أكد السفير الصحراوي في المكسيك “أحمد مولايعلي”، أن التصرفات الخطيرة التي قام بها الإحتلال المغربي في منطقة “الكركرات” بالصحراء الغربية يمكن أن تؤدي إلى نسف اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين جبهة البوليساريو والمغرب برعاية أممية، في حين أكدت فيديريكا موغريني على ضرورة تمكين بعثة الأممالمتحدة من تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية. دعا السفير الصحراوي بالمكسيك أحمد مولاي المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على الرباط بسب انتهاكاته المتكررة على الشعب الصحراوي ولعبته الخطيرة التي يهدف من خلالها إلى غزو منطقة الكركرات الصحراوية مما قد يؤدي إلى عودة الحرب. وأضاف مولاي أن المواجهات العسكرية يمكن أن تحدث إذا لم يسحب المغرب قواته من المنطقة العازلة لأن صبر الشباب الصحراوي قد ينفذ. وكانت قيادة الجيش الصحراوي قد نشرت وحداتها في منطقة الكركرات بعد إقدام المغرب إلى الدخول إلى المنطقة العازلة. من جهة أخرى أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية الخميس، استمرار “عملية تطهيرية” في منطقة الكركرات على حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا، بعد أن كانت الأممالمتحدة عبرت عن قلقها متهمة الرباط والبوليساريو بانتهاك وقف إطلاق النار. وأكد الخلفي أن هذه العملية تمت “بتنسيق تام مع البعثة الأممية وفي احترام كامل للإتفاق العسكري رقم1” المتعلق بوقف إطلاق النار. وتناقض تصريحات الوزير ما كشفته وثيقة أممية سرية الثلاثاء من أن المغرب وجبهة البوليساريو انتهكا وقف إطلاق النار من خلال نشر عناصر مسلحة في منطقة قريبة من موريتانيا. ووفقا لهذه الوثيقة المؤرخة في 28 أوت وأرسلت إلى مجلس الأمن للاطلاع عليها، قام المغرب في الفترة بين 16 و25 أوت بعملية قدمت على أنها لمكافحة التهريب في منطقة الكركارات (جنوب الصحراء الغربية) وراء جدار الدفاع، وهو حاجز رملي مبني على مسافة قرابة 2500 كلم. وأطلق المغرب العملية من دون بلاغ مسبق لبعثة المينورسو التابعة للأمم المتحدة خلافا لمقتضيات الاتفاق العسكري رقم واحد، وبدعم من عناصر أمن مسلحين ينتمون لقوات الدرك الملكي المغربي”، بحسب الوثيقة. وردا على ذلك، احتجت جبهة بوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية لدى الأممالمتحدة، وأعلنت الأحد عزمها “اتخاذ إجراءات” تتضمن نشر قوات. وتتهم بوليساريو الرباط ببناء “طريق إسفلتي” في المنطقة من أجل الحفاظ على وجود عسكري دائم وأفادت الوثيقة أن مينورسو لاحظت وجود “نحو 32 عسكريا مسلحا من جبهة البوليساريو” في منطقة الكركارات، داخل منطقة عازلة مجاورة لموريتانيا، “في انتهاك” لإتفاق وقف إطلاق النار. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأحد المغرب وجبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية إلى سحب جنودهما من هذه المنطقة لمنع أي تصعيد في التوتر. من جهتها أكدت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني على ضرورة تمكين بعثة الأممالمتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية من كل مهامها، وكان مجلس الأمن الدولي قد صادق في نهاية أفريل على لائحة تمدد بسنة عهدة المينورسو مؤكدا على ضرورة ممارسة مهامها كاملة في أجل 90 يوما. وجدّدت موغيريني على دعم الإتحاد الأوروبي للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل لحل سياسي عادل ودائم ومقبول من الجانبين يسمح بتقريرمصير الشعب الصحراوي.