بالأيام الفنية الأندلسية في طبعتها الأخيرة سنة 2015.