في إطار الزيارات الميدانية للوقوف على مدى تقدم المشاريع التنموية في مختلف بلديات الولاية ال ,21 و التي مكنت من تحقيق العديد من الانجازات و المشاريع المسطرة في البرنامج الخماسي 2005 2010 في كل القطاعات بدون استثناء، بما فيها تلك التي في طو ر الإنجاز المسجلة لسنة ,2004 رافقت ''الشعب'' السلطات المحلية في زياراتها الميدانية، وحاورت إثرها والي الولاية السيد مبروك بليوز. و قبل التعرض إلى فحوى هذا الحديث، يجدر بنا أن نذكر قراءنا الكرام بأن ولاية خنشلة رتبت الأولى من حيث عدد المواطنين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بنسبة أكثر من 90 في المئة، و ذلك بفضل العمل الجواري و التحسيسي الذي قامت به سلطات الولاية. و فيما يلي نص هذا الحديث: س: كيف توصلتم إلى معاجة الملف الشائك الخاص بالنزاعات القائمة بين العروش حول صحراء النمامشة و النزاعات الأخرى التي كانت تنشب هنا و هناك. ج : »النزاعات التي كانت قائمة منذ القدم بين الفلاحين والمستثمرين بصحراء النمامشة المعروفة وطنيا بجودة منتوجاتها وأراضيها الخصبة قد حلت نهائيا منذ لقاء شهر رمضان الكريم ,2009 بحضور كل أعيان المناطق الثلاث وهي المحمل، أولاد رشاش ، بابار، حيث كلفت شخصيا بالإشراف على الموضوع و تطبيق العرف، كوني على دراية تامة بهذه المواضيع. و في هذا الاطار كلفنا المصالح المختصة ذات علاقة بإخراج المستثمرين المستفيدين من أراضي النفايض التي ترجع ملكيتها أساسا لعرش النمامشة، و تم إنجاز محيطات من 10 آلاف هكتار لتوزع على طالبي الاستصلاح من البلديات الثلاث، و أمرنا بعدم تسليم أي قرار استفادة جديد مع القيام بمسح كل الاراضي من طرف المصالح المعنية، و انجاز سوق بالجملة بالمنطقة لتسهيل بيع منتوج الفلاحين في أحسن الظروف، بما يساعدهم على كسب رزقهم و يشجعهم في ذات الوقت على العمل أكثر من أجل منتوج أوفر يعود بالفائدة عليهم و على المجتمع«. س: هل لنا أن نعرف مدى تقدم الآشغال في إنجاز المشاريع خاصة التنموية التي استفادت منها الولاية في اطار البرنامج الخماسي و برنامج الهضاب العليا؟ ج : »تقريبا كل المشاريع منجزة و لم يتبق منها سوى القليل، و نأمل استلامها نهاية السنة، و هذه المشاريع تمس كل القطاعات دون استثناء، وهي ثمار مجهودات قمنا بها سابقا و ما زلنا حتى فيما يخص المتبقي من المشاريع المسجلة عام .2004 و لا تزال بعض المشاريع بحاجة إلى بعض الأشغال البسيطة لاستكمالها مثل: التهيئة والانارة، و قد كلف بتنفيذها حوالي 600 مقاولة مصغرة حديثة النشأة يديرها شبان، ونحن الأن بصدد إجراء اللمسات الاخيرة لتقديم ملف للبرامج الجديدة التي ستكون انطلاقتها بقوة، وبالإضافة الى هذه المقاولات الشبانيةالمصغرة يقوم بتنفيذ الأشغال مؤسسة '' BATIMCO '' التي أسند إليها إنجاز المشروع الضخم للثكنة العسكرية، بعد تحويلها من قلب مدينة خنشلة الي خارجها بطريق انسيغة، و هي نفس المؤسسة المكلفة ببناء 18 قاعة رياضية بمساعدة مؤسسة خاصة«. س: ما هي مجمل الانجازات السكنية بالولاية في محتلف الأنماط؟ ج: استفادت ولاية خنشلة ضمن مختلف البرامج السكنية مما يفوق 83 ألف سكن، خصص منها 3 آلاف للبناءات الهشة،و 17 ألف بناء ريفي و 3000 سكن اجتماعي ايجاري، إضافة إلى السكن التساهمي ، والشيء الملفت للإنتباه هنا نوعية الانجاز الجيدة الخاصة بالسكنات. و أؤكد أن توزيع السكنات مستقبلا لن يتم إلا بعد الإنتهاء من إنجازها كاملة من حيث التهيئة و الغاز و الكهرباء و الصرف الصحي، تفاديا لأي احتجاج من طرف المواطنين. و قد تم انجاز أكثر من 14460 سكن في جميع الأنماط من سنة 99 ,2004 سلمت لمستحقيها خلال الفترة ما بين 2005 2007 تم انجاز ,10170 و ذلك تشجيعا لإعادة إعمار الريف، وتشجيع الفلاحة باعتبارها المورد الرئيسي للسكان. علما أن الولاية استفادت من 17 ألف سكن ريفي وبذلك تكون أول ولاية نموذجية للبناءات الريفية. و بفضل المجهودات التي بذلت للتخفيف من أزمة السكن بلغت نسبة شغل السكن ما بين سنوات 99 2002 : 7,2 فرد في السكن الواحد، و انخفضت النسبة سنتي 2006 2007 الى 4,9 فرد، و يتوقع أن تصل مع نهاية السنة في المدن الى 5 و أقل من 4 أفراد في السكن الواحد في الريف. س: و ما هي أهم الإنجازات الأخرى؟ ج : هناك عدة مشاريع منجزة هامة في كل القطاعات من منشآت فنية و طرقات، و هياكل هامة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المعهد الوطني للغابات و كذا مشروع المركب الرياضي الضخم الخاص بتدريبات الفرق الرياضية، و يعتبر الأول على المستوى الافريقي، و كذا المتحف الوطني للزربية ببابار، و مسرح الهواء الطلق بمدينة خنشلة، والقطب العمراني الجديد بعاصمة الولاية الذي يضم مختلف المصالح الادارية، والمستشفى الجديد (240 سرير)، والمركب الرياضي أول نوفمبر.. الخ من الهياكل و المرافق الأخرى ذات الطابع الاجتماعي و الثقافي و الخدماتي. س : يعتبر قطاع التكوين مفتاح باب الشغل و توفير اليد العاملة في مختلف التخصصات، ماذا أنجزتم في هذا الاطار؟ ج : لقد تم تدعيم قطاع التكوين بعدة تخصصات جديدة خاصة تلك التي تحتاج إليها الولاية، كما هو الشأن في الاشغال العمومية، البناء، والحرف اليدوية، كما ركزنا على فتح فروع في كل المؤسسات التربوية المنتشرة عبر تراب الولاية و ذلك لتكوين يد عاملة مؤهلة، على أن يتم مستقبلا تدعيمها بقروض في اطار آليات التشغيل تساعدهم على إنشاء مؤسساتهم«. س : ماهي الاجراءات المتخذة لحل مشكل العقار الذي تعاني من الولاية؟ ج : حقيقة هناك نقص كبير في العقار بالولاية ومعظمه مملوك للخواص، وعليه فقد كلفنا رؤساء البلديات بخصوص دراسة هذا الملف و التفاوض مع أصحاب هذه الغقارات لشرائها منهم بتمويل من الولاية. و قد انطلقنا في هذا السياق في أربعة مشاريع في بلدية بابار و بغاي و بعض البلديات الأخرى، بالاضافة الى استرجاع بعض العقارات من الخواص في القطب العمراني الجديد و في المناطق الثانوية«. س : ماهي الاجراءات المتخذة لتطوير قطاع الفلاحة وتحسين ظروف الفلاح؟ ج: الفلاحة أهم قطاع اقتصادي يرتكز عليه الولاية، فهو المورد الرئيسي لمعيشة السكان، كما تعتبر خنشلة منطقة فلاحية رعوية حيث استفادت من ألف مليار سنتيم لانجاز اكثر من 240 مشروع جواري كحفر الآبار وفتح المسالك والبناء الريفي، و تم غرس أكثر من مليون شجرة زيتون، و هي من أقدم الولايات المهتمة بغرس هذا النوع من الاشجار وكذا أشجار التفاح و التين و الرمان و المشمس، بالاضافة لجميع الخضروات، وتساهم ولاية خنشلة بفضل منتوجها الفلاحي الوافر بشكل كبير في تموين عدة ولايات من الوطن بما تجود به أراضيها، خاصة التفاح وزيت الزيتون، و كذا إنتاج العسل المعروف بجودة نوعيته بالمنطقة، و بلغ انتاجه أكثر من 350 قنطار هذا الموسم. و لاعطاء دفعة قوية للمورد الرئيسي للسكان وعدم اقتصارهم على سقي أراضيهم بما تجود به السماء من أمطار تم تسجيل انجاز أربع سدود كبيرة منها سد ''تاغريست'' و ''الرافوش''، و ''العرب'' و ''سد بابار'' الذي يمون عدة بلديات بالمياه. أما فيما يخص المؤسسات الاقتصادية بالولاية، فننتظر أن تعيد مؤسسة (SNLP) سابقا فتح أبوابها بعد أن حولت الى وزارة الدفاع الوطني، و ينتظر أن تشغل أكثر من 2500 فرد، و الشيء نفسه بالنسبة لشركة بروميتال، التي توجد تحت وصاية نفس الوزارة، و قد فتحت أبوابها أمام شباب و مواطني المنطقة للتشغيل. أما فيما يخص قطاع التربية، فهناك مشروع إنجاز ثانويات ومتوسطات جديدة سنستلمها نهاية سنة ,2010 لنصل الى نسبة 30 تلميذ في القسم الواحد بالنسبة للابتدائي، و 33 بالمتوسط، و 42 بالثانوي، بالاضافة الى تسجيل مستشفيين جديدين لتدعيم قطاع الصحة الذي استفاد من 5 مستشفيات، وهناك مشروع إنجاز مذبح جديد حديث بكل الوسائل الخاصة به بالمنطقة الصناعية لمدينة خنشلة، بالاضافة الى بناء مقر جديد لوكالة عقارية. وهناك ايضا مشروع السكة الحديدية الذي سيربط بين باتنةوخنشلة ومناطق أخرى. و في الأخير لا يسعني إلا أن نتقدم بالشكر لجريدة ''الشعب'' التي فتحت لنا صفحاتها لندعو من خلالها كل مواطني الولاية بالصبر والتحلي بروح المسؤولية ومساعدتنا في بناء ولاية خنشلة لتكون نموذجية، وتفعيل عجلة التنمية المحلية لتكون في مستوى تطلعاتهم و التضحيات و الجهود المبذولة من طرف الدولة.