والي: إشراك المعاقين في النسيج الاجتماعي محاربة للتهميش وقعت شركة المياه والتطهير للجزائر «سيال»، أمس، مع عديد الجمعيات والهيئات الوطنية الناشطة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة، اتفاقيتي تعاون وشراكة، تهدف الأولى إلى إصدار الفواتير للمكفوفين بلغة «البراي» والثانية إلى توظيف المعاقين في شركة «سيال» عبر كل وكالاتها، في إطار إشراكهم في الحياة والنسيج الاجتماعي. في كلمته، أكد وزير الموارد المائية والبيئة عبد القادر والي، الذي أشرف على توقيع الاتفاقيتين، أن العملية تهدف أساسا إلى إشراك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي، إضافة إلى محاربة التهميش الذي يتعرضون له داخل المجتمع. أوضح والي خلال التوقيع على الاتفاقيتين، أمس، بمقر المديرية العامة ل «سيال» بالعاصمة، أن محاربة التهميش الذي يطال فئة المعاقين ينطلق أساسا من إشراكهم في عالم الشغل، وهذا بمنحهم فرصة المشاركة في الحياة العامة، داعيا إلى فتح المجال للمعاقين في كل القطاعات وتوفير وسائل تنقلهم وولوجهم مختلف الهيئات. وثمن الوزير الإجراء الخاص بكتابة الفواتير بطريقة «البراي» للمكفوفين، الذي سيحسن أداءهم، قائلا: «هي خطوة أولية ستليها مبادرات في المستقبل، يتم عبرها فسح المجال للأشخاص المعاقين في التوظيف أكثر والاستفادة من آليات تقدم لهم خدمات تراعي وضعهم البدني». وذكر والي، أن التوقيع على الاتفاقيتين يأتي تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يؤكد على أهمية العلاقة التشاركية بين المؤسسات الاقتصادية والمجتمع المدني، لاسيما في المجال الاجتماعي، الذي تصب الاتفاقية في مجمله. في هذا الإطار، دعا والي إلى فتح باب التشغيل للمعاقين في كل القطاعات والعمل على توسيع ثقافة تحسين محيطهم، على غرار وسائل النقل والأرصفة والطرق، مؤكدا أن برنامج وزارته في هذا القطاع طويل المدى وستنتج عنه مشاريع مماثلة. وبموجب الاتفاقية تم توظيف 4 معاقين بعد التوقيع على برتوكول التعاون مباشرة. في هذا السياق، أكد جون مارك يان، الرئيس المدير العام لشركة المياه والتطهير للجزائر «سيال»، أن توظيفهم من بين استراتيجيات المؤسسة مع الشركاء الاجتماعيين، معلنا عن عمليات مماثلة في المستقبل. وأضاف، «يان» أنه سيتم بموجب الاتفاقية القيام بإنشاء سجل وطني خاص بإحصاء المكفوفين على المستوى الوطني قصد كتابة فواتيرهم بلغة «البراي»، إضافة إلى مواصلة إنجاز أرصفة ومداخل على مستوى الوكالات التجارية لتسهيل ولوجهم والتنقل بأريحية وذلك بالشراكة مع جمعيات ذوي الإعاقة. كما أكد «يان»، أنه سيتم وضع خلية خاصة على مستوى خدمة الزبائن تتصل آنيا بزبائنها المكفوفين وترد على انشغالاتهم دون التنقل إلى الوكالات، معتبرا أن عملية توظيف المعاقين ليست جديدة، لكن سيتم تعميمها بشكل دوري، لمنحهم فرصة الانسجام في المجتمع، معتبرا ذلك مقاربة اجتماعية تحتاج إلى فترة طويلة. ولقيت مبادرة «سيال» تثمينا من طرف الجمعيات الناشطة في مجال ذوي الإعاقة. في هذا الصدد، ثمن ياسين ميرة رئيس الجمعية الوطنية للتربية والتشغيل والتضامن مع المعوقين، المبادرة قائلا: «إنها تشجيع للفئة وتسهيل للحياة من خلال تخفيف جزء من المعاناة اليومية عن المعوقين»، داعيا إلى هكذا مبادرات في كل المجالات لرفع الغبن عن فئة حساسة في المجتمع. بدورها قالت فلورا بوبرقوط رئيسة الجمعية الوطنية لمساندة ذوي الاحتياجات الخاصة، إن 4 آلاف معوق على المستوى الوطني يعانون يوميا جراء حالتهم الاجتماعية، معتبرة توظيفهم في قطاع الشغل بصيص أمل في الحياة، مثمنة مبادرة كتابة الفواتير بلغة «البراي»، داعية إلى تسهيل وصولهم إلى مكاتب الاقتراع تزامنا مع الانتخابات التشريعية للتعبير عن أصواتهم واختيار ممثليهم. من جهته أشاد مصطفى زبدي، رئيس الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، بمبادرة «سيال» قائلا: «إنها أول مؤسسة تضع هذا المشروع وهو دليل على الاعتراف بحق المعرفة للجميع وهي خطوة كبيرة للاعتراف بحقوق المستهلكين من المعاقين»، داعيا إلى تعميم المبادرة إلى مؤسسات اتصالات الجزائر والبريد وغيرها من المؤسسات الاقتصادية. وتأتي مبادرة «سيال» تزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يصادف 14 مارس من كل سنة، حيث تعتبر المبادرة خطوة للرفع من معنويات الفئة التي تعاني اجتماعيا.