أكد التقني واللاعب السابق للمنتخب الوطني للثمانينيات «بوعلام لعروم» بأن تغيير الناخب الوطني في هذا الوقت الحسّاس أمر خاطئ، وأنه على الاتحادية اختيار مدرب يمتاز بقوة الشخصية لتسيير المجموعة الحالية لعدم حدوث تجاوزات أخرى مستقبلا، كما أكد بأن المنتخب الوطني يملك حظوظه كاملة للتأهل إلى مونديال روسيا المقبل، بصفته أقوى منتخب في المجموعة على الورق والأكثر خبرة، في هذا الحوار: - «الشعب»: أولا، كيف تعلق على رحيل المدرب «ميلوفان راييفاتس»؟ بوعلام لعروم: من الخطأ استبدال المدرب في هذا الظرف الحساس من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، خصوصا أن مباراة الجولة الثانية ستلعب الشهر المقبل بنيجيريا، وهذه المباراة كما يعرف الجميع باتت مصيرية لباقي المشوار خصوصا بعد التعثر في اللقاء الأول أمام الكاميرون، ونحن مطالبون بالفوز أو العودة بالتعادل على الأقل للحفاظ على حظوظنا وإيقاف منافسنا المباشر على بطاقة لمونديال روسيا، لم أفهم لما لم يتم استبدال المدرب بعد فوز عريض بسداسية كاملة ضد منتخب الليزوتو وتعادل ضد الكاميرون، وحتى المدرب الذي سيأتى به لا يمكنه أن يقوم بالشيء الكثير طالما أنه سيخوض لقاء نيجيريا الهام في لقائه الأول ولا يمكنه تقديم لمسته، المهم أننا نتمنى لمنتخبنا الوطني كل النجاح مع الناخب الوطني الجديد في لقاء نيجيريا، وخلال الفترة المتبقية للتحضير لكأس أمم إفريقيا 2017 المقررة بالغابون. - هناك حديث عن خلاف بين أعضاء الطاقم الفني وبعض الكوادر مع المدرب السابق؟ الأصداء تقول بأن المساعد وبعض الكوادر عملوا ضد الناخب الوطني لإقالته والله أعلم، من جهتي أقول بأن المنتخب الوطني ملك للجزائريين وليس للأفراد وعلى اللاعبين الذين يتم استدعائهم إلى المنتخب القيام بعملهم على أكمل وجه داخل وخارج والميدان وأثناء التربص، كل من يتنقل إلى تربص المنتخب الوطني يأتي من أجل اللعب أساسيا، لكن المدرب يختار الأكثر جاهزية والأفضل لهذا اللقاء وبحسب نهجه التكتيكي وفلسفته في اللعب، على اللاعب احترام قرارات الطاقم الفني خصوصا عندما يتعلق الأمر باللاعبين المحترفين في أكبر الأندية الأوروبية الذين في كل مرة نمجدهم ونعتبرهم الأفضل في كل شيء، بالمقابل نقزم اللاعب المحلي وننتقده في كل الأمور ولهذا يجب أن نكون عادلين. بالنسبة لي المدرب أحسن في الاختيار بعدم إشراك كل من «فغولي» و»براهيمي» في هذا اللقاء، لأنهما لا يشاركان مع أنديتهما لأسباب مختلفة لأن الأول عائد من إصابة والثاني يلاقي التهميش بسبب تراجع مستواه وأعتقد بأن الضربة القوية التي تلقاها معنويا بعد بقائه في فريق بورتو أثرت كثيرا على آدائه خاصة أن في ذهنه تنقل للعب في البطولة الانجليزية، ولكن بقائهما في دكة الاحتياط ليس نهاية العالم، وهذا ليس دافعا لنقلب الأرض وما عليها على المدرب ونؤثر على الزملاء للمطالبة برحيل المدرب، للأسف الشديد غياب قائد حقيقي في غرف تغيير الملابس الذي يهدء الجميع لما يتحدث ويلقى احترام كل اللاعبين غائب، بعد اعتزال كل من «بوقرة» و»عنتر يحيى»، ويلزمنا قائد مثالي يساعد الطاقم الفني في مهمته، هذه الأمور تحدث منذ زمان في المنتخب وأعتقد أن التعدد الإعلامي وفتح القنوات الخاصة وراء الضجة التي حدثت هذه المرة، لأنها أمور تحدث في كرة القدم والآن يجب تجاوز هذه الحادثة والعمل أكثر لإرضاء الشعب الجزائري الذي يوجد دائما وراء المنتخب. - ..وما هي المواصفات التي تراها في المدرب القادم؟ اللاعبون يتحدثون عن غياب ثقافة الحوار مع المدرب ونقصه التكتيكي، لكن أنا أعتقد أن على الاتحادية جلب مدرب قوي الشخصية الذي يمكنه التحكم في المجموعة حتى لا تحدث تجاوزات أخرى مستقبلا، وكي لا يفشل مشروع الاتحادية بالتنقل للمرة الثالثة على التوالي للمونديال واللعب من أجل التأهل على الأقل للمربع الذهبي في «الكان»، خصوصا بعدما بات الجمهور الجزائري ينتظر تحقيق نتائج باهرة في كبرى المنافسات القارية، بعدما أصبح أمر التأهل محسوما بالنسبة إليه، بعد المستوى الكبير الذي بلغته التشكيلة الوطنية في السنوات الأخيرة، وكذا ترتيب الفيفا الذي ينصّب الجزائر دائما مع أكبر 20 منتخبا عالميا. - هل تعتقد بأن للخضر الإمكانيات للتأهل إلى مونديال روسيا؟ بطبيعة الحال الخضر يملكون كل حظوظهم للتأهل إلى المونديال القادم، فعلى الورق هو المنتخب الأقوى في المجموعة والأكثر خبرة وانسجاما بالنظر إلى كل المنافسات التي خاضتها المجموعة الحالية، منذ مونديال البرازيل إلى حد الآن، كما أن لاعبو المنتخب الوطني يلعبون في كبرى الفرق الأوروبية على غرار الثنائي «سليماني» و»محرز» اللذان يلعبان لبطل انجلترا للموسم الماضي ليستر سيتي، بالإضافة إلى كل هذا لا نيجيريا ولا الكاميرون ولا حتى زامبيا يملكون المستوى الذي عودونا عليه في العشرية الماضية، ولديهم حاليا منتخبات في طور البناء، فيما أننا نتواجد في عز قوتنا وإذا لم نتأهل إلى المونديال بهذا الجيل أعتقد بأننا سنقضي عليه إذا لم يشارك وسنعود كثيرا للوراء، ولهذا الأمر يجب تجاوز كل ما حدث والتركيز جيدا على مباراة نيجيريا واللعب من أجل الفوز ولا غير للبقاء في السباق. - بصفتك مدير تقني ومدافع سابق، ما هو الحل في نظرك في الشق الدفاعي للمنتخب الوطني؟ أعتقد أنه بحلول اللقاء القادم سيعود «ماندي» و»بلقروي» إلى المنافسة من الإصابة التي كانا يعانيان منها وسيكسبان وقت لعب مع أنديتهما وهو ما سيسمح لهما بالتواجد في التشكيلة الأساسية للفريق، وأرى في «بن سبعيني» حلا إضافيا في دفاع المنتخب الوطني بعد الأداء الرائع الذي قدمه في بداية الموسم الحالي مع فريقه رين الفرنسي، كما أثبت بأنه لاعب متعدد المناصب، بالمقابل يجب إيجاد حل سريع على الرواق الأيمن بإشراك أحد اللاعبين المحليين الذين يملكون مستوى لا بأس به على غرار «زيتي» أو «مفتاح» أو حتى «خوالد» الذي سبق له اللعب في هذا المنصب، كما أن هناك لاعب النادي الإفريقي «مختار بلخيثر» الذي أعتقد بأنه يستحق المعاينة، كونه يلعب في أحد أقوى البطولات في القارة السمراء، وربما يمكنه أن يكون البديل للاعب «زفان» الذي بدا عليه نقص المنافسة في مواجهة، الأحد الماضي ضد الكاميرون.