العمل على المدى البعيد وإقامة مشروع لعب تبقى من ضمن النقاط الغائبة عن الاستراتيجية التي تعتمدها أنديتنا أين يقدم المسيرون على التغييرات المستمرة للمدربين، الذين يتعاقبون على العارضة الفنية بدون ترك بصماتهم من الناحية الفنية بسبب غياب التنظيم المحكم والتدخل في عملهم اليومي واختيار اللاعبين. والدليل يأتينا من امكانيات المدرب البلجيكي الذي يشرف حاليا على المنتخب الكاميروني هوغو بروس، الذي تمكّن من الوصول إلى الدور النهائي من كأس إفريقيا للأمم المتواصلة بالغابون، بفضل عمل منهجي بدأه باختيار اللاعبين وتشبيب منتخب الأسود الجموحة في فترة قياسية أذهلت المتتبّعين. ويتذكّر الجمهور الرياضي الجزائري أن هذا المدرب مرّ من البطولة الوطنية ولم يعمّر طويلا فيها بسبب عدم توفر الظروف التنظيمية المناسبة في النادي الذي انتدبه، خاصة منها تدخّل المسيّرين في إعداد التشكيلة التي يلعب بها المباراة. لكن يبدو أن الميدان أعطى حقيقة «مرّة» بالنسبة للأندية الجزائرية كون المدرب بروس نجح في أعلى مستوى وعلى رأس أحد المنتخبات القوية في القارة السمراء، وكان قد قدم إلى الجزائر بعد أن درّب في أوروبا وتحدّث عنه الكثير من التقنيين عن قدراته الفنية والتكتيكية قبل أن «يبدع» مع الكاميرون الذي قد يتوج معه في كأس إفريقيا في المباراة النهائية التي تجمعه مع منتخب الفراعنة غدا بالغابون. وبالتالي، يظهر جليا أن عدم إعطاء الفرصة أو بالأحرى الظروف المناسبة لمدرب يتمتّع بكفاءة كبيرة سوف يؤثّر على النادي بالدرجة الأولى قبل أن يؤثر على المدرب، كون أن النادي الذي ضيّع الفرصة سيجري دائما وراء التأطير الفني باستمرار، الأمر الذي يؤثر على العمل الكلي للاعبين الذين لا يجدون الطريق الأمثل لإظهار مواهبهم في ظل التغييرات المستمرة للمدربين والمنهجية المختلفة لكل مدرب في إعداد التشكيلة، لاسيما إن كان المدرب المعيّن قد أشرف على التربص الصّيفي الذي يسبق المنافسة.