أعربت الحكومة الصحراوية عن ارتياحها للائحة التي تبناها الاتحاد الإفريقي حول تأكيد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره أثناء القمة الاستثنائية التي انعقدت الأسبوع الماضي في العاصمة الليبية طرابلس. وقال وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك أن "حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وجبهة البوليزاريو أعربتا عن ارتياحهما لوفاء وإخلاص المنظمة القارية لمبادئها وقراراتها الواردة في ميثاقها التأسيسي وفي مختلف القرارات المصادق عليها حول الصحراء الغربية". واعتبر الوزير الصحراوي أنه "بتبنيه لهذا القرار يكون الاتحاد الإفريقي قد سعى إلى الانضمام لجهود الأممالمتحدة المبذولة في إطار مسار السلام في الصحراء الغربية الذي بادر به الاتحاد الإفريقي ويرعاه مناصفة". يذكر أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي أكدوا خلال اجتماعهم بطرابلس في دورة خاصة كرست للنزاعات بإفريقيا "دعمهم" للوائح الواضحة والصريحة التي أقرها مجلس الأمن الأممي والتي تدعو إلى الشروع في مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع الصحراوي، جبهة البوليزاريو والمغرب دون شروط مسبقة بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم يحظى بموافقة الطرفين قصد تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره طبقا لمبادئ ميثاق الأممالمتحدة. وتزامنا مع ذلك دعا الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر فرنسا إلى العدول عن موقفها "المؤيد لسياسة الاحتلال وضم الصحراء الغربية للمغرب بالقوة" والذي ساهم بشكل كبير في تعطيل مسار السلام في المنطقة. وجاءت دعوة الوزير الأول الصحراوي بمناسبة الزيارة التي قام بها وفد من المنتخبين المحليين الفرنسيين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين لتسليم مساعدات إنسانية للشعب الصحراوي تندرج في إطار التضامن بين الشعبين الفرنسي والصحراوي. وقال طالب عمر أن الصحراويين يأملون في أن تسمح هذه الزيارة "للشعب الفرنسي بممارسة ضغوطات على حكومته حتى تعدل عن موقفها المؤيد لسياسة الاحتلال والضم بالقوة". وأشار إلى أن زيارة وفد المنتخبين الفرنسيين إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين "من شأنها أن تحمل معاناة هذا الشعب منذ سنة 1975 وتوصلها إلى الرأي العام الفرنسي" وتمكن أيضا من "إطلاع الفرنسيين على حقيقة الصراع المتعلق بمسلسل تصفية الاستعمار الذي تمت عرقلته بغزو عسكري استعماري للصحراء الغربية". واعتبر الوزير الأول الصحراوي أن الذكرى ال43 لإعلان الجمهورية الصحراوية أظهرت أن الشعب الصحراوي "يتقدم ويتنامى وهو أكثر إجماعا وإصرارا على انتزاع حقه في تقرير المصير من خلال توسع الحركة التضامنية". من جهتها أوضحت رئيسة الجمعية الفرنسية لأصدقاء الشعب الصحراوي ريجين فلمونت والتي تزور دوريا مخيمات اللاجئين الصحراويين منذ 25 سنة أن الوضعية التي يعيشها اللاجئون الصحراويون داخل المخيمات منذ أكثر من ثلاثة عقود "أصبحت جد مزرية وتعكس معاناة هذا الشعب وصموده من أجل تحقيق حريته وضمان حقه في تقرير المصير". وسلم وفد المنتخبين الفرنسيين أول حصة من المساعدات الإنسانية للشعب الصحراوي تمثلت في 15 شاحنة تحمل تجهيزات طبية ومعدات للإعلام وملابس وأدوات مدرسية. وفي سياق الدعم الدولي الذي يحظى به اللاجئون الصحراويون من المقرر أن يقوم المحافظ الأممي السامي للاجئين انطونيو غوتيريس بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين يومي 9 و10 سبتمبر الجاري. وقال رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني أن هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ 1976 ستسمح للسيد غوتيريس بالاطلاع عن كثب على الوضع الإنساني للاجئين الصحراويين الذين يعتمدون كليا على المساعدات الدولية.