ندّد الحوثيون برفض الحكومة اليمنية مبادرتهم لوقف القتال في معاقلهم بمحافظة صعدة شمالي البلاد، وتوعدوا بما أسموها حرب استنزاف طويلة ومفاجآت ثقيلة. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك بدر الدين الحوثي، إن صنعاء من الآن ستتحمل كل تبعات ونتائج الحرب وما ستخلفه من آثار وخيمة، ونعدها بمفاجآت ثقيلة وبحرب استنزافية طويلة الأمد نتماشى معها بنفس طويل، طويل أكثر مما تتوقع. وقال البيان، إن السلطة اليمنية ضيعت فرصة ثمينة كان يجب عليها أن تقف معها بمسؤولية وبما يثبت سيادة قرارها، مشيرا إلى أن الحكومة تكابر وتحاول حجب الشمس عن حقائق ساطعة، في إشارة إلى ما يقول المتمردون إنها خسائر عسكرية أنزلت بالجيش. وكان وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة حسن اللوزي قد أعلن، أمس الأول، أن العمليات العسكرية التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع ستتواصل إلى حين قبول الحوثيين بالشروط المحددة لوقف إطلاق النار. وأبدى في كلمة ألقيت بصنعاء ارتياحه إلى أن الرأي العام العربي والدولي يفهم هذه القضية فهما دقيقا، مضيفا أنها خروج على الشرعية وعصيان عسكري وتمرد على الدولة والنظام والسلم الاجتماعي. وحول رؤيته لأسباب رفض اليمن أي عرض يقدمه الحوثيون للهدنة، قال النائب عن حزب المؤتمر الشعبي الحاكم بصعدة عثمان مجلي للجزيرة إن الدولة لم تدخل الحرب جزافا وإنما بعدما يئست ويئس الجميع، وأصبح دخولها الحرب وملاحقة هؤلاء ضرورة للحفاظ على أمن المواطنين. وكان المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام قد أعلن، أمس الأول، مبادرة لوقف الحرب الدائرة على كل الجبهات في صعدة حقنا لدماء اليمنيين. وقبله كانت الحكومة عرضت مطلع شهر رمضان ست نقاط لإحلال السلام في صعدة تشمل انسحاب المتمردين من مناطق صعدة، وإزالة الحواجز، وتسليم أجانب مخطوفين، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية، والنزول من الجبال ومواقع التمترس، وتسليم المعدات التي استولوا عليها. في غضون ذلك حذرت الأممالمتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب في مدينة صعدة، وقال المتحدث باسم هيئة شؤون اللاجئين بصنعاء أندريش ماهيسيس، إن الأزمة الإنسانية بالمدينة تتفاقم والوضع يتردى يوما بعد يوم.