في محاولة منها لوضع حد للمأساة المترتبة عن حوادث المرور والتي تودي يوميا بحياة المواطنين وتتسبب في إعاقة الناجين منها، وفي مقدمتها تلك التي يتسبب فيها سائقو الحافلات، أعلن وزير النقل عمار تو عن إعداد دفتر أعباء خاص بالنقل الجماعي للمسافرين يخص مختلف وسائل النقل، بما فيها سيارات الأجرة. باتت حوادث المرور تتصدر أسباب الوفيات بعدما استفحلت خلال الأشهر القليلة الماضية وبعدما كانت في السابق غالبا ما تحدث بين السيارات النفعية والشاحنات، أصبحت اليوم تحصد عشرات الضحايا في الحادث الواحد، نظرا لإرتطام الحافلات التي لا يحترم سائقوها قانون المرور ويغامرون بحياة المواطنين دون أدنى مسؤولية من خلال التجاوزات الخطيرة التي راح ضحيتها 7 مواطنين وأصيب 32 منهم في آخر حادث وقع في بحر الأسبوع المنصرم ببلدية الغمري.وبسبب ارتفاع الضحايا والتجاوزات المرتكبة من طرف السائقين، قررت وزارة النقل اعداد دفتر أعباء خاص بالنقل الجماعي للمسافرين لسيارات الأجرة والحافلات من شأنها تشديد المراقبة على النقل الجماعي لاسيما المراقبة التقنية خاصة وأن الدراسات أثبتت بأن وضعية السيارة أو الحافلة بشكل عام سبب رئيسي في عدم التحكم في المركبة وبالتالي في وقوع حوادث مميتة، مثلما هو الشأن بالنسبة للحافلة التي تسببت في حادث المرور المؤلم الذي وقع قبل أيام والتي كانت مشدودة بالأسلاك.وذهب المسؤول الأول على قطاع النقل إلى حد الحديث عن فتح فروع بالمحاكم لمعالجة قضايا حوادث المرور، مؤكدا ضرورة إصدار أحكام فورية وردعية لمعالجة المشكلة موازاة مع دفتر الأعباء، مع العلم أن العنصر البشري المتسبب الأول فيها بنسبة 90 بالمائة كما أن الحوادث تودي بحياة 4200 مواطن.وعلاوة على هذه الإجراءات، كشف ذات المسؤول عن استحداث مجمع وطني للإعلام الآلي يضبط ويجمع كل المعلومات الخاصة بالسائقين، كما تعتزم الوصاية إقامة إحصاء وجرد لرخص سياقة السيارات وكذا البطاقة الرمادية حتى تسهل عملية المراقبة.وبموجب الإجراءات الجديدة ستتحمل وكالات المراقبة التقنية للسيارات المسؤولية التي تقع على عاتقها، فالترخيص لبعض المركبات القديمة والتي تشكل خطرا على حياة المواطنين، سيتم وضع حد له وسيتم التأكد في كل حادث من مدى تورّطها ومسؤوليتها.للإشارة، فإن الوصاية ستتخذ تدابير أخرى، وفي مقدمتها تحسين آداء مدارس السياقة وتكثيف حواجز المراقبة والتطبيق الصارم للقانون بالاضافة إلى العمل التحسيسي والتوعوي. ------------------------------------------------------------------------