استفتاء تقرير المصير الخيار الحتمي لتجنّب المنطقة التوتر والتّهديدات قال عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ومنسّقها مع بعثة المينورسو، محمد خداد في حوار مع «الشعب»، أنّ انسحاب القوات المغربية من الكركرات لا تعني شيئا، لأن المنطقة جزءاً من الكل ولا يجب أن تكون الشّجرة التي تغطّي الغابة. واعتبر عضو الوفد الصّحراوي المفاوض أنّ الأمين العام للأمم المتحدة لم يتطرّق بعد إلى جوهر القضية الصحراوية، مؤكّدا ثبات شعب الساقية الحمراء ووادي الذهب على حقّه في الاستقلال معتمدا مسعى السلم بدل الحرب للانتصار لقضيته العادلة. الشعب: أعلن الاحتلال المغربي، الأحد، عن سحب أحادي لقواته من الكركرات، كيف تلقّت جبهة البوليساريو هذه الخطوة، بعدما أدانت طيلة الأشهر الماضية تواجد هذه القوات واعتبرته خرقا فاضحا لوقف إطلاق النار؟ محمد خداد: الانسحاب المغربي من الكركرات لا معنى له، لأنّ المنطقة ليست إلا جزء من الكل، والكل هو مساعي الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، والمغرب رفض تنظيم الاستفتاء وعرقل المفاوضات ويرفض التعامل مع المبعوث الشخصي الأممي، وكذلك طرد المكون المدني والسياسي للمينورسو، وينتهك يوميا حقوق الإنسان ويستغل ثروات الصحراء الغربية، هذا هو الجوهر حقيقة ولا يمكن أن تكون الكركرات الشجرة التي تغطي الغابة. المغرب هو الذي يعرقل منذ 26 سنة مسار الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار وتطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، إذا هذا التراجع للقوات المغربية بمئات الأمتار لا يعبّر حقيقة عن إرادة سياسية ولا عن احترام القانون الدولي ولا الشّرعية، ويبقى مسؤولا عن تصرّفاته. ❊ هل ستقوم قوات الجمهورية العربية الصّحراوية بالانتشار في المنطقة التي انسحب منها الجيش المغربي؟ ❊❊ الكركرات منطقة محرّرة أراد المغرب أن يخرق وقف إطلاق النار بالتواجد بها، ويعبد الطريق ما بين جدار العار والحدود الموريتانية. أما بالنسبة لقواتنا ممكن أن تكون هناك دوريات ولكن القضية ليست إحلال محل المغرب أو شيء من هذا القبيل، فهذه أرضنا وجزء من ترابنا ونكون أينما شئنا في هذه الأرض. ❊ قبل يومين من انسحاب القوات المغربية، اتّصل الملك محمد السادس بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، شاكيا خطورة الوضع بالمنطقة، مهدّدا باللّجوء إلى استخدام القوة العسكرية ليقوم فجأة بسحب قواته، بماذا تفسّرون هذه التصرفات؟ ❊❊ الملك يعمل بأوامر أسياده، وفرنسا هي من أمرته بالانسحاب بالتنسيق مع الأمين العام للأمم المتحدة، على كل حال المبرّر الذي قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة بأنّه يجب أن تستمر التجارة ولا تعرقل، فهذا خرق لوقف إطلاق النار وخرق للوضعية القانونية للصحراء الغربية لأنّه لما جاءت الأممالمتحدة عام 1991، لم تكن هناك لا طريق ولا اقتصاد ولا مرور للتجارة. الملك حاول أن يشد الحبل، وتأكّد أنّ الشّعب الصّحراوي والجبهة الشّعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مصرّين على موقفهم لأنّ الشّرعية والقانون الدولي ومقتضيات مخطّط التّسوية وتصفية الاستعمار كلّها إلى جانبنا مع أنّنا لا نهدّد بالحرب ولا نسعى إلى الحرب، نحن مسعانا هو السلم المبني على أساس القانون والشرعية الدولية. ❊ كيف تلقّيتم تهديده الصّريح باللّجوء إلى استخدام القوة العسكرية؟ ❊❊ مجرد تهديد، وهو يعي أنّ هناك مخاطر كبيرة بالنسبة للأمن والسلم في المنطقة رغم أن المغرب يحتل أجزاء من الجمهورية العربية الصحراوية. ❊ التوتر النّاجم عن منطقة الكركرات كان أول اختبار بالنسبة للأمين العام للأمم المتحدة الجديد أنطونيو غوتيرس، كيف تعلّقون على تعامله مع القضية؟ ❊❊ تصرّف الأمين العام الأممي إجحاف في حق القضية الصحراوية، ولم يأخذ الأسباب بعين الاعتبار، لأنّ المغرب يرفض الاستفتاء ويرفض التعاطي مع الأممالمتحدة واستئناف المفاوضات وينتهك حقوق الإنسان. الأمين العام للأم المتحدة لم يذكر شيئا من هذا القبيل ولخّص القضية في موضوع الكركرات، في حين أن هذا الأخير لا يجب أن يكون الشّجرة التي تغطّي الغابة، لذلك نعتبر أن غوتيرس تسرّع في حكمه و لم يصب، لأنه تجاهل العمق وحاول أن يعالج العواقب في وقت أنه يجب معالجة الأسباب المتمثلة في غطرسة المغرب وتعنّته ورفضه للانسياق للشرعية الدولية، وعدم تطبيقه لقرارات مجلس الأمن والأممالمتحدة. ❊ المغرب انضم إلى الاتحاد الإفريقي الذي تعتبر الجمهورية العربية الصّحراوية أحد مؤسّسيه، إلى أي مدى يمكن أن تساهم هذه المرحلة الجديدة في دفع مسار التّسوية؟ ❊❊ دور الاتحاد الإفريقي وميثاقه الذي وقّعه المغرب ينص على ضمان احترام الحدود المورثة عن العهد الاستعماري، وبالتالي يجب انسحاب الاحتلال واحترام حدود الجمهورية العربية الصحراوية. والمغرب يحتل دولة عضو في الاتحاد الإفريقي، وهو ملزم أن يحترم الحدود الموروثة عن الاستقلال، وبالتالي انسحابه لا يجب أن يقتصر عن الكركرات بل يجب أن يشمل كل تراب الجمهورية العربية الصحراوية.