لم يهضم أنصار المنتخب الوطني الأداء الهزيل ل«الخضر» الذين لم يتمكّنوا من الارتقاء بمستواهم في مقابلتين، والأدهى من ذلك فإنّ المباراة الأولى جانب الفريق الوطني الهزيمة لولا براعة مبولحي، واكتفى بالتعادل أمام زيمبابوي الذي يبقى من المنتخبات التي لم تكتب صفحات كبيرة في العرس القاري مقارنة بالمنتخب الجزائري. تساؤلات عديدة عن قدرة الفريق الجزائري في العودة في المنافسة أمام تونس، لتكون الخيبة مضاعفة من خلال الانهزام، وكذا الأداء المتواضع والجري دائما لإنقاذ الموقف. لعل الاجابة على التساؤلات تكون من خلال تحليل وضعية الطاقم الفني الذي وصل الى الغابون بعد فترة قصيرة من تعيين المدرب البلجيكي ليكنس، حيث أنّ التغييرات العديدة للمدرّبين أثّر بشكل واضح على أداء المنتخب الوطني، الذي أصبح يبحث عن الطريقة المثلى في كل مرة. فبعد ذهاب هاليلوزيتش الذي ترك تشكيلة قوية أذهلت الجميع في مونديال البرازيل، خلفه غوركوف الذي استطاع أن يحافظ على نفس النسق مع تغييرات طفيفة من الناحية التكتيكية التي أتت بثمارها، وكانت نتائج «الخضر» محترمة وتوازن التشكيلة في المستوى المطلوب. لكن بمغادرة غوركوف «الخضر» كان البحث عن خليفته لفترة طويلة، ليتم استقدام رايفاتس الذي لم يجد الوصفة والطريقة التي تسمح له تسيير الأمور التقنية بشكل جيد، وغادر السفينة في وقت وجيز. وعاد ليكنس الذي أعطيت له مهمة «صعبة» للغاية بضرورة «ربح الوقت» بأهداف قريبة، وهذا بالاعتماد على معرفته الجيدة للكرة الجزائرية والخبرة التي اكتسبها إفريقيا مع المنتخب التونسي. لكن ظهر أنّ «العبء» بدا ثقيلا على ليكنس للقيام بكل الأمور بصفة جيدة في وقت وجيز، والنتائج ظاهرة من خلال الأداء المخيّب وعدم وضوح الرؤية في الخطة التكتيكية لهذا المدرب، إلى جانب التغييرات غير المدروسة التي يعتمدها، والتي تؤكّد فعلا أنّه لم يعرف لحد الآن امكانيات كل اللاعبين للاستفادة منها في الوضعيات الصعبة بشكل فعاّل.