طوارئ في قواعد الأحزاب السياسية والمترشحين الأحرار تابعناها أمس في أول يوم من انطلاق الحملة الانتخابية لاستحقاقات تشريعية تحمل التمايز والخصوصية باعتبارها نتاج مسار إصلاحات سياسية وتشريعات غايتها تعزيز الصرح الديمقراطي وعلاج اختلالات تجارب سابقة. وهي اختلالات عولجت بهدوء وباستقلالية قرار وطني رافعت بشأنه طبقة سياسية تعددية تريد أن تكون في طليعة التغيير ورسم معالم جزائر القرن ال21. اختلالات اتخذت في الحسبان من قبل مقرري السياسة الوطنية اعتمادا على آراء أهل الاختصاص والخبراء بعيدا عن احتكار قرار وقاعدة «أنا الكل في الكل». قادة الأحزاب الذين خرجوا إلى الميدان مقارعين الواقع الثابت والمتغير، ترجموا هذا التوجه من خلال المرافعة لبرامج انتخابية متعددة المشارب والألوان لكنها تتفق على هدف واحد: تعزيز الممارسة الديمقراطية في مرحلة تشريعية تؤسس وفق دستور خضع للمراجعة راصدا تحولات الحاضر والآتي مستشرفا التهديدات والتحديات بروح المسؤولية والتجند. قادة الأحزاب أخذوا هذا المعطى وانطلوا في حملات عبر مختلف جهات الوطن كاشفين في تجمعات شعبية ولقاءات جوارية عن مضمون خطاب وطني غايته التجند من أجل الحفاظ على المكاسب والخيارات وإصلاح ما هو في المتناول دون القبول بالانكسارات والانقلابات الفكرية. بهذا التحول الإيجابي في الخطاب السياسي الحزبي أظهر مترشحو الأحزاب وقادتهم أن انتماءاتهم واحدة ومرجعيتهم واحدة وتطلعاتهم واحدة : كيف السبيل لإقامة عرس انتخابي بإقناع المواطن بجدوى المشاركة في استحقاقات مصيرية دون السقوط في إملاءات الآخر المروج للفكر التيئيسي المولد للإحباط والنفور ضاربا على وتر العزوف وترديد العبارة المألوفة والأسطوانة المحفوظة على ظهر قلب: «كل ليس على ما يرام». من عمق الجزائر كانت هناك نبرة واحدة سمعت وصوت تعالى ردده أكثر من مسؤول حزبي : أن المقاطعة التي تتلذذ بعض الجهات التي لا تريد خيرا لبلادنا، ليست الخيار الآمن لمواصلة مسار البناء والإنماء وإعلاء شأن الجزائر في محيط جيو استراتيجي مضطرب وأزمات دولية معقدة وخارطة دولية في طور إعادة التشكيل لا تسمح بوجود وحدات سياسية هشة. وجبهات مفتوحة وتناحرات تزيد الجرح نزيفا. المشهد الدولي المفتوح على كل الرهانات يفرض وجود تعددية آراء واختلاف لكن في إطار جبهة واحدة تتقاسم فيها التشكيلات السياسية الوظيفة وتتبادل الأدوار وتتنافس على من هو أحق وأكثر قدرة على بناء الوطن وتشييد دولة المؤسسات في زمن العواصف الهوجاء والفوضى الخارقة. وقادة الأحزاب أثبتوا هذا أمس في خرجات ميدانية تتواصل على مدار 21 يوما.