المولد النبوي الشريف مناسبة دينية وفرصة من أجل الاقتداء بأخلاق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام وذكر سيرته الحميدة، وهو ما يدعونا إلى عدم تحويلها وإخراجها عن مقصدها، من خلال تجنب كل ما يتعارض مع القيم والمبادئ الدينية والتحلي بهدوء دون استعمال الصخب، على غرار استعمال المفرقعات تفاديا للحرائق والحوادث المأسوية وتعريض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر، خاصة الحذر من هلع الأشخاص المسنين، المرضى، الأطفال الصغار والنساء الحوامل. حذرت مصالح الحماية المدنية كافة المواطنين، خاصة المراهقين، من الأخطار الناجمة جراء الاستعمال العشوائي لمختلف الألعاب النارية التي تخلف في أغلب الأحيان خسائر مادية وبشرية معتبرة. أمام هذا الواقع، تؤكد مصالح الحماية على ضرورة بذل مجهودات معتبرة بالتنسيق مع كافة المؤسسات العمومية من أجل حماية وسلامة المواطنين، بتفعيل آليات موحدة لمختلف الجهات المساهمة وكذا التذكير بالمسؤولية الملقاة على عاتق الأولياء في حماية أبنائهم والوصول إلى الهدف المنشود. ودعت مصالح الحماية المدنية بالمناسبة أيضا، إلى ضرورة تجنب رمي المفرقعات على الأشخاص، السيارات وبالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية وكذا محطات البنزين، مع ضرورة وضع الشموع على دعائم ثابتة وغير قابلة للالتهاب، والتأكيد على استعمالها من طرف الأشخاص البالغين وإبعادها على الأشياء القابلة للالتهاب خاصة الأفرشة. من جهتها وضعت قيادة الدرك الوطني، حفاظا على قدسية هذا اليوم، تشكيلات أمنية واتخذت جملة من التدابير، من بينها تكثيف نقاط المراقبة ومضاعفة الدوريات المتنقلة لمكافحة ظاهرة المتاجرة غير الشرعية بالمفرقعات والألعاب النارية وترويجها عشية إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف. وأوضح بيان للقيادة العامة للدرك الوطني، تحصلت “الشعب” على نسخة منه، أنه من أجل وضع حدّ لهذه الظاهرة وتضييق الخناق عليها، تم تجنيد وحدات للدرك الوطني لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمفرقعات والألعاب النارية عبر كامل التراب الوطني. وأشار نفس المصدر، إلى أنه بالنظر لما تشكله هذه المواد من خطر على الصحة العمومية، فقد قامت وحدات الدرك الوطني بحجز 6.324.067 وحدة من الألعاب النارية والمفرقعات سنة 2016 وعالجت 93 قضية، تم على إثرها توقيف 113 شخص. وذكر البيان، أنه مقارنة بسنة 2015 فقد تم تسجيل ارتفاع في الكمية المحجوزة بنسبة 100 من المائة. كما وتحرص مصالح الأمن الوطني على تأمين الاحتفالات بهذا اليوم، باتخاذها إجراءات احترازية كفيلة بضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم في هذا اليوم المبارك، مع اتخاذ تدابير صارمة لمكافحة ظاهرة انتشار الألعاب النارية عبر الأسواق، يتم ذلك بالتنسيق مع مختلف الشركاء المعنيين بالقضاء على هذه الآفة في الميدان. كما عمدت مصالح الأمن إلى تعزيز وتكثيف الدوريات الأمنية داخل المحاور الكبرى ومحيط المساجد، فضلا عن وضع تشكيلات وقائية من دوريات راجلة ومتنقلة، خاصة على مستوى المسارات المؤدية إلى الأسواق الشعبية التي يتم فيها بيع المواد المحظورة من المفرقعات النارية حفاظا على قدسية هذا اليوم المبارك. وقد تم تجنيد، كل الوسائل الكفيلة بإبعاد المواطنين عن كل المضايقات التي قد تعكر صفوهم وتهدد أمنهم، خاصة وأن مصالح الجمارك قد أعلنت عن حجز 55 مليون وحدة من المفرقعات خلال السنة الجارية، ما يعكس تفاقم الظاهرة في كل سنة.