السكة الحديدية عصب الحركية الاقتصادية ورهان يجب كسبه رخصة السياقة بالتنقيط في أجل أقصاه 6 أشهر أفاد وزير النقل والأشغال العمومية بوجمعة طلعي، أن المخطط الوطني للنقل بالسكة الحديدية يضم حاليا مشاريع كبرى هي قيد الإنجاز على طول 2380 كلم، حيث ستتواصل أشغالها، رغم الضائقة المالية التي تمر بها البلاد. مؤكدا أن عملية التحديث لا تتوقف على المنشآت والمعدات فقط، بل تتعدى إلى المناهج المعتمدة في التسيير وكذا جاهزية التأطير البشري والرفع من كفاءته لتحسين الخدمات. أشرف طلعي على رحلة تجريبية على قطار خط السكة الحديدية الجديد مولاي سليسن – سعيدة الممتد على مسافة 120 كلم، وهو الخط الذي يمتد أيضا حتى ولاية تيارت على مسافة 153 كلم بسرعة 160 كلم في الساعة، حيث سيعمل على بعث الحركية التنموية وفك العزلة عن مناطق الهضاب العليا. في هذا الصدد، أكد الوزير أن المشروع هو بمثابة التحدي لأجل تنمية البلاد إقتصاديا وإجتماعيا، تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية وهو ما تحقق مؤخرا من خلال دخول عديد الخطوط الخدمة كخط بئر توتة – زرالدة، وهران – أرزيو،الثنية – تيزي وزو، مولاي سليسن - سعيدة، على أن يتواصل البرنامج لإنجاز خطوط أخرى جديدة من شأنها ربط الشمال بالجنوب، بما في ذلك إنجاز الخط الجديد للهضاب العليا على طول 1162 كلم موازي للخط الشمالي الذي يعبر معظم الولايات الواقعة بمحور الهضاب العليا، باعتباره همزة وصل بين الشرق والغرب. في ردّه عن سؤال حول مصير اليد العاملة في مشروع الخط والمقدرة بحوالي ألفي عامل، قال طلعي إنها يد عاملة مؤهلة بعد اكتسابها خبرة واسعة في المجال صنّفتها ضمن اليد العاملة ذات الكفاءة والتي سيتم الاستفادة منها في مشاريع مستقبلية، مؤكدا أن قطاع النقل هو محرك التنمية بقوله: “إننا نقوم بعصرنة النقل ليكون في خدمة الاقتصاد الوطني وباقي القطاعات، لأن التوظيف غير المباشر أهم من المباشر، بالنظر إلى الشركات والمؤسسات الناشطة في مجال نقل البضائع”. عن الخط المكهرب وادي تيلات – تلمسان، الممتد على مسافة 71 كلم مرورا بإقليم سيدي بلعباس، أبرز طلعي أن نسبة الأشغال به حاليا تقدر ب73 من المائة، بعد استئناف الأشغال التي عرفت تأخرا السنوات الماضية بسبب مشاكل تقنية. ومع ودخول المشروع حيز الخدمة، سيمكن من تحقيق تنمية محلية حقيقية وهو الذي من شأنه تمكين القاطرات من بلوغ سرعة تعادل 220 كم في الساعة. وتضمن برنامج الزيارة أيضا، معاينة ورشات المؤسسة الوطنية للسكك الحديدية، أين وقف على برنامج تحديث وتجديد 202 قاطرة قديمة تعود لفترة سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بغلاف مالي فاق 8 ملايير دينار، منها 74 قاطرة للسفر نهارا تضم 18 قاطرة مستوى أول و56 قاطرة مستوى ثان، يعود تاريخ تصنيعها لسنة 1985، 33 قاطرة خط كبير للسفر ليلا، منها 10 قاطرات مستوى أول و23 قاطرة مستوى ثان تفوق أعمارها 30 سنة، فضلا عن 9 قاطرات أخرى تحتوي مطاعم. ترامواي سيدي بلعباس عملي رسميا يوم 5 جويلية كشف طلعي عن دخول ترامواي سيدي بلعباس حيز الاستغلال التجاري في 5 جويلية القادم، بعد بلوغ المشروع مراحله النهائية. داعيا القائمين على المشروع إلى تجاوز كل النقائص التي تم تسجيلها في مشاريع الترامواي السابقة، بكل من الجزائر، وهران وقسنطينة، مركزا في الوقت ذاته على نوعية الخدمات المقدمة للمواطن والتي يجب أن ترقى، بحسبه، إلى أهمية المشروع، باعتباره وسيلة نقل عصرية من شأنها ضمان خدمات النقل لعدد كبير من المسافرين مع إضفاء جمالية على المدينة. هذا ونوه طلعي إلى فتح باب التوظيف المحلي وإعطاء الأولوية لشباب ومواطني الولاية، خاصة وأن المشروع، مع دخوله حيز الاستغلال، سيمكن من توفير قرابة 700 منصب عمل دائم من كافة المستويات. كما أفاد بأن عمليات التكوين قد تم مباشرتها، على أن يستفيد منها جل عمال المؤسسة بداية بالسائقين، عمال الصيانة وغيرهم. رخصة السياقة بالتنقيط قريبا أشار طلعي إلى جاهزية رخصة السياقة بالتنقيط، مبرزا أنه تم تقديم 4 نصوص تطبيقية في إطار هذا القانون الجديد التي تم نشره خلال الأسبوعين الماضيين ويجري حاليا التنسيق ما بين وزارة النقل والداخلية، على أن يتم العمل بالرخصة الجديدة في أجل أقصاه 6 أشهر. موضحا أن الدور الأساسي لهذه الرخصة، يكمن في تخفيض حوادث المرور التي تفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.