تبقى بعض المناطق بالمحميات الجنوبية لولاية تيارت مناطق ساخنة وعلى فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة، هذه النقاط المتصلة ببلديات النعيمة، شحيمة وعين الذهب بتيارت والبيض، قلتة سيدي ساعد وعين سيدي علي بالاغواط تبقى محطة لنشوب نزاعات قد لا تحمد عقباها فيما بين العروش أو السكان القاطنين، خاصة بالشريط الحدودي الذي يفصل الولايتين، وهو ما حصل العام الماضي بتقديم 55 شخصا للمحاكمة ومؤخرا من خلال عملية الهدم التي تمت بمحمية المكيمين ببلدية النعيمة والتي أدت الى بروز الخلاف حول تحديد مناطق المحمية والتي أدلى من خلالها مسؤولو النعيمة بقانونية الاجراء المتخذ الذي يدخل ضمن حماية المحمية من الانتهازيين بقرار ولائي، غير أن هذه العملية وحسب المعلومات التي تحصلت عليها جريدتنا من مصادر مطلعة فإن هؤلاء السكان الذين طالتهم عملية الهدم كانوا يستغلون المحمية لصالحهم كالرعي بها أو كراءها لفائدتهم خلال السنوات المنصرمة، وهو الأمر الذي رسم جليا نشاط بارونات المال عبر الشريط السهبي الجنوبي بمحميات تيارت واتخاذها عددا من النقاط المذكورة سلفا لممارسة سياسة نهب المال العام باستغلالها للمحميات الطبيعية وتحويلها الى بنوك مفتوحة تصب في جيوبها، يحدث هذا في وقت يكتشف فيه رئيس بلدية عين الذهب وجود 7000 شجيرة علفية كان مقرر غراستها خلال شهر مارس من السنة الجارية 2009 على مستوى منطقة العليبات اقصى جنوب البلدية بنحو 27 كلم، وقد حرك القضية على مستوى الجهات الوصية على القطاع أمام رئيس الدائرة بحضور المكلفين بتسيير السهوب على مستوى ولاية تيارت. من جهة أخرى وحسب الواقع الذي يرسم مشاهد المحميات الرعوية على مستوى ولاية تيارت بالمناطق الحدودية مع ولايات سعيدة البيض الاغواط والجلفة فانها تبقى بحاجة ماسة الى تدخل السلطات الوصية على مستوى ولاية تيارت لرسم نظام مراقبة صارمة يحدد المحمية ويقف على حل مشكل الحدود فيما بين ولاية تيارت والولايات الحدودية الجنوبية، ومنع كافة اشكال التخييم واستيطان هذه الاماكن بالصورة اللاشرعية وبغرض الاستيلاء عليها من طرف بارونات السهوب والمحميات التي تبقى اولا واخيرا من املاك الدولة، وفي انتظار تطبيق القانون لحماية هذه الثروة النباتية تبقى محميات تيارت مفتوحة أمام الانتهاكات اليومية في ظل صمت مطبق من المعنيين، في وقت يبقى تطالب فيه بعض المهتمين بالبيئة ينددون بالوضع الذي آل اليه الغطاء النباتي بالشريط السهبي الجنوبيبتيارت .