حملت تصريحات مدرب المنتخب الوطني جورج ليكنس، خلال خرجته الإعلامية يوم الإثنين الماضي، العديد من التناقضات بين ما قاله وبين الواقع، فقد أكد أنه لا يحب المجازفة، إلا أنه سيجازف بمصيره ومصير الفريق الوطني في كأس أمم إفريقيا، حين قبل الضغط الذي يمارَس عليه من قبل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، الذي يطالبه بالتتويج القاري بعد سنين عجاف لم يفز فيها رئيس الفاف بأي لقب منذ تولّيه قيادة هذه الهيئة الكروية، فليكنس يصر على عبور الدور الأول من المنافسة القارية، إلا أنه في حال العكس ماذا سيحدث؟ من المؤكد أن يأتي فشل المدرب البلجيكي في إفريقيا على رحيله السريع من العارضة الفنية للمنتخب الوطني رغم أنه يملك عقدا إلى غاية 2019. وكما قال في تصريحاته فإنه يريد أن يتأهل إلى كأس العالم 2018 بروسيا. وكما أضاف فإنه سيتابع كل اللاعبين، وأن الذين لا يلعبون سيحاول أن يجد لهم حلولا بعد نهاية كأس أمم إفريقيا، وكأنه واثق من بلوغه الأهداف المسطرة في «الكان»، في وقت قال فيه بأنه لا يمكنه أن يضمن أي شيء، وهذا ما يقوله أي شخص عادي، علما أن كل شيء ممكن في كرة القدم، ولا يمكن أبدا التنبؤ بالنتيجة، إلا أنه عندما يأتي ذلك من قبل ناخب وطني فهذا معناه أن هذا الأخير سيدخل المعترك الإفريقي بشكوك وبدون ثقة في النفس، وهذا ما لن يكون مشجعا في وقت يؤكد أنه سيعمل كل ما بوسعه لتحفيز لاعبيه من الجانب المعنوي، والدفع بهم إلى الأمام. الانهزام الأخير الذي سجله الخضر أمام نيجيريا هز استقرار المنتخب، وأدخل الشك في صفوفه بعد الذي حدث عقب مباراة الكامرون السابقة الأولى في الجزائر، حين قاد لاعبون تمردا على المدرب الصربي آنذاك ميلوفان رايفاتس، ليدفع فيغولي ومجاني ثمن ذلك، حيث تبين الآن أنهما صاحبا القرار، فالثاني قائد للفريق، والأول نائب له. وحسب ليكنس، فإن قرار إبعادهما من المشاركة في المنافسة القارية قراره هو، وأن الأمر يتعلق بالجانب الفني والبدني، لأنه ينقصهما الريتم في اللعب، ليناقض نفسه، حين وجّه الدعوة للحارس مبولحي، الذي يتواجد في بطالة مقنعة، والذي سيعتمد عليه في «‘الكان» القادم، ولم تكن إجابته مقنعة فيما يخص هذا الحارس، ليُدخل المدرب البلجيكي للفريق الوطني، نفسه في وضعية صعبة، لأنه حمّل نفسه مسؤولية لم تكن بيده بعدما عوقب اللاعبان فيغولي ومجاني إداريا، وتتستر الفاف على ذلك، مثلما قال الدولي السابق صايب موسى في تصريح له أمس، والذي تساءل حول تصرف الاتحادية مادامت معاقبة أي لاعب تدخل ضمن الإطار الانضباطي العام لأي هيئة كانت. ولن يُغفر للمدرب البلجيكي أي تعثر في كأس أمم إفريقيا القادمة من قبل الجمهور الجزائري، والأكيد من رئيس الفاف الذي سيأخذ على مأخذ الجد تصريحاته، فإبعاد فيغولي ومجاني اللذين يُعدان من كوادر المنتخب واللذين يملكان تجربة كبيرة، ستكون حجة كافية للجمهور في أن ينزل بالانتقادات على هذا المدرب ويطالبه بالرحيل في حال فشل في مهمته في الغابون، الفشل الذي سيكون طلاقا بالتراضي مثلما عهدناه في الفاف منذ فترة، وهذه المرة مع البلجيكي، كون رئيس الفاف سيوظف ذلك كمادة أولية خلال جمعيته الانتخابية العامة، التي ستكون بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، فإن فازت الجزائر بالكأس الاحتمال الضئيل جدا، سيرفع من أسهم رئيس الفاف، وإن كان هناك فشل في بداية المشوار، فأول قرار له سيكون بفصل البلجيكي بحصيلة سلبية، وسيحمّله مسؤولية عدم استدعائه فيغولي ومجاني أمام الرأي العام مادام ليكنس برّأه من ذلك خلال ندوته الصحفية الماضية. لتحقيق كأس إفريقيا بالغابون ...المنتخب الوطني مجبر على تفادي سبعة أخطاء يتهيأ المنتخب الوطني لدخول غمار منافسة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقررة ما بين 14 جانفي و5 فيفري المقبل بالغابون، كأس لم ينل «الخضر» شرف التتويج بها سوى سنة 1990 عندما نُظمت بالجزائر، حيث يسعى زملاء الحارس رايس وهاب مبولحي لإسعاد الجماهير الجزائرية العريضة هذه المرة بلقب ثان سيُكتب بحروف من ذهب، لكن الرغبة والأهداف لا تكفي للتتويج، فيستلزم بشكل ضروري تفادي الأخطاء التي كانت في الدورات السابقة. التحضير البدني الجيد ضرورة أولى النقاط التي غالبا ما عانى منها المنتخب الوطني في إفريقيا سواء في المباريات التصفوية أو منافسات كأس أمم إفريقيا، الإرهاق الذي ينتج عن معاناة اللاعبين من الرطوبة والحرارة الشديدة، غير أن الكثيرين يرون أن هذه الأسباب مهمة، خاصة أن معظم اللاعبين الأفارقة يلعبون في أندية أوروبية تحت درجة برودة كبيرة، بينما يشاركون بشكل عادي في إفريقيا بالرغم من تعوّد جسمهم على أجواء باردة، ولهذا فسيكون أشبال المدرب ليكنس مجبرين على القيام بعمل بدني مميز في التربص؛ قصد تفادي أي مفاجآت، لكن هل سيكون ذلك ممكنا في المناخ البارد الذي يميز العاصمة هذه الأيام؟ دراسة المنافسين لإيجاد الخطة المناسبة النقطة الثانية التي لا يجب إهمالها من المدرب ليكنس هي الدراسة الدقيقة للمنافس قبل كل مواجهة مع لاعبيه، حيث يتوجب توظيف تقنيين مختصين في الإحصاء ودراسة المنافس من أجل وضع الطريقة المناسبة للإطاحة به، وهو أمر غاب منذ رحيل الفرنسي السابق كريستيان غوركوف، الذي كان يركز على هذه النقطة بالضبط. ولأن «الخضر» سيواجهون ثلاثة منتخبات مختلفة من ناحية اللعب إضافة إلى المنتخب الزيمبابوي الذي يبقى مجهولا عند رفقاء ياسين براهيمي، فيتوجب أن تختلف الخطط والتكتيكات حسب طبيعة المنافس وطريقة لعبه. روح المجموعة نقطة قوة «الخضر» ثالث النقاط التي يتوجب أن يركز عليها ليكنس هي روح المجموعة التي يجب أن تبقى متماسكة في هذه المنافسة، حيث ارتبطت إنجازات الجزائر دائما بقتالية اللاعبين وتماسكهم فيما بينهم، كما كانت عليه الحال في ملحمة أم درمان. وإن تفادي المشاكل التي تضرب روح المجموعة صار ضرورة ماسة، وذلك لصعوبة المنافسة، كما قال المدرب السنغالي آليو سيسي أول أمس: «منتخب ألمانيا ونادي برشلونة لن يكون سهلا عليهما التتويج بكأس إفريقيا لصعوبتها». تفادي الأخطاء الدفاعية وتضييع الكرة رابع النقاط هو فني بدرجة أولى، ويتمثل في تفادي الوقوع في الأخطاء الدفاعية أو تضييع الكرة في خط الوسط، حيث يتذكر الجميع الكوارث الدفاعية التي كانت في المباراة الأخيرة التي جمعت الجزائر بالمضيف نيجيريا، حيث تجرّع المنتخب مرارة هدفين تلقّاهما الدفاع بطريقة بدائية بعد خطأ من بلقروي وآخر من ماندي، وهي الأخطاء التي يجب أن يتفادوها في منافسة كبرى، خاصة أن المنافس لن يرحم، وسيعمل جاهدا على تحقيق التأهل. أما تضييع الكرة في خط الوسط فقد صار موضة في المنتخب، وهو ما كان في المباريات الأخيرة خاصة في تصفيات كأس أمم إفريقيا، ما يجعل ليكنس مجبرا على فرض الانضباط من هذا الجانب. استغلال أنصاف الفرص واجب تُعتبر الأهداف في منافسة قوية ككأس أمم إفريقيا أمرا مهمّا جدا، حيث إن القوة البدنية الدفاعية التي يتميز بها المنافسون تحتّم على مهاجمينا عدم التفكير في تضييع الفرص، حيث إن كل فرصة ستكون بالغة الأهمية، وتضييعها قد يكلف الفريق الكثير، كما حدث في المباراة الأخيرة ضد نيجيريا في اللقطة التي ضيّعها بن طالب وكذلك تايدر، وهي فرص كانت جديرة لتعيد أشبال ليكنس في المباراة، غير أن ذلك لم يحدث للأسف. عدم الاحتجاج على الحكام النقطة السادسة هي التحكيم الذي يعتبر أكبر الكوابيس التي تهدد الكرة الإفريقية، حيث كان المنتخب الوطني عرضة للكثير من الأخطاء التحكيمية، كما كانت ردة فعل اللاعبين غير مثالية، كما كانت عليه الحال في مباراة الجزائر ومصر في «كان» أنغولا، وطرد ثلاثة لاعبين بسبب تهوّر الحارس شاوشي، ولهذا يجب تفادي الدخول في أي احتكاك مع الحكم، علما أن الكثيرين منهم موجهون وينتظرون أي خطأ من أجل معاقبة لاعبينا. طموحات الجزائر يجب أن تكبر المنتخبات الكبيرة غالبا ما كانت مواجهتها هاجسا للمنتخب الوطني، حيث إن العامل النفسي يكون في غير صالح «الخضر» بالرغم من تفوّق اللاعبين على لاعبي المنافس، غير أن الفشل دائما يكون في المواعيد المهمة، ولهذا فسيكون المدرب البلجيكي مجبرا على تقديم دعم نفسي للاعبين رفقة مجيد بوقرة، الذي سيكون الرابط بين المدرب والمجموعة، وهو ما يجعل التشكيلة ترفع سقف طموحاتها، والحلم يكبر أكثر، ليبقى حصد الكأس هو هدف الجميع. تربص المنتخب الوطني يتواصل بسيدي موسى ...سليماني، محرز، براهيمي وقديورة يصلون اليوم يواصل المنتخب الوطني لكرة القدم التربص التحضيري الذي دخله يوم الإثنين الماضي بالمركز التقني بسيدي موسى، إلى غاية 12 من الشهر الجاري، تاريخ السفر إلى الغابون. وقد تدرّب 19 لاعبا في اليوم الأول في انتظار التحاق كل من إسلام سليماني، رياض محرز، ياسين براهيمي وعدلان قديورة، الذين لعبوا مبارياتهم مع أنديتهم، والذين أكد المدرب ليكنس أنهم سيخضعون لبرنامج خاص.