شدد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، على ضرورة مواصلة تكوين إطارات القطاع في مجال مكافحة السرطان لضمان التكفل الجيد بالمرضى، مع إعادة الاعتبار للصحة الجوارية، خاصة في مجال العلاج بالأشعة، لما لها من إيجابيات على المرضى القاطنين في مناطق بعيدة. مضيفا، أن التداوي بالنووي أخذ مكانته اليوم على المستوى العالمي ولابد للجزائر أن تواكب ذلك، لاسيما مع صدور قانون الصحة الجديد كي لا نبقى متأخرين، كاشفا عن لقاء خاص مع مسيري المؤسسات الاستشفائية على مستوى الوسط في 11 نوفمبر الجاري. أشرف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، بمقر الوزارة، على حفل تخرج أول دفعة من المختصين في مجال الحماية من الأشعة النووية والمقدر عددهم ب16 متفوقا في هذا المجال. في هذا الصدد، قال بوضياف إن تخرج هذه الدفعة، التي تحمل طابعا خاصا، كونها الأولى من نوعها في مجال الوقاية من الأشعة النووية بمراكز مكافحة السرطان والمصورة الطبية بالمؤسسات الاستشفائية، بعدما خضع هؤلاء لتكوين صارم وجدي. مضيفا، أن الأمر يتعلق بمجموع الإطارات المتفوقين والمتمكنين والمتحكمين في تخصص الحماية من الأشعة النووية، وتندرج في إطار تطوير المنظومة الصحية بالجزائر وجعلها عالمية. وأبرز بوضياف في هذا السياق، أهمية التداوي بالنووي الذي أخذ مكانته على المستوى العالمي، قائلا إنه بات علينا الالتحاق بركب التطور في هذا المجال، خاصة مع القانون الجديد الذي سيعرض على البرلمان ويسمح لنا بمواكبة التقدم، مشددا على ضرورة التكوين المتواصل للإطارات، استنادا لتعليمات الوزير الأول ورئيس الجمهورية. كما أبدى استعداد الوزارة الوصية للمساعدة في إرسال هؤلاء الإطارات للتكوين في الخارج، إن لزم الأمر ذلك. وذكر الوزير ببرنامج السرطان، الذي عرف قفزة نوعية وتجسيدا على أرض الواقع، قائلا إن مشكل توقف بناء مراكز مكافحة السرطان انتهى وهناك مشاريع سلمت وأخرى ستسلم نهاية السنة. وبحسبه، لابد من التحضير وتوفير الإطارات الكفؤة التي تغطي كافة التراب الوطني، مشيرا إلى الدور الذي يلعبه هؤلاء المتخرجون في المخطط الوطني لمكافحة السرطان، عبر تحسيس المرضى ومهنيي الصحة بمخاطر الأشعة النووية، مشددا على ضرورة إعادة الاعتبار لمكانة الصحة الجوارية لتفادي تنقل المريض إلى مراكز العلاج البعيدة. موازاة مع ذلك، وجه بوضياف كلامه إلى مسيري المراكز الاستشفائية لتغيير الذهنيات وأنسنة العمل الجدي لمصلحة المريض، قائلا إن تسيير مؤسسة استشفائية يختلف عن القطاعات الأخرى. وطالب ممول مؤسسة “فاريا” بضرورة مباشرة نشاطها بالجزائر وفقا للاتفاقية المبرمة وإلا ستتخذ إجراءات ضده. كاشفا في هذا الإطار، عن تنظيم لقاء خاص حول الاستقبال مع كل المسيرين على مستوى الوسط، ولقاءين بالغرب والشرق يركز فيه على البرنامج الجديد لسياسة الإصلاحات المنتظرة في القطاع. من جهته، قال نصرالدين جغري، محافظ الطاقة الذرية بالنيابة، أن التكوين المتخصص الذي تلقاه المتخرجون والمندرج في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة الصحة ومحافظة الطاقة الذرية لتزويد المؤسسات الاستشفائية بهذه الكفاءات. وفي تصريح ل “الشعب”، على هامش حفل التخرج، أوضحت المتفوقة الأولى من مستشفى عنابة، رجاء عثماني، أن دفعة المتخرجين خضعوا لتكوين في المركز الوطني للهندسة النووية بالدرارية، دام 45 يوما في شهري فيفري ومارس. مضيفة أنهم أطروا وتم تكوينهم بشكل جيد، كما اجتازوا امتحانا صعبا جدا، وبرامجه وفق المعايير الدولية، مع إعداد تقرير ميداني، مشيدة بدعم عباسي مختار مدير مركز التكوين في الهندسة النووية. وقالت أيضا، إنها كطبيبة ورئيسة مصلحة بالطب النووي بالمستشفى الجامعي لعنابة، هذا التكوين سيساعدها في عملها من حيث معرفة النقائص المتعلقة بالحماية بالأشعة النووية وهل الشخص محمي جيدا، وبدورها ستقوم بتكوين المكونين، من 3 إلى 4 أشخاص، سيتم تكوينهم كل ثلاثة أشهر.