عززت أسعار النفط مكاسبها مع نهاية الأسبوع بارتفاع قدره 5 بالمئة مدعومة بتنامي التوقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" وروسيا أحد كبار المنتجين خارج المنظمة ستتفقان على تمديد اتفاق خفض الإنتاج لمدة 6 أشهر إضافية اعتبارا من جوان المقبل بهدف تقليص فائض المعروض العالمي وتعزيز الأسعار. وسجل سعر برميل النفط برنت تسليم شهر مايو 83ر52 دولارا مع نهاية الأسبوع الماضي مقابل 51ر50 دولار الاثنين الماضي بينما قفز سعر الخام الأمريكي الخفيف تسليم شهر مايو بأكثر من 3 دولارات من 53ر47 دولارا إلى 60ر52 دولار. و يضل التفاؤل يسود الأسواق العالمية بان الأسعار ستتعزز أكثر خصوصا بعد أوصت اللجنة الوزارية المشتركة لأوبك والمنتجين خارجها خلال اجتماعها الأحد الماضي في الكويت بدراسة مقترح تمديد الاتفاق العالمي بين منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ومنتجين آخرين لخفض إنتاج النفط لمدة ستة أشهر أخرى. وقد أبدت اللجنة التي تضم ممثلين عن الجزائر و الكويت و فنزويلا و سلطنة عمانوروسيا في بيان لها "رضاها عن التقدم المحقق صوب الالتزام الكامل بتعديلات الإنتاج"، وحثت كل الدول المشاركة على المضي قدما نحو الالتزام الكامل". وقد أظهر مسح أجرته وكالة "رويترز" الأربعاء الماضي أن إنتاج منظمة أوبك سيهبط على الأرجح للشهر الثالث على التوالي في مارس في الوقت الذي حققت فيه الإمارات العربية المتحدة تقدما في تقليص الإمدادات. والى غاية شهر فبراير الماضي بلغت نسبة التزام دول أوبك و المنتجين خارجها بتنفيذ اتفاق تخفيض الإنتاج 94 بالمئة بارتفاع ب 8 نقاط مقارنة بشهر جانفي ومن المرجح أن تصل نسبة الالتزام إلى 95 بالمئة في مارس. من جانبه قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو في تصريحات سابقة إن اتفاق المنظمة مع المنتجين خارجها لخفض الإنتاج "يمضي تدريجيا لكن بشكل مطرد في طريق إعادة التوازن إلى أسواق النفط." من جانب آخر ساهم انخفاض الإنتاج في نيجيريا وليبيا اللتين أعفيتا من قيود الإنتاج في خفض إجمالي إنتاج أوبك حيث هبط إنتاج نيجيريا لأسباب من بينها أعمال صيانة مقررة في حقل بونجا. وتعرض تعافي الإنتاج في ليبيا إلى انتكاسة جديدة بعدما أوقفت احتجاجات مسلحة الإنتاج في حقلي "شرارة" و "واحة" بواقع 250 ألف برميل يوميا. وكانت أوبك و11 منتجا أبرزهم روسيا اتفقوا في ديسمبر 2016 بفيينا على خفض إنتاجهم الإجمالي بنحو 8ر1 مليون برميل يوميا في النصف الأول من سنة 2017 لاستعادة التوازن بين العرض والطلب. وقد دفع الاتفاق أسعار النفط العالمية نحو الارتفاع إلى أكثر من خمسين دولارا للبرميل لكن هذا الارتفاع شجع منتجي النفط الصخري الأميركيين غير المشاركين في الاتفاق على زيادة الإنتاج. وقالت وزارة الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري أمس الجمعة إن الطلب على النفط الخام في الولاياتالمتحدة زاد في يناير الماضي بمقدار 179 ألف برميل يوميا إلى 234ر19 مليون برميل يوميا. و لم تتجاوب الأسواق بصورة ملموسة مع بيانات أظهرت استمرار ارتفاع عدد منصات النفط العاملة في الولاياتالمتحدة خلال الأسبوع الماضي. وبحسب نفس البيانات ارتفع عدد المنصات العاملة خلال الأسبوع بمقدار 10 منصات إلى 662 منصة ليستمر ارتفاع العدد للأسبوع الحادي عشر على التوالي.