طالب الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر أول أمس فرنسا، بالعدول عن موقفها المؤيد لسياسة الإحتلال و ضم الصحراء الغربية للمغرب بالقوة، والإكتفاء بلعب دورها كعضو دائم في مجلس الأمن، مهمته الأساسية الحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في العالم. ودعا الوزير الصحراوي المنتخبين المحليين الفرنسيين، الذي يقومون بزيارة لمخيمات اللاجئين بتندوف، إلى الضغط على حكومة بلادهم حتى تعدل عن موقفها المؤيد لسياسة المحتل المغربي والضم بالقوة. مشيرا إلى أنه بإمكان الرأي العام الفرنسي، من خلال زيارة هذا الوفد، المساهمة في دفع فرنسا إلى لعب دورها المنوط بها في مجلس الأمن والمتمثل في دعم السلم والأمن في العالم والحفاظ عليه. واعتبر السيد طالب عمر، أن زيارة وفد المنتخبين الفرنسيين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين من شأنها أن تحمل معاناة هذا الشعب منذ سنة ,1975 وتوصلها إلى الرأي العام الفرنسي، وتمكن أيضا من إطلاع الفرنسيين على حقيقة الصراع المتعلق بمسلسل تصفية الاستعمار، الذي تمت عرقلته بغزو عسكري استعماري للصحراء الغربية. وفي هذا السياق، شدد المسؤول الصحراوي على أن جبهة البوليزاريو ستواصل الكفاح، على أساس توجيهات المؤتمر ال 12 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب إلى غاية استرجاع السيادة، معتمدة على مجهودات الشعب الصحراوي و الحركة التضامنية التي تأتي على رأسها الجزائر حكومة وشعبا. وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أوضحت رئيسة الجمعية الفرنسية لأصدقاء الشعب الصحراوي السيدة ريجين فلمونت، والتي تزور دوريا مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ 25 سنة، أن الوضعية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون داخل المخيمات منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن "أصبحت جد مزرية وتعكس معاناة هذا الشعب وصموده من أجل تحقيق حريته وضمان حقه في تقرير المصير". وسلمت رئيسة الجمعية رفقة الوفد المرافق لها بمناسبة زيارتها لمخيمات اللاجئين، أول حصة من المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي، في إطار التضامن بين الشعبين الفرنسي والصحراوي. وتمثلت تلك المساعدات في 15 شاحنة تحمل تجهيزات طبية ومعدات للإعلام الآلي، وملابس وأدوات مدرسية . وقد تم حفل التسليم بحضور أعضاء وفد المنتخبين الفرنسين، الذين يمثلون مختلف المحافظات وممثلي جمعيات حقوقية وإنسانية فرنسية، وأعضاء من الحكومة الصحراوية، يتقدمهم الوزير الأول الصحراوي السيد عبد القادر طالب عمر، إلى جانب رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي السيد محرز العماري. وخلال حفل التسليم عبر المنتخبون الفرنسيون الذين يزورون مخيمات اللاجئين الصحراويين لثاني مرة عن "تضامنهم العميق مع الشعب الصحراوي، سيما في هذه الفترة التي أصبحت تستدعي التكثيف من المساعدات الإنسانية لتغطية النقص الكبير في مختلف الإحتياجات''. من جهة أخرى، ينتظر أن يقوم المحافظ الاممي السامي للاجئين السيد انطونيو غوتيريس بزيارة الى مخيمات اللاجئين الصحراويين يومي 9 و 10 سبتمبر الجاري. وستسمح الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ 1976 حسب رئيس الهلال الأحمر الصحراوي السيد بوحوبيني يحيى للسيد غوتيريس، بالاطلاع عن كثب على الوضع الانساني للاجئين الصحراويين الذين يعتمدون كليا على المساعدات الدولية. في سياق مغاير، أعربت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على لسان وزير خارجيتها السيد محمد سالم ولد السالك، عن ارتياحها للائحة التي تبناها الاتحاد الإفريقي في اجتماعه الأخير بطرابلس، و الذي أكد من خلالها حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وقال الوزير الصحراوي في هذا الصدد إن" حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وجبهة البوليساريو أعربتا عن ارتياحهما لوفاء وإخلاص المنظمة القارية لمبادئها وقراراتها الواردة في ميثاقها التأسيسي، وفي مختلف القرارات المصادق عليها حول الصحراء الغربية". مضيفا أنه بتبني هذا القرار يكون الاتحاد الإفريقي قد سعى إلى الانضمام لجهود الأممالمتحدة المبذولة في إطار مسارالسلام في الصحراء الغربية الذي بادر به الاتحاد الإفريقي و يرعاه مناصفة''. وكان رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي قد أكدوا، خلال اجتماعهم بطرابلس في دورة خاصة كرست للنزاعات بافريقيا، "دعمهم" للوائح السديدة والصريحة التي أقرها مجلس الأمن الأممي، و التي تدعو الى الشروع في مفاوضات مباشرة بين الطرفين ( جبهة البوليزاريو و المغرب) دون شروط مسبقة، بهدف التوصل الى حل عادل و دائم يحظي بموافقة الطرفين، قصد تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره طبقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة