فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إجماع في الثناء على الدولة لجهودها في تجاوز النكبة و إعادة الإعمار
غرداية... عام بعد الكارثة
نشر في الشعب يوم 10 - 10 - 2009

يوم الفاتح من أكتوبر ,2008 المصادف لأول أيام عيد الفطر المبارك، استيقظ سكان ولاية غرداية على وقع كارثة طبيعية أخذت شكل نكبة وطنية بالنظر إلى فداحة خسائرها ومخلّفاتها.
وبقدر هول كارثة فيضان واد سهل بني ميزاب، وما ترتب عنها من خسائر كبيرة، كان حجم تدخل الدولة والمدّ التضامني الوطني أكبر من حيث التكفل بالمنكوبين والمتضررين، وجبر (الكسور) الناتجة عن الفيضانات التي جرفت في سيلانها البشر والحجر، الزرع واليابسة، وكادت أن تأتي على كل شيء وكل كائن حي، لولا ألطاف اللّه.
اليوم وبعد مرور سنة كاملة على هذه الكارثة التي أصابت أهلنا في غرداية ومسّت كل الشعب الجزائري، انتقلنا إلى عين المكان من أجل الوقوف على الإجراءات المتخذة من طرف الدولة لمحو أثارها إذ أن ذلك يتطلب ذلك عملا جبّارا وأموالا ضخمة لتنفيذ مختلف المشاريع الإستعجالية المسطّرة في إطار إعادة إعمار المنطقة، وكذا التكفل بانشغالات المنكوبين والمتضررين خصوصا والسكان بصفة عامة، وترقية إطار معيشتهم، وقد كان ذلك فعلا إذ يكفي أن تصادف في طريقك وأنت قادم من العاصمة مئات الوحدات السكنية التي يجري إنجازها بواد نشو بإقليم بلدية غرداية لتتأكد من مصداقية الدولة ومدى الوفاء بالتزاماتها التي صدرت منها غداة الكارثة، وتم الإعلان عنها رسميا يوم 28 أكتوبر 2008 إثر اجتماع عقدته الحكومة خصيصا.
وفي الواقع لا تزال آثار النكبة قائمة نسبيا في عدة جوانب منها، هذا ما يلمسه الزائر للولاية من الوهلة الأولى من خلال انتشار البناءات الجاهزة بواد نشو الذي يتموقع به 1550 شاليه من مجموع 2725 موزعة عبر 12 موقعا والذي يجري به إنجاز ما يفوق 1350وحدة سكنية ذات طابع إجتماعي إيجاري، إلى جانب تنفيذ عمليات أخرى في عديد القطاعات والمنشآت التي ألحقت بها الفيضانات أضرارا جسيمة.
عدد كبير من الشاليهات وتحديدا 945 بيت جاهز بقيت إلى حد اليوم شاغرة منذ يوم27 ديسمبر الماضي، تاريخ الزيارة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمنطقة، حيث تم بالمناسبة تسليم المفاتيح لعدد من العائلات المنكوبة.
وحسب وثيقة أعدّتها مصالح ولاية غرداية، مؤرّخة يوم 31 ماي ,2009 تتضمن خسائر الكارثة ومختلف الإجراءات المتخذة والمشاريع الاستعجالية المسجلة لتجاوز الوضع الكارثي الذي خلّفته الكارثة ،فقد تقرر فك هذه الشاليهات الشاغرة بعد تعرضها للسرقة والنهب والإقتحام، مع الإشارة إلى أن شغور الشاليهات لا يقتصر على هذا الموقع فقط،ففي موقع الحمرايات ببلدية العطف، لا تزال البيوت الجاهزة فيه غير آهلة بأصحابها بعد مرور سنة على الكارثة، ونحو 9 أشهر على إنجازها وتركيزها به ضمن مرافق اجتماعية وتربوية أخرى.
ويثار بهذا الموقع الذي يقع على ربوة تعلو بلدية العطف وبمكان منعزل عنها، بشأنه جدل كبير، حيث يرى فيه أعيان البلدة وسلطاتها المحلية وحتى سكانها بأنه غير ملائم البتة للإقامة فيه، إذ أن الوصول إليه يتطلب جهدا كبيرا ويترتب عنه إرهاق للراجلين وللسيارات في ذات الوقت، وهو ما يبرّر رفض أولياء التلاميذ التحاق أبنائهم المتمدرسين بالإكمالية الجديدة المنجزة به ومقاطعة الدراسة في البلدة، في الطورين المتوسط والثانوي (طالع المقال الصادر بهذا الشأن في عدد الشعب يوم الخميس 08 أكتوبر)، قبل أن يتغلب العقل والمنطق، ويعلن مجلس الأعيان توقيف حركة الإضزاب وتجميد قرار مقاطعة الدراسة مع التمسك بحق استغلال ثانوية الفرسطائي التي رفض الوالي يحي فهيم حرصا من السلطات الولائية على سلامة التلاميذ الدراسة فيها. يحدث هذا في وقت لا تزال مخلفات الكارثة الطبيعية لم تمح بصفة نهائية حيث آثارها القائمة في بعض المناطق وتمس عدة قطاعات خير دليل على ذلك مع الإشارة أن هذه المخلفات والآثار قد تقلّصت إلى درجة كبيرة بفضل المشاريع والعمليات الإستعجالية التي يجري إنجازها هنا وهناك بالبلديات التسع التي أعلنتها الحكومة مناطق منكوبة.
وكان والي الولاية السيد يحيى فهيم قد شدّد يوم الخميس الفاتح من أكتوبر في تجمع ترأسه بمقر المديرية الولائية للحماية المدنية بغرداية بمناسبة مرور الذكرى السنوية الأولى للكارثة على عودة الأوضاع إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل وقوع النكبة.
رضى الناس غاية لا تدرك
صحيح أن الأوضاع تحسنت كثيرا وعادت إلى مجراها الطبيعي من حيث تأهيل شبكات الكهرباء، الغاز، والمياه الصالحة للشرب، والتطهير... إلخ، فضلا عن الشروع في تنفيذ برنامج 5000 وحدة سكنية ضمن مخطط إعادة إعمار المنطقة، وكذا في مجال التكفل بانشغالات المواطنين والمتضررين والمنكوبين بصفة خاصة، لكن هناك من يرى بأن ما تمّ إنجازه غير كاف البتّة، فيما يجمع أعضاء ووجهاء مجلس أعيان قصر غرداية مثلا على أن ما تم إنجازه ليس سوى« واجهة!؟«
أمين المجلس المذكور السيد ابراهيم الجعدي متحدثا ل »الشعب«: »أتمنى أن تعاين بنفسك الأحياء التي تضررت جراء الفيضانات حيث لا يزال المنكوبون والمتضررون، وحتى سكان الأحياء المتضررة يعانون، لقد مرّ عام كامل على حدوث الكارثة، ولم يحدث تغيير كبير في الوضع الناجم عنها، ويمكن أن نقول بدون مبالغة أن العمليات المنفذة لمحو آثارها لا تمثل سوى 30 ٪ مما يتطلبه الوضع الطبيعي، على اعتبار أن هناك أحياءا مازال ينقصها الكثير، وتبقى في حاجة ماسة إلى جهود أكبر، وجدية وصرامة لإصلاح ما أفسده الدهر، ويتعلق الأمر بأحياء »بابا سعد«، »الحاج مسعود«، »مرماد«، وغيرها، ناهيك عن حي »الغابة«، حيث الردوم والأتربة ومخلفات الكارثة م تزال مكدسة إلى حد اليوم، دون إن تتدخل السلطات لرفعها، وتهيئتها، وتحسين الأوضاع بها«.
السيد سعيد تزبنت (رئيس خلية الأزمة على مستوى جمعية الأحياء بغرداية): »الحديث بعد مرور عام على محو آثار الكارثة بصفة نهائية سابق لأوانه، على اعتبار أن هناك الكثير الذي يجب فعله والقيام به في ظل وجود مشاكل كثيرة بما يجعل الفارق بين الواقع على الأرض، والتصريحات التي تصدر من المسؤولين المحليين شاسع جدا«.
وشدّد في المقابل على »أن الدولة لم تبخل بأي شيء، والتدابير التي اتخذتها من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها والتكفل بالمنكوبين، والمتضررين كانت في المستوى المطلوب وهي جديرة بالتنويه«، وقال بأن الفضل يعود إلى السلطات المركزية التي كان حضورها فاعلا، والتعاون مع الهيئات العرفية والمجتمع المدني كان وثيقا''، مشيرا في هذا السياق، إلى »أن مجلس أعيان قصر غرداية هو الآن ومنذ أيام في اجتماعات ماراطونية لتقييم الأوضاع قبل ضبط حوصلة نهائية مدعومة بأرقام لإرسالها إلى السلطات المركزية في العاصمة«.
وأكد على ''أن هناك الكثير من التصورات والإجراءات العديدة المتخذة لم تكن على صواب، وأن سلطة القرار التي تحوزها السلطات الولائية تجعل الأمور لا تسير حسبه كما هو مطلوب ومخطّط لها من طرف السلطات المركزية وتفرضه مقتضيات الأوضاع وكيفية معالجتها''.
وبالنسبة لذات المتحدث ولزملائه في مجلس أعيان قصر غرداية ووجهائها وحتى في أوساط المجتمع الغرداوي برمّته فإن الدولة قامت بما عليها بل وأكثر من اللازم، وأنّ جهودها وتدابيرها وتضحياتها والإمكانيات الضخمة التي سخّرتها كانت ستبرز بصفة ملحوظة، وتكون ذات فاعلية أكثر على أرض الواقع، لولا »الإنسداد« الحاصل مع والي الولاية الذي (يتفرّد) في اتخاذ القرارات !؟
وهنا تدخل أمين عام مجلس الأعيان المذكور قائلا: »الوالي مستقل بنفسه، ليس له تعاون مع أعيان وعقلاء غرداية، لا يلتقيهم للتشاور والتنسيق، اللّهم إلاّ في المناسبات فقط، عندئذ يبحث عنّا ويوجّه لنا الدعوات للحضور من أجل الواجهة لا غير...«!؟
وختم: »أملنا أن تكون هناك إرادة حقيقية تساعد على إيجاد الحلول للمشاكل العالقة بالمنطقة، والتي زادت حدتها إثر الكارثة.. في ظل المعاناة اليومية للمتضررين الذين ينتظر العديد منهم إلى حد اليوم تسوية وضعيتهم في مجال السكن بعد أن فقدوا بيوتهم وممتلكاتهم«.
ويجزم بدوره السيد ابراهيم بوصباع (عضو المجلس الشعبي الولائي عن كتلة حزب التجمع الوطني الديمقراطي) بأن: »التنسيق مع والي الولاية مفقود، مؤكدا بأنه لو توفر الحوار معه لكانت الأوضاع أفضل على أرض الميدان عما هي عليه اليوم«، مضيفا: ''إلى جانب مشكل إعادة إيواء المنكوبين والمتضررين القائم إلى حد اليوم، هناك مشكل تهيئة الأحياء المتضررة إلى حد الخراب، مثل: »بابا سعد«، »مرماد«، »الغابة« إلخ... فالأوضاع السائدة بها غير مقبولة على الإطلاق'' -مضيفا- ''صحيح أن الأشغال جارية لكنها تسير بوتيرة بطيئة جدا كالسلحفاة ، كما أن نصف المتضررين تقريبا لم يتلقوا تعويضاتهم التي أقرتها الحكومة عن الخسائر التي لحقت بمنازلهم وممتلكاتهم، فيما اكتفى آخرون باستلام سوى 50 ٪ من التعويضات، فضلا عن وجود أخطاء في قوائم المنكوبين والمتضررين''.
محرزي صالح (عضو المجلس الشعبي الولائي، وعضو لجنة الصحة): ''صحيح أن الدولة قدّمت الكثير الكثير للمنطقة، وكل من ينكر ذلك فهو جاحد لئيم، وليس أدل على هذا من الأرقام الخيالية للمبالغ المالية التي رصدتها الدولة مشكورة لمحو آثار الكارثة وإعادة إعمار المنطقة، لكن عندما ترى الواقع على الأرض فإنك تصاب حتما بالصدمة الممزوجة بالمرارة والأسى،،،، إنها مجرد أوهام وأضغاث أحلام ليس إلاّ؟
واستطرد يقول: »بصفتي منتخبا، تدخلت يوم 23 جويلية في الدورة السنوية للمجلس الشعبي الولائي، وتحدثت بصراحة بما يمليه عليّ الواجب والغيرة على المنطقة التي هي جزء لا يتجزء من وطني.. ويفرضه عليّ الواقع المعاش، وقلت بصريح العبارة إن الحديث الذي يروّج له هنا وهناك ومفاده أن الأمور عادت إلى مجراها الطبيعي بعد الكارثة هو كلام غير صحيح، يفقتد إلى الدقة والموضوعية، ويكفي القيام بجولة بسيطة وسريعة في الواحة بمدينة غرداية، وبأحيائها المتضررة لنكتشف الحقائق والواقع المر وزيف تصريحات المسؤولين المحليين«.
وتساءل ذات المتحدث عن مصير الطلب الملح للمواطنين المتضمن إنجاز بيوت جديدة بدل التي تهدّمت بتصميم معماري على غرار نموذج »بني يزقن« أو »قصور غرداية«، بهدف المحافظة على الطابع التراثي الذي تختص به المنطقة والمصنف من طرف منظمة اليونسكو وخصوصية السكان من المذهب الإباضي بصفة خاصة«؟
وأوضح بهذا الخصوص أن والي الأغواط عندما كان ينوب الوالي الحالي لغرداية أثناء تواجده بالخارج للعلاج، استحسن هذه الفكرة التي كانت ستأخذ طريقها إلى التجسيد قبل أن يعود السيد فهيم للجلوس على كرسيه بمكتبه الفخم ويستعيد سلطاته وصلاحياته لإكمال مهمته على رأس ولاية صعبة بالنظر إلى خصوصيتها وتركيبتها السكانية! تتطلب الحوار للإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة مع أعيانها ووجهائها، والتنسيق معهم من أجل التواصل، وفي ذلك خير ضمان لإرساء السلم واستتباب الأمن ودعم مسيرة المصالحة الوطنية.
ونأمل أن تكون الدروس قد استخلصت من هذه الكارثة الطبيعية التي قدّرت أضرارها بقيمة تناهز 250 مليون أورو، أي 20 مليار دينار فقط في البنية التحتية و5 مليارات دينار أضرار الأملاك الخاصة وفي الفلاحة.
أرقام ،، و أصداء
❊أسفرت الفيضانات حسب وثيقة رسمية أعدتها مصالح ولاية غرداية، مؤرخة يوم ال 31 ماي 2009 عن 43 حالة وفاة وثلاثة مفقودين و 788 جريح.
❊ مست عملية الخبرة التقنية لتقييم مدى الأضرار من عدمها، التي لحقت بالسكان 16961 سكن، تم معاينتها باستثناء المنازل المصنفة في الخانة الخضراء، أما مجموع عمليات المعاينة التقييمية مست 23995 منزل مصنفا ما بين ( أخضر 2 ) و(أحمر5 ).
❊ بلغ مجموع ما تسلمته ولاية غرداية من مواد غذائية غداة الكارثة 926 . .6121 طن وزع منها 6081,081 طن على العائلات المنكوبة والمتضررة المقيمة بمراكز الايواء وحتى في مقر سكناهم فيما وزعت الكمية المتبقاة على منكوبي الفيضانات، التي شهدتها مدينة المنيعة يومي 20 - 21 جانفي لهذا العام.
❊ 1619 ممن تضررت سكناتهم من مجموع 2585 سجلوا أنفسهم للحصول على إعانة الدولة المقدمة من طرف الصندوق الوطني للسكن، وتقدموا بملفاتهم الى الدوائر التي ينتسبون إليها إقليميا.
ومن مجموع 2725 شاليه، تسلم 1368 مفاتيحها لكن المشغول منها بالضبط هو 968 فقط.
وحسب ذات الاحصائية، فإن 1709 بيت جاهز، أي ما يمثل 70 . 62 ٪ لاتزال غير مأهولة بأصحابها الى حد الآن.
❊ بلغ عدد العائلات التي مكنتها السلطات الولائية من الايواء مؤقتا في مراكز استعجالية غداة الكارثة 1026 عائلة منكوبة ومتضررة وهذه المراكز تقع بكل من غرداية ومتليلي.
❊ من ضمن 28 هيكل صحي على مستوى إقليم الولاية، تضرروا أثناء الكارثة، تم اعادة تشغيل 25 هيكلا، فيما أصبح (3) منها خارج الخدمة وفق تقرير خبراء المركز التقني للبناء ( CTC).
❊ تقوم حاليا 270 مقاولة بانجاز 2000 وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي ايجاري موزعة على 6 بلديات، وصلت نسبة الأشغال بها الى ما يناهز 55 ٪ ، ويتوقع المسؤول الأول عن القطاع في الولاية، أن يكون عدد لا بأس به من هذه السكنات جاهزا قبل نهاية السنة الجارية، أما أغلب حصة من هذه السكنات فيجري انجازها بمنطقة واد نشو البعيدة عن وسط غرداية بنحو 20 كم.
❊ أثرت الأحداث المؤسفة التي عرفتها بريان على سير تقدم أشغال 150 سكن اجتماعي ايجاري، بحيث لم تبلغ حسب التقديرات الرسمية خلال النصف الأول من هذا العام سوى نسبة 67 . 41 ٪، لكن هناك أمل كبير في تدارك هذا التأخر خصوصا وأن الأوضاع الأمنية بهذه المنطقة مستقرة و مشجعة.
❊ كلف انجاز 2750 شاليه ميزانية الدولة 700 مليار سنتيم ويشمل المبلغ التجهيزات المنزلية المرفقة بها، وهذه الحصة الاجمالية من البيوت الجاهزة هي من انجاز ست شركات عمومية متخصصة، وغيرها، وذلك خلافا لما قيل وتردد بهذا الموضوع، هذا ما أكده لنا مدير السكن والتجهيزات العمومية علي مستوي الولاية السيد محمد بركون.
❊ شملت إعانات الايجار، وقدرها 12 ألف دينار شهريا 274 1 عائلة وقد تم صرفها لمدة ثلاثة أشهر فقط وكلفت خزينة الدولة 7 . 78 مليون دينار لتتوقف بعد انجاز الشاليهات مباشرة، ولم يكن من الممكن الاستمرار فيها، إلا في حال عدم استيعاب الشاليهات لكل العائلات المنكوبة والمتضررة.
❊ فضل 649 ربّ عائلة منكوبة الحصول على سكنات ذات طابع اجتماعي ايجاري بدلا من اعانة الدولة والمحددة ب 100 مليون سنتيم المخصصة في برنامج 3000 وحدة سكنية ريفية، وقد استفاد من هذه الاعانة الى حد اليوم 1614 من مجموع 3389 صنفت منازلهم في الخانة الحمراء أو هدمت.
❊ تعكف مديرية البناء والتعمير حاليا على اعادة النظر في كل الدراسات المتعلقة بالبناء بالمنطقة من حيث التربة، والتهيئة وكذا مخططات شغل الآراضي الصالحة للتعمير، حتى تتماشى والعوامل الجديدة التي خلفتها الكارثة وعلى ضوء هذه الدراسات، تم اختيار 14 موقعا لاقامة البناء الجاهز، و15 للسكن الاجتماعي الايجاري، و21 للبناء الريفي.
❊صرفت مديرية التعمير والبناء 210 مليار سنتيم في نقل الأوحال والردوم وفي أشغال التهيئة وقام بهذه العملية على مستوى مجموع المناطق المنكوبة 371 مقاولة.
❊ ما تزال أحداث بريان تطفو على المشهد اليومي في المنطقة، هذا ما يلاحظه من الوهلة الأولى العابر الزائر للمدينة من خلال التواجد المكثف لرجال الأمن الوطني المتمركزين رفقة عدتهم، وعتادهم في عدة نقاط استراتيجية من الشارع الرئيسي، الفاضل بين سكان المذهب الإباضي، والمذهب المالكي، وينتظر أن يتدعم سلك الأمن الوطني ببريان بإنشاء أربع محافظات للشرطة الجوارية، وأخرى للشرطة المتنقلة ومقر لأمن الدائرة يجري انجازهم ويتوقع تدشينهم قريبا.
ويشارك رجال الدرك الوطني في السهر على أمن المواطنين وسلامتهم واستتباب الأمن بالمنطقة، حيث كانت هذه المهام من صلاحياتهم فقط دون غيرهم، قبل اندلاع الأحداث المؤسفة فيها، والتي باتت اليوم من الماضي.
❊ يزور منذ الأسبوع الماضي ولاية غرداية عضوان من جمعية التبليغ والإرشاد العالمية، قادمين من الهند، ضمن جولة يقومان بها في بعض مناطق البلاد، من أجل تبليغ الدعوة الاسلامية، وكانت غرداية محطتهما الأولى، حيث استضافهما أعضاء من هذه الجمعية التي لها فرع في الجزائر.
❊ إنتشرت في المدة الأخيرة على مستوى إقليم الولاية وخصوصا في مدينة غرداية ظاهرة سرقة الدراجات النارية بشكل مقلق ويبدو أن أفراد هذه الشبكة التي تنشط بالمنطقة لها إمتداد مع شبكة أخرى بولاية ورقلة.
❊رغم أن فترة اشرافه على تسيير ولاية غرداية، كانت لأسابيع قليلة فقط، خلال تواجد السيد يحيى فهيم في الخارج للعلاج إلا أن ، والي الأغواط الذي ناب عنه ترك انطباعات طيبة لدى العديد من الذين تعامل معهم بحكم مناصبهم، وكذا الأمر بالنسبة للمنتخبين المحليين ولأعيان ووجهاء المنطقة، هذا ما أكده لنا أعضاء من مجلس الأعيان ومسؤولون تنفيذيون محليون.
❊ يلاحظ الزائر لمدينة غرداية المحافظة كل مساء طوابير تنتظر في المركز المرخص له إستلام حصة ''أم الخبائب''، يقع بالقرب من الشاليهات، التي شاع أن الكثير منها تحولت الى وكر للفساد والجريمة.
❊ أخلت قوات التدخل السريع للدرك الوطني يوم الاثنين الماضي نحو 100 بيت جاهز تقع بواد نشو اقتحمت قبل شهر رمضان بالقوة، وقد استغرقت عملية الإخلاء التي جرت في ظروف عادية يوما كاملا بسبب توزع الشاليهات المقتحمة بالمنطقة على خمسة مواقع.
❊ يعتمد بعض المقاولين الخواص على المهاجرين غير الشرعيين من بلدان افريقية مجاورة ( مالي بالخصوص ) لانجازمختلف الأعمال البسيطة ضمن المشاريع المسندة إليهم، وغالبا ما تكون هذه الأعمال التي ينفذها هؤلاء المهاجرين الذين يتخذون من الأسواق الشعبية مكانا لتجمعاتهم شاقة ينفر منها أبناؤنا.
❊ يتردد في الشارع الغرداوي أن أحد المنتخبين مكن أقاربه من 8 شاليهات دفعة واحدة. كما يتردد أن منتخبين محليين في الڤرارة ومتليلي تدخلوا مستغلين نفوذهم لوضع أسماء من أفراد عائلاتهم ضمن قوائم المستفيدين من السكنات الجاهزة.
❊ أثنى مجلس أعيان العطف على مدير التربية بالولاية على صبره وتحمله وفتح الحوار والتشاور معهم ومع أولياء التلاميذ وكذا الأمين العام للمديرية وذلك خلال الفترة التي قرر فيها أولياء التلاميذ مقاطعة الدراسة بعد الدخول المدرسي لهذا العام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.