حماية الطفل من المرض أو الإصابة قد تكون مهَّمة صعبة، بل ومستحيلة، خاصة في الوقت الحاضر، لأنه معرض للعديد من الأمراض المختلفة، ولعلَّ أهمها شيوعاً نزلات البرد أو الإنفلونزا، التي ترتبط إما بالطقس وأحياناً بسبب ضعف الجهاز المناعي، لكن هنالك أمراض سببها العادات السيئة من قبل الوالدين والمجتمع، تقلل من ضعف المناعة، وبالتالي يكون الطفل عرضة لأي فيروس. والتطعيم هو وسيلة شعبيَّة وفعَّالة لحماية الأطفال من الأمراض لمساعدتهم على أن يعيشوا حياة صحيَّة، ومع ذلك فإنَّ الحقن ليست هي الخيار الوحيد، إذ تعتمد قوة جهاز المناعة عندهم على مدى اعتناء الأُم بنفسها وبطفلها، واعلمي أيتها الأُم أنَّ هناك بعض العادات السيئة غير الصحيَّة التي يمكنها أن تضعف مناعته وتمنع الجسم من ممارسة دوره في مقاومة الأمراض المختلفة، لكننا لن ننسى أيضاً تأثير البيئة المحيطة على صحتنا، فكيف يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة سلباً أو إيجاباً في صحة ومناعة صغارنا؟ وما هي الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز جهازه المناعي. لا بد من معرفة ما هي علامات ضعف المناعة عنده ومن أهمها تعرضه لالتهاب الأذن الوسطى باستمرار أو تكراره كل فترة بسيطة ، الشعور بالتعب المستمر والوهن والضعف، وجه شاحب ومصاب بالأنيميا أو فقر الدم ، ضعف الشهيَّة، تعرضه للإصابات الجلديَّة باستمرار مثل الطفح الجلدي والدمامل والحبوب، تكرار تعرضه لنزلات البرد وارتفاع الحرارة والأمراض خلال مدَّة قصيرة فلا يمرُّ على شفائه بعض أيام حتى يرجع له نفس المرض أو العدوى، إصابته باستمرار للنزلات المعويَّة، تناول طعاما نظيفاً في البيت أو كان يرضع فقط ، عدم قدرته على التركيز في المذاكرة وتحصيل دروسه. لتعزيز الجهاز المناعي للطفل في البيئة التي يوجد فيها سواء المنزل أو المدرسة، فمن العوامل المؤثرة في قوة المناعة الشمس والهواء، لان تعرضنا للشمس في الأوقات التي تساعد أجسامنا على الاستفادة من أشعتها النافعة، قبل العاشرة صباحاً وبعد الثالثة ظهراً، وينصح الأطباء بعدم تعرُّض الأطفال أقل من ستة أشهر لأشعة الشمس مطلقاً ،أما فوق 6 أشهر فيمكن تعريضهم للشمس مع ضرورة استخدام الواقي الشمسي المناسب لمدَّة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق يومياً، والأطفال فوق سنتين لمدَّة 20 دقيقة يومياً مع الواقي الشمسي المناسب. كما للحرمان من النوم له عيوب كثيرة منها زيادة فرصة التعرُّض للأمراض، فيجب على الآباء تحديد موعد معين من القيلولة لأطفالهم، أما حديثو الولادة فهم بحاجة إلى ما يصل إلى 18 ساعة يومياً من النوم، والصغار يحتاجون لنحو 12 ساعة من النوم. الإكثار من الألوان الصناعيَّة في المواد الغذائيَّة تقلل كفاءة الجهاز المناعي ، فقد أوضحت بعض الدِّراسات أنَّ كثرة استخدام المواد الملونة، سواء كانت طبيعيَّة أو صناعيَّة، تحطم كرات الدم الحمراء، وتقلل كفاءة الجهاز المناعي، وتحدُّ من استفادتهم من غذائهم وقدرتهم على تحصيل دروسهم. التسرُّع في إعطاء المضادات الحيويَّة، فتناول طفلك لمضاد حيوي من دون أن يحتاج، يجعل جسمه لا يستجيب لنفس المضاد الحيوي، إذا أُصيب بعدها بعدوى بكتيريَّة تستلزم تناول مضاد حيوي، لذلك ينبغي أن تتأكدي في كل مرَّة أنَّ مرضه يستلزم بالفعل تناول الدواء، لأنَّ كثرة اللجوء للمضادات الحيويَّة تضعف الجهاز المناعي. أهم العادات الصحيَّة عوّدي أبناءك على غسل أيديهم قبل وبعد الطعام، إذا أصيب أحدهم بالأنفلونزا ينبغي أن تتخلصي من فرشاة الأسنان التي استعملها خلال فترة المرض، فالفيروس قد ينتقل من فرشاة إلى أخرى أو قد يساعد على تجدُّد دور الإنفلونزا مرَّة أخرى لنفس الطفل. كما أثبتت الدِّراسات الأمريكيَّة أنَّ تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والجزر والفاصوليا الخضراء، والبرتقال، وفيتامين “س” والكاروتين بالإضافة إلى المغذيات النباتيَّة، ينتج خلايا الدم البيضاء لمكافحة العدوى والفيروسات.