نظمت، مديرية النشاط الإجتماعي بوهران، نهاية الأسبوع الفارط، بالتنسيق مع مصالح الأمن حملة لجمع المتسولين الذين انتشروا بكل أحياء الولاية، وفي كل نقطة تكثر فيها الحركة، على غرار محطات النقل والأسواق وقرب المساجد، وحتى البيوت لم تسلم منهم، ينتظرون دون كلل ما يجود به الناس عليهم إذ تجد بعضهم يتنقلون من بلدية إلى أخرى قصد التسوّل بعيدا عن أنظار أهاليهم ومعارفهم رغم أنهم يعيشون ظروفا اجتماعية حسنة، كما يلجأ آخرون إلى اتخاذ الإعاقة أو المرض وغيرها من الإدعاءات الكاذبة المفتعلة للحصول على المال، إما بحجة شراء الدواء أو لتأجير مكان بالحمام للنوم أو حتى شراء الحليب والخبز لأبنائهم الذي لم يذوقوا الزاد منذ مدة، هذا دون أن ننسى الأطفال الذين يتجولون عبر مكاتب الخواص والمنازل مدعين اليتم والفقر من غير أن يكترث أولياؤهم بوضعيتهم، حيث تجد همهم الوحيد هو المال. وفي هذا السياق، أعرب مدير النشاط الإجتماعي، جمال رحيم، عن استيائه لهذه الظاهرة، داعيا مصالح الأمن إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة مع النساء اللواتي يتسولن بأبنائهن معرضين إياهم لقسوة برد الشتاء وحرارة الشمس المحرقة، متخذين منهم حجة لكسب الأموال عبر إثارة شفقة المواطنين، مثلها مثل ظاهرة التشرّد التي أضحت حصيلتها في تزايد مستمر، فقد أصبحت مدينة وهران تعجّ بالأشخاص بدون مأوى القادمين من مختلف ولايات القطر الوطني، ناهيك عن المصابين بالأمراض العقلية. هذا، وقد كشف ذات المتحدث أنه من المنتظر أن تنطلق، مع نهاية شهر سبتمبر، أشغال إنجاز دار للعجزة لجسر غيت، بمحاذاة دار الرحمة لها نفس البنية الشكلية، من شأنها إيواء الأشخاص المسنين الذين سيتم جمعهم من الشوارع من خلال الحملات التي ستنظمها المديرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري ومصالح الأمن، فضلا عن تحويل هذه الفئة من دار الرحمة لتخفيف الضغط الذي تشهده هذه المؤسسة، اضافة إلى انطلاق أشغال ترميم مركز حضانة الأطفال بالكميل الذي سيتم تحويله إلى مصلحة للمساعدات الطبية الإستعجالية الاجتماعية، ستشرع في ممارسة عملها بالتنسيق مع مديرية الصحة بمجرد انتهاء الأشغال إذ ستتكفل هذه الأخيرة بالأشخاص المسنين بدون مأوى وبالمختلين عقليا بتوفير مأوى استعجاليا لهم لمدة 48 ساعة، وستعمل على إسعافهم في إطار اللجنة الولائية للتضامن لتوجه بعد ذلك هذه الشريحة إلى الهيئات الصحية والاجتماعية المختصة.