المقاولون وراء كل الأعطاب للقنوات شكّلت التسربات المائية في الآونة الأخيرة ببلديات الشلف إحدى النقاط السوداء، مما نجم عنه هدر لكميات هائلة من المياه وحرمان عدة عائلات من التزود من مياه الشرب رغم الإستثمارات الضخمة التي خصصتها ميزانية الدولة لإنجاز المشاريع الكبرى، مما كبّد المصالح القطاعية خسائر كبرى. الأمر الذي يتطلب إجراءات عملية لتقويض الظاهرة قبل استفحالها . انتشار الظاهرة عبر عدة بلديات بالولاية، جعل ناقوس الخطر يُدقّ بالنظر إلى الأغلفة المالية إلتهمتها المشاريع المنجزة التي أعتبرها البعض نقمة على شبكات التوزيع التي لم تعد تقاوم الضغط المسجل عليها نظرا لهشاشتها وقدمها على حدّ تحليل المختصيص في قطاع الري والجزائرية للمياه، فيما أرجع آخرون من السكان هذه النقاط السوداء إلى هذه الأخيرة التي مازالت لحدّ الساعة تفتقد للإمكانيات اللازمة للتدخلات العديدة المسجلة على البلديات التي تسيرها. يحدث هذا رغم أن مصالح الموارد المائية قد منحت 29 رخصة لحفر الأبار خلال 2014، والتي دخلت حيز الإستغلال لتدعيم الشبكة سواء بالمناطق الحضرية والريفية. كما عكفت على إنجاز قنوات التوصيل والخزانات المائية 6 ببلدية واد الفضة بحجم 7500متر مكعب بكل من واد الفضة مركز ومنطقة كوان والزمول والقواجلية ب 100متر مكعب وبلدية أم الدروع في منطقة البساكرة بحجم 1000 متر مكعب والشطية وتاجنة. كما دعمت هذه الإنجازات التي أشارت إليها إدارة القطاع بمحطات ضخّ بكل من البساكرة والقواجلية التابعتين إقليميا لبلديتي أم الدروع وواد الفضة وهذا لتمكين السكان من ضمن عمليات التزود اليومية أو على الأقل من يومين إلى يومين على أقصى تقدير يقول المصالح المعنية. بالإضافة إلى ذلك فقد استلمت المديرية المعنية حسب نصّ تقريرها السنوي 10مشاريع هدفها القضاء على النقاط السوداء في كل تاجنة وبوقادير وواد الفضة وعين مران والشلف وأم الدروع والشطية وأبو الحسن. أما بخصوص المشاريع الكبرى التي جاءت لتغطية النقص المسجل لتموين السكان وإنهاء لظاهرة التسربات المائية، سجّلت مصالح مديرية الري إنجاز الشبكات الثانوية الخاصة بتحويل الماء الشروب إبتداءً من محطة تحلية مياه البحر بمنطقة ماينيس ببلدية تنس الشريحة الثانية حيث مسّت استلام 5 عمليات كبرى. أما بشأن عاصمة الولاية فقد دخلت شبكة التوزيع الجديدة حيز الإستغلال بكل من حي الشرفة وأولاد محمد. هذه الإنجازات كانت على بعض الأحياء نقمة وليست نعمة، حيث سجلنا عدة صور للتسربات المائية والتي مازالت دون تدخل، ما أثار القلق والإستياء في نفوس هؤلاء الذين اشتكوا خلال السنوات الفارطة من النقص الحاد بالتزود بالماء الشروب يقول هؤلاء. هذا وقد سجلت الظاهرة إتهامات متبادلة بين السكان والجزائرية للمياه من جهة وبين هذه الأخيرة والبلدية من جهة ثانية حسب تقاذف التهم التي لا تتوقف يقول هؤلاء. حيث إعتبرت مصالح الجزائرية أن البلدية لا تتعامل معنا بسرعة التي يطلبها المواطن، من خلال عدم موافقتها الفورية إثناء حدوث أي عطب يسجل خاصة على مستوى الأحياء والتجمعات السكانية الكبرى. وهو يجعل المواطن يلقي بلومه على هذه المصالح. لكن يبقى السبب يقول إما لتخل المواطن بطريقة فوضوية في عمليات الربط والتوصيل، وإما أن المقاولات المكلفة بإنجاز مشاريع سكنية أو تهيئة هي التي تتسبب يوميا في مثل هذه الأعطاب. ومن جانب آخر علمنا من رئيس البلدية محمد تقية أن البلدية لا يمكن لها منح رخص التدخل إلا بعد مرورها بمصالح الدائرة، لأن حسب قول أن عمليات التهيئة والتزفيت قد كلفت الولاية والبلدية الملايير ويمكننا بهذه السرعة السماح لمصالح الجزائرية للمياه التدخل بطريقة إرتجالية، لأننا نريد المحافظة على الطابع العمراني والجمالي للطرقات التي عادة حسب قوله ما تتضرر جراء هذه التدخلات. فيما يسجّل عدم المبالاة بعض رؤساء البلدية بالظاهرة التي تنصّل منها البعض خلال السنوات السابقة قبل إعتماد الجزائرية للمياه ومازالوا على مواقفهم التي لا تخدم الصالح العام وميزانية الولاية وإدارة القطاع. أما بخصوص النقاط السوداء المتعلقة بالسربات المائية والتي تسجّل يوميا بكل من أولاد محمد والشرفة والحمادية والردار وحي الزيتون والإخوة عباد ولالة عودة وحي الحرية هي مناطق تابعة إقليما لبلدية الشلف التي صار به التزود بهذه المادة يعرف تحسنا كبيرا بعدما عملت الجزائرية للمياه على تقوية طاقمها وتعزيز قدراتها، خاصة بعد وصول مياه محطة التحلية بمنطقة ماينيس ببلدية تنس الساحلية. وهذا انطلقت مشاريع هامة هدف تدعيم التزود بالماء الشروب وصيانة النقاط السوداء الخاصة بالتسربات بكل من المقارنية وحي سدي الشريف ببلدية الشطية التي استفادت من إتمام شبكة التزود شأنها شأن المناطق الريفية بكل من بنارية وأبو الحسن وتوقريت والكريمية. تبقى ظاهرة التسربات من النقاط السوداء التي ينبغي إتخاذ بشأنها إجراءات ردعية مع تفعيل دور شرطة المياه التي مازالت غائبة، والتي من المفروض أن تشتغل ليلا ونهارا، حسب السكان المتضررين من الظاهرة.