تم حجب الجائزة الأولى لأحسن نص مسرحي موجّه للأطفال، والتي تدخل في إطار فعاليات مهرجان المسرح العربي بوهران، لأسباب حصرتها لجنة التحكيم في تقارب المستوى واشتراكها في نقاط ضعف سواء على مستوى اللغة والتعامل معها أو على مستوى الكتابة المشهدية أو بناء الشخصيات، مع عدم مراعاتها لمستوى الأطفال وعقولهم ومشاعرهم. قرّر المحكّمون حجب الجائزة الأولى دون أن تنقص من حقوق المتسابقين في قيمة الجائزة، فيما عادت الجائزة الثانية إلى الكاتبة كنزة مباركي من الجزائر عن مسرحية «جحا ديجيتال» مكرّرة بنفس المعايير والتقدير مع منافسها السوري مصطفى عبد الفتاح عن نصه» دارين تبحث عن وطن»، كما ارتأت اللجنة بأن تكون الجائزة الثالثة مكرّرة بين الكاتب دحو فروج من الجزائر عن نصه «صفر واحد» ومحمد مستجاب عن نصه صورة سيلفي من مصر. ومن جانب آخر، اتّفق المشاركون في مسابقة النص المسرحي الموجه للأطفال على أنّ هناك نوع من التعالي على مسرح الطفل، سواء من حيث الإبداع أو الاهتمام أو المردود الإعلامي، كما يؤكّد ذلك النقص المسجّل في المكتبة العربية من نصوص الطفل وغياب بعض النصوص من الدول العربية على غرار تونس موريطانيا والسودان ولبنان...داعين في سياق متّصل إلى التقيّد بالكتابة المسرحية السليمة، بغض النظر عن اللهجة والبلد، ليتم الاستفادة منها بشكل أوسع. كما ألّح المشاركون على تنظيم ورشات تصويب للكتابة الدرامية الموجهة للطفل، مع ضرورة تحديد بعض المفاهيم والمصطلحات الخاصة أساسا بإعادة النظر في الفئات العمرية ونوعية هذا النوع من الفنون إن كان مسرح الطفل أو مسرح موجه للطفل، مع الحرص على العناية باللغة مع الابتعاد أكثر عن الجانب التقريري ولغة الوعظ والتوجيه. واشترك الجميع في أنّ طفل اليوم ليس بالضرورة طفل الأمس، معتبرين أن هذه المسابقة، سيكون لها الأثر المباشر على ما تسعى إليه الهيئة العربية للمسرح، ضمن استراتيجية مسرح الطفل، لافتين إلى أنّ الهيئة العربية للمسرح بإتاحتها فرصة قراءة 157 محاولة لكتابة نص للأطفال تقدّمت للمشاركة في المسابقة، وضعتهم في صورة العالم العربي اتجاه المستقبل، كون أن هذه النصوص تلخيص لعقل من يعملون لبناء مستقبل للأطفال بشكل فني، لاسيما وأنّها تنّوعت بين الموضوعات الإرشادية المباشرة التقريرية وموضوعات تربوية تحث على الاخلاق الحميدة والسلوك القويم مع تخصيص حيز واسع لقصص الحيوان والاستلهام من الحكايات الشعبية والخيال العلمي. كما نوّهوا كذلك ب 24 نصا، رشّحوا من مجموع 175 نصا، تم على إثرها انتقاء ثلاثة نصوص شاركت في المسابقة الرسمية للفئة العمرية من 6 إلى 12 سنة، وهي الفئة التي دعوا إلى إعادة النظر فيها نظرا للتطورات الحاصلة في المجتمع، مع اقتراحهم التحلي بالمساواة في منح الجوائز الخاصة بفئة الأطفال، حيث أعابوا أن تكون القيمة المالية للجائزة الموجهة للنصوص الخاصة بالكبار أكبر من تلك المخصصة للنصوص الموجهة للأطفال.