رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الحصار المفروض على المسجد الأقصى منذ أكثر من أسبوع وأعادت فتح البوابات المؤدية للحرم الشريف، وكانت منطقة رأس العامود في القدسالمحتلة قد شهدت مواجهات عقب صلاة الجمعة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين يحتجون على الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة وحول الأقصى قد أسفرت عن وقوع إصابات واعتقال أشخاص. وتصاعد التوتر قبل أسبوعين عندما حاول متطرفون يهود اقتحام المسجد الأقصى ثم اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع محتجين فلسطينيين حاولوا الدفاع عن المسجد واعتصموا فيه. وسبق رفع الحصار وقوع مواجهات بمنطقة رأس العامود في القدسالمحتلة بين قوات الاحتلال وفلسطينيين يحتجون على الإجراءات الأمنية المشددة في المدينة المقدسة واستمرار حصار الأقصى. وقال مراسلون في القدس، إن المواجهات شهدت حالة من الكر والفر بين المحتجين وقوات الاحتلال، وأشاروا إلى أن مستعربين دخلوا الحي متخفين بزي صحفيين واعتقلوا عددا من المحتجين، وهو ما أدى لاحقا إلى تعرض الصحفيين الحقيقيين للضرب من قبل أهالي المنطقة الغاضبين. وتلبية لنداء نصرة الأقصى شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات منفصلة دعت إليها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في قطاع غزة والضفة الغربية تنديدًا بالإجراءات الإسرائيلية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، تخللتها انتقادات متبادلة. ومن ناحية ثانية، وصل إلى القاهرة مساء الجمعة وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة قادما من سوريا في زيارة لمصر تستغرق يومين. وفيما أكدت حماس حرصها على المصالحة الفلسطينية، فإن مصادر تحدثت عن إمكانية تأجيل اتفاق المصالحة المقرر التوقيع عليه بالقاهرة، أواخر الشهر الجاري. وأكد المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أن حركته لم تتراجع عن موقفها من الحوار الوطني الفلسطيني أو عن التزاماتها السابقة مع المسؤولين المصريين، لكنه أشار إلى أنّ تداعيات تأجيل النظر في تقرير القاضي ريتشارد غولدستون الخاص بالحرب الإسرائيلية ضد غزة يلقي بظلال كثيفة على آفاق الحوار. وقال أبو زهري نؤكد تمسكنا بالحوار وكل التفاهمات التي توصلنا إليها مع المسؤولين المصريين لإبرام اتفاق المصالحة، ولا تراجع عن هذا الموقف، والحديث الذي يجري الآن حول عدم ملاءمة الظروف الحالية لعقد لقاءات مع أشخاص تورّطوا مع الاحتلال على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب قال إن أي إرجاء لمحادثات المصالحة سيكون خطأ. واتهم الرجوب حماس باستخدام النزاع حول تقرير غزة كذريعة لنسف اتفاق للوحدة الفلسطينية. وأكد الرجوب أن فتح حريصة على الحوار، داعيا حركة حماس إلى وقف ما سماه التحريض على الرئيس الفلسطيني. وكان مقررا عقد اجتماع للفصائل الفلسطينية في مقدمتها فتح وحماس بالقاهرة في الفترة من 24 إلى 26 أكتوبر الحالي لتوقيع اتفاق يتوج أكثر من عام من الجهد الدبلوماسي لمسؤولين مصريين سعوا لرأب الصدع في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية. وكان حشد غاضب تجمع في غزة يوم الأربعاء ورشق صورة لعباس بالأحذية واتهمه بالخيانة، ولكن أنصار حركة فتح اتهموا حماس بتأجيج الشعور الشعبي ضد أكبر خصم سياسي لها. وفي شأن طلب تأجيل التصويت في مجلس حقوق الإنسان تكافح فتح الآن لتصحيح ما اعترف مساعدون لعباس بأنه كان خطأ دبلوماسيا.