اشرف، وزير التكوين والتعليم المهنيين الدكتور الهادي خالدي، امس، بقسنطينة، على افتتاح دورة التكوين اكتوبر 2009 / 2010 التي سجلت انضمام ما يناهز ال 350 الف متربص جديد، وهو الدخول الثاني، اذ ان الدورة الاولى التي انطلقت يوم 13 سبتمبر الماضي كانت تخص المتربصين القدامى، بما يرفع العدد الاجمالي للمتربصين الى نحو 700 الف. ويمثل القطاع بالنسبة للمتربصين والمتكونين فرصة للدخول في الحياة العملية مسلحين بالتكوين المتعدد الاختصاصات الذي بات يعول عليه كثيرا اليوم من حيث تمكين الآلة الصناعية والانتاجية باليد العاملة المدربة والمؤهلة. كما يلعب قطاع التكوين والتعليم المهنيين دورا في خلق امكانات استحداث مهن جديدة بفضل التخصصات العديدة التي يتيحها تماشيا مع سياسة النهوض بالتشغيل، وقد اتخذ خلال السنوات الاخيرة بالخصوص بعدا آخر واكتسب مفهوما مغايرا للمفهوم الكلاسيكي للتكوين. ولعل في اثراء وتوسيع القطاع الى مجالات وتخصصات اخرى ذات الصلة بالمشاريع الكبرى التي يجري انجازها في بلادنا خير دليل على التوجه الجديد الذي ينتهجه. ويكتسي التكوين والتعليم المهنيين في بلادنا اهمية منفردة تكريسا لثوابت وخيارات وطنية اساسية قوامها نشر ثقافة التكوين والتمهين حتى يكون الى جانب التربية طبعا اعدل الاشياء توزيعا بين ابناء الجزائر وبناتها، وضمان التكوين الافضل للموارد البشرية باعتبارها اثمن ثروة ورصيد. واليوم وقد كسبت المجموعة الوطنية رهان الكم في المنظومة التكوينية، وبدأت السياسة المنتهجة تحقق نتائج ملموسة، وكرست المساواة بين الجنسين ازاء حق التعليم والتكوين، فان اولوية المرحلة القادمة تتمثل في كسب رهان الجودة والامتياز. وعلى هذا الاساس ترتكز التوجهات المستقبلية الى مستوى يؤهل القطاع لمقتضيات الحداثة ويمكنه من مواكبة مقتضيات العصر واكتساب القدرات التي تعد الشباب لظروف الغد ومعطياته. وبقدر حرص الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على ارساء الاصلاحات والتدابير الرامية الى الدخول بالمنظومة التكوينية في طور جديد من التحديث والتطوير، فانه يولي اهمية فائقة لاشراك كافة الاطراف المعنية والمهتمة في مجهود تجويد اداء المعاهد والمراكز وتعزيز مقومات مجتمع المعرفة. وكان قد اعلن في خطابه بسيدي بلعباس على جملة من الاجراءات والتدابير المحفزة لفائدة القطاع والمتربصين من ضمنها الرفع من منحة التربص التي تهدف الى المساهمة في الارتقاء وتحقيق مزيد الجودة في المنظومة التكوينية، ترتكز في تعزيز قدرات الشباب على المبادرة والابتكار ومواكبة التغيرات، والتمسك بناحية الحداثة واستيعاب المعارف المتطورة تدفع بنسق التشغيل.