شكّلت الصناعة الصيدلانية لتغطية السوق الوطنية بالأدوية الضرورية لمعالجة مختلف الأمراض، تحد كبير لوزارة الصحة التي عمدت لسياسة تشجيع المستثمرين الجزائريين على تصنيع الأدوية محليا، قصد التقليل من فاتورة الاستيراد التي بلغت 40 بالمائة فيما يخص أدوية معالجة مرض السرطان، لاسيما بعد انخفاض أسعار البترول، وجعل الجزائر أرضية للصناعة الصيدلانية، هذا ما أكده المسؤول الأول عن القطاع. أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف، على هامش زيارته التفقدية أمس الأول لمصنع الموارد الصيدلانية لإنتاج الأدوية الجنيسة «صوفال» بولاية وهران، عن لقاء خاص حول العتاد الطبي الحديث بتلمسان نهاية الشهر الجاري، مؤكدا أن مشكل البيروقراطية بالنسبة لتسجيل الأدوية تمت تسويته، عبر إنشاء وكالة تتكفل بدراسة الملفات متكونة من إطارات يملكون خبرة وسمعة على المستوى العالمي، وحسب بوضياف فإن طموح القطاع هو القضاء على البيروقراطية. وفي هذا الإطار، كشف وزير الصحة عن زيارته رفقة إطارات القطاع وبعض المتعاملين للمقر الجديد لهذه الوكالة التي شرعت في النشاط هذا الأحد، مشيرا إلى أن القطاع بذل الكثير من المجهودات لجعل هذه الوكالة تغطي كل إفريقيا وتصدر منتوجها الصيدلاني. وحسب الوزير، فإن اللائحة الاسمية للأدوية الممنوعة من الاستيراد والمقدرة ب350 نوع ما تزال مفتوحة قد تصل إلى 400 نوع، مشيرا إلى أنه يطلب من المستثمر كتابيا التأكيد على قدرته بتغطية السوق الوطنية من احتياجات الدواء. كما ذكرا بأن الجزائر بصدد التصدير إلى دول إفريقيا ودول أخرى مثل اليابان وألمانيا. نافيا في أن يكون قانون النظام الصحي الجديد الذي عرض على البرلمان أرضية للتحضير لخوصصة القطاع، قائلا بلهجة حادة ردا عن ممثلة بإحدى المصالح الاستشفائية إن هذا القانون يحمي المواطن ويضمن له العلاج المجاني، وفقا لتعليمات رئيس الجمهورية، وحسبه فإن من ينتقد هذا القانون لديهم حساسية من كل ما هو جديد، معتبرا القطاع الخاص مكمل للعام قائلا:» يوجد 34 ألف إطار صحي في الخواص لا يمكننا الاستغناء عن خدماتهم». شركة صوفال تغطي 70 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية ولدى معاينته للشركة الصيدلانية الجزائرية «صوفال»، التي صنعت الجيل الأول من المضادات الحيوية،وأطلقت خط جديد لإنتاج الحقن نوه بوضياف بهذا الاستثمار الخاص المدعم من طرف الدولة، الذي يعد مكسبا لتعزيز الصناعة الصيدلانية بالجزائر كونه يوفر 70 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية، قائلا:»هذا تحدي كبير و صوفال شركة تندرج في إطار استيراتيجية القطاع لتسيير الصناعة الصيدلانية وتشجيعها». علما أن الشركة تسعى لتغطية الحاجيات الوطنية بنسبة 100 بالمائة خلال 3 السنوات المقبلة وتعتزم في آفاق 2020 تصنيع أدوية مضادة لأمراض السرطان. وأعلن في هذا الشأن، عن إنجاز مركب كبير بقسنطينة وهو عبارة عن أرضية للإنتاج الصيدلاني، آملا في أن تكون وهران قطبا آخر في مجال الصناعة الصيدلانية، كما دعا المستثمرين الجزائريين للاستثمار في هذا القطاع المهم كونه يساهم في خلق مناصب شغل ويقلص من فاتورة الأدوية الباهظة التي أثقلت كاهل الدولة الجزائرية. وموازاة مع ذلك، قال بوضياف إن فريقا تقنيا من الوزارة سيقوم بزيارة مصنع «صوفال» لتقييم مدى قدرته على تغطية السوق بالأدوية ويتم تحديد معهم نسبة تتراوح ما بين 30 إلى 70 بالمائة لمعرفة طلبات السوق، مشددا على ضرورة توفر إنتاج وطني وسوق مضمونة، لاسيما في مجال تصنيع العتاد الطبي خاصة الأسرة الذي تم إغفاله من طرف المستثمرين، مؤكدا أن هناك مديرية خاصة بالتجهيزات على مستوى الوزارة الوصية هي من تعمل على توجيه المستثمرين للاستثمار في هذا الجانب ومستعدة لمرافقتهم. وبالمقابل، أبرز المسؤول الأول على قطاع الصحة أهمية الاستثمار في القطاع الصيدلاني من خلال توفر 85 مصنعا في إنتاج الأدوية و150 دواء مصنع في الجزائر، قائلا إنه إذا استطعنا بلوغ إنجاز 120 مصنع سنكوّن أرضية بامتياز للصناعة الصيدلانية في البحر الأبيض المتوسط. إنهاء مهام مدير الصحة العمومية ومدير المؤسسة الاستشفائية بعين بيموشنت وفي سؤال لجريدة «الشعب» حول مسألة الاستقالة الجماعية للأطباء الأخصائيين بمستشفى أم البواقي، نفي بوضياف صحة هذه المعلومات، كما كشف عن إنهاء مهام مدير الصحة العمومية والمؤسسة الاستشفائية بعين تيموشنت بسبب الإهمال. وفي سؤال آخر حول التكوين في مجال الصيدلة، أكد الوزير أنه تم التكفل بتسوية مشاكل هذه الشعبة، كما أن هناك سياسة تعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومهني قطاع الصحة في مجال التكوين. وللعلم، فقد عاين وزير الصحة خلال زيارته التفقدية المركز الجهوي للتحاليل الطبية والاستكشاف الإشعاعي للأمن الوطني، الذي دخل حيز الخدمة في نوفمبر 2016، كما وقف على مدى تقدم أشغال المعهد الوطني لمكافحة السرطان ومستشفى الحروق.