كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد المالك بوضياف أن لجنة ترقية الصادرات التي تم إنشاؤها مؤخرا بتعليمة من الوزير الأول السيد، عبد المالك سلال تدرس جملة من الإجراءات لمرافقة المنتجين الجزائريين في تصدير منتجاتهم إلى الخارج من بينها المنتجات الصيدلانية التي تعكف تدابير اللجنة على دراسة تدابير لتسهيل عملية التصدير وتحييد الحواجز التي تعرقل عملية وصول الإنتاج الوطني إلى السوق الدولية وعلى رأسها عملية النقل وصرف العملة الصعبة. وأوضح بوضياف على هامش الزيارة التي قام بها أمس إلى المنطقة الصناعية بالرويبة أن الحكومة تشجع الصناعة الوطنية ككل، ولا حديث عن نظامين العام والخاص واعتبرهما قطاعين وطنيين متكاملين، بل هما مكملان وكلاهما يخدمان المريض الجزائري، مشيرا إلى أن الفراغ القانوني الذي كان مسجلا والذي تسبب في تعطيل العديد من المستثمرين عن التصدير، قد تم استدراكه والحلول بدأت تتجسد بصفة تدريجية في الميدان. وجاب الوزير مختلف أقسام مصنع شركة الصناعات الطبية الجراحية "أي أم سي" التي يساهم منذ أكثر من 20 سنة في تطوير الصناعة الصيدلانية الجزائرية، بل تعتبر حجر الأساس وأول صناعة صيدلانية جزائرية توجه إنتاجها بالكامل إلى تلبية الاحتياجات الاستشفائية، هذه الخاصية حسب مسؤولي الشركة جعلت السلطات الصحية تعتبر "أي أم سي" شريكا مفضلا واستراتيجيا قادرا على تأمين احتياجات المستشفيات بالعلامة التي ينتجها وبالأخص المواد الاستهلاكية الاعتيادية من حقن والتجهيزات الخاصة بغسل الكلى وأخرى خاصة بالأوعية الدموية.كما استثمرت الشركة مع بداية سنوات 2000 في صناعة المحاليل المكثفة منها الأمصال المالحة والمسكرة وأملاح إعادة التمييه والأمصال المنحلة بالكهرباء، وهي تغطي حاليا 50 بالمئة من طلبات المستشفيات بالمحاليل المكثفة، علما أن "أي أم سي" تطلع إلى أن تصبح أهم ممون بالأمصال بشكليها المالحة والمسكرة. وتتكون الشركة الواقعة بالمنطقة الصناعية بالرويبة من وحدتين للتصنيع، الأولى مختصة في الأجهزة الطبية في حين تختص الوحدة الثانية في صناعة الأدوية التي تقدم عن طريق الحقن والمواد المذابة الصلبة. كما تتضمن مخبر مراقبة الجودة، يضمن احترام معايير التصنيع والإنتاج ويسمح بالاشتراك مع المخبر الوطني لمراقبة المنتجات الصيدلانية بالإفراج عن الدفعات المنتجة. وتضمن الشركة أيضا تسويق المعدات الطبية. كما تتوفر على قسم خدمة ما بعد البيع المكلفة بضمان تكوين المستعملين للأجهزة وتركيب الأجهزة وصيانتها الوقائية والعلاجية في جميع المراكز الاستشفائية، بما في ذلك تلك الموجودة في المناطق البعيدة جدا بجنوب البلاد، مثل تندوف وتمنراست وإيليزي وإن أمناس. وعن المشاريع المستقبلية، ستوقع الشركة اتفاقيات شراكة خلال السنة الجارية مع دولة جنوب إفريقيا والأرجنتين، مع القيام بعمليات صيانة وتجهيز لبعض المستشفيات في إفريقيا. علما أن فرقة من المهندسين والتقنيين عادت مؤخرا من مالي بعد تكفلها بأشغال صيانة بمستشفى باماكو. وزير الصحة وصف مصنع الإنتاج بوحدتيه بالجوهرة، مستبشرا من خلالها ومن خلال الوحدات الصناعية المنتشرة عبر الوطن والبالغ عددها 81 وحدة إنتاج، بمستقبل زاهر للإنتاج الوطني خاصة وأن إنتاج "أي أم سي" وجد مكانته في السوق الأوروبية من خلال تصدير بعض تجهيزاتها المستعملة في مجال تصفية الكلى "إيمودياليز". وحيا بوضياف بالمناسبة المسؤولين على المصنع التابع للقطاع الخاص على ولوجه السوق الإفريقية من الباب الواسع، حيث يصدر منتجات متنوعة نحو مالي وموريتانيا وتونس والسينغال وغينيا وليبيا، بالإضافة إلى بعض الدول العربية كلبنان ودول أوروبية كإيطاليا وبولونيا، وهو ما يدل على جودة الإنتاج الجزائري ومصداقيته. وفي سياق متصل، جدد بوضياف التزام الحكومة بأن يصبح الإنتاج الوطني من الأدوية يغطي نسبة 70 بالمائة من الاحتياجات الوطنية مع العمل على اقتحام السوق الدولية لاسيما وأن الجودة مضمونة في الإنتاج الوطني.