تقاطعت أراء الصّحافيّين في استطلاع للآراء حول أهمية المواقع الإلكترونية الرسمية، باعتبارها مكمّلة لعمل خلية الاتصال، حيث يمكن الاعتماد عليها في بعض الأعمال الإعلامية لنقلها الحدث من المصدر، غير أنّه وعلى غرار الموقع الالكتروني لولاية الجزائر ما يزال يعرف بعض النقائص، حيث يتطلّب تحيينه في كل مرة حتى يكون أكثر نجاعة في إعطاء المعلومة. ثمّن رئيس تحرير القسم المحلي بقناة الشروق الإخبارية، مكلّف بقسم المراسلين، سمير بوترعة، هذا المولود الإعلامي الرسمي (موقع الولاية)، الذي سيكون دعما لصفحة الولاية عبر «الفايس بوك»، داعيا القائمين عليه الإهتمام أكثر بالمواطن بالدرجة الأولى والصحفي في الدرجة الثانية، وتزويده بالمعلومات التي تهم الرأي العام. وفي هذا الإطار، اقترح المتحدّث أن يخصّص جانبا أو بابا لانشغالات المواطنين ومشاكلهم مع الرد على هذا من قبل المسؤول التنفيذي الأول عن الولاية، وهنا يقول سمير أنّ هذا الحيّز سيكون فرصة للمواطن لإيصال صوته للمسؤول من جهة ومعلومة أو مادة إعلامية يمكن تناولها والتفاعل معها من قبل وسائل الإعلام. ويرى سمير أنّ موقع ولاية الجزائر لا يزال فتيا أو حديث النشأة، بحيث أنه لا يغطي كل بلديات الولاية ونشطاتها أوحتى مشاكلها، كما أن الموقع أو المشرفين عنه أغفلوا العديد من الأمور المهمة للصحفيين فيما يخص الجانب التبويبي. ويقول بوترعة أنّ الموقع لا يعطي في شكله الحالي المعلومة للصحفي، سيما وأنه يهتم أكثر بصور الوالي وخرجاته الميدانية واستقباله لعديد الشخصيات، في حين أن الصحفي يبقى يبحث عن المعلومة من مصادر أخرى خاصة به. من جهتها الصّحفية ريم حرحورة من جريدة «أوريزون»، أكّدت في تصريح ل «الشعب» أنّه وبالرغم من أهمية هذا الموقع الذي يقوم بعرض معلومات حول مختلف نشاطات ولاية الجزائر والزيارات الميدانية لوالي العاصمة، والتي عادة ما تكون مرفقة بالصور أو أشرطة الفيديو، إلا أنه لا يمكن أن يحل في أي حال من الأحوال مكان المكلف بالإعلام. فالصّحفي حسب تأكيدات ريم بحاجة ماسّة إلى تصريحات مباشرة من طرف المسؤوليين المحليين من أجل المهنية أكثر على العمل الصحفي وإعطائه المصداقية بالدرجة الأولى، غير أنه تضيف ريم قائلة أنّ الموقع يمكن أن يلفت انتباه الصحفي لبعض انشغالات المواطنين، ويكون نقطة انطلاق في مباشرة عمل صحفي ميداني باعتبار أن الموقع يتلقّى العديد من الانشغالات والاحتياجات اليومية للعاصميين. ويبقى بذلك مصدر المعلومة الحقيقي للصحفي هو الميدان ولسيت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في الوقت الحالي، حيث ما تزال هذه الأخيرة بعيدة كل البعد لإضفاء المصداقية على العمل الصحفي. واعتبرت فاطمة ربيع صحفية بالقسم المحلي بيومية الأحرار، الموقع الالكتروني الخاص بولاية الجزائر بمثابة جسر تواصل ما بين المواطن والهيئة التنفيذية، حيث يتلقى الموقع يوميا رسائل خاصة بانشغالات المواطنين التي يتم توجيهها الى المسؤولين المحليين المعنيين للتأكد منها ومحاولة معالجتها. كما يضفي طابعا إيجابيا - تضيف فاطمة - للعمل الإعلامي، حيث يزوّد الصحفي بمختلف المعلومات الخاصة بنشاطات الولاية ومختلف زيارات الوالي العاصمة إلى مختلف المقاطعات الإدارية للولاية، حيث يزوّد المتصفّح لهذا الموقع بمختلف المشاريع التي تمّ برمجتها في إطار عصرنة العاصمة والرامية في الأساس إلى تحسين المستوى المعيشي للمواطن، غير أنه يبقى ناقصا في مضمونه باعتباره لا يحمل كل الخرجات الميدانية للوالي خاصة المتعلقة منها الزيارات الوزارية للعاصمة والتي يكون فيها الوزير مرفوقا بالوالي. وتطمح الصحفية بالقسم المحلي في جريدة المحور اليومي خليدة تافليس إلى تحيين هذا الموقع وإضفاء عليه الآنية حتى يكون أكثر فعالية في تقديم المعلومة خاصة وأنه يمثل هيئة رسمية لعاصمة البلاد، يعرض من خلالها مختلف المشاريع التي استفادت منها عبر تغطية نشاطات والي العاصمة، كما أنه يتلقى شكاوي من مختلف الفئات العمرية للمواطنين، الذين يواجهون عراقيل في حياتهم اليومية ما يجعل منه همزة وصل ما بين المواطن والمسؤول المحلي. خليدة وفي إطار تقديمها لقراءة حول الموقع بحكم اطّلاعها اليومي عليه، أبدت بعض الانتقادات لهذا الموقع، حيث ترى أنه يحمل طابعا ترويجيا لمشاريع الولاية أكثر منه إعلاميا باعتباره ينقل المعلومة بعد تصفّحها على الجرائد الورقية، ما يعني أن الصحفي لا يمكن الاطلاع على أخبار مسبقة حول مختلف المشاريع المبرمجة في العاصمة. ورحّبت خليدة بمثل هذا المواقع الإلكترونية لمختلف الهيات الرسمية التي تمكّن المواطن من طرح انشغالاته بصفة مباشرة مع المسؤول المعني بمشاكله من جهة، وتمكين الصحفي من الاطلاع على خبايا بعض القضايا الاجتماعية ومحاولة إثرائها إعلاميا بهدف القضاء عليها.