في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يخصصها لنشاطات مختلف القطاعات الوزارية ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اجتماعا مصغرا خصص لتقييم قطاع البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال. وقد تضمن التقرير الذي قدمه وزير البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال بالمناسبة تقييم الأعمال التي تم مباشرتها في مجال البريد والمصالح المالية البريدية ومدى تطوير النشاطات المرتبطة بتكنولوجيات الاعلام والاتصال وكذا المحاور الكبرى للاستراتيجية الالكترونية الجزائر 2013 .إصلاح عميق لقد شهد قطاع البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية منذ سنة 2000 اصلاحا عميقا بدفع من السيد عبد العزيز بوتفليقة، إصلاح كرس بروز مجتمع المعلومات والاقتصاد القائم على المعرفة كأولوية وطنية. وقد مكن تطبيق هذا الاصلاح من تحقيق نتائج مشجعة لا سيما في مجال كثافة استعمال الهاتف النقال وبناء شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والاعلام الخاص بالشبكة البريدية والتحكم في الأداة الفضائية خدمة للتنمية المستدامة والبحث العلمي. 1 في مجال البريد والمصالح المالية البريدية: تم سنة 2007 انجاز وتشغيل 31 مكتبا جديدا وتأهيل وتطوير نحو 800 مكتب بريد من سنة 2005 الى سنة .2007 وقد سمحت هذه المساعي بتحسين ظروف استقبال المواطنين وعمل الأعوان. وقد شهدت المصالح المالية البريدية من جهتها تقدما كبيرا سواء في مجال المنشآت أو على مستوى حجم الحركة المادية والمالية. فقد باتت مراكز الصكوك البريدية تعد أكثر من 10 ملايين زبون مقابل 5 ملايين سنة 2000 وقد استلم 4,5 ملايين زبون من أصل 10 ملايين بطاقة سحب إلكتروني منذ انطلاق العملية. وفي سنة ,2007 تم ربط أكثر من 3000 مكتب بريد بشبكة الدفع الإلكتروني الجماعي الآني مقابل 900 سنة .1999 وبالموازاة مع هذه العملية عززت مؤسسة البريد شبكة آلاتها المصرفية التي كانت تعد الى غاية تاريخ 31 ديسمبر 460 ,2007 موزعا آليا للأوراق النقدية مقابل 110 سنة 1999 والشبابيك الآلية لسحب الأوراق النقدية و60 جهازا للدفع الالكتروني. 66 ألف كلم شبكة الألياف البصرية 2 وفيما يخص النشاطات المرتبطة بتكنولوجيات الاعلام والاتصال، فقد عرفت هياكل الاتصالات السلكية واللاسلكية تطورا متباينا، حسبما تعلق الأمر بالهاتف الثابت أو النقال. وبفضل نشر 12705 محطة قاعدية من طرف المتعاملين عبر التراب الوطني، فقد بلغت التغطية ونوعية خدمات شبكة الهاتف النقال مستوى معايير الشبكات العالمية الكبرى. وبفضل عدد مشتركين بلغ 27,6 مليون الى غاية تاريخ 31 ديسمبر 2007 ويوافق كثافة هاتفية تقدر بحوالي 82 بالمئة ومجموعة خدمات متنوعة وأسعار وعروض ترقوية مغرية، فإن الشبكة الجزائرية للهاتف النقال تتطور بشكل معتبر. ويتوفر مرفق الإتصالات السلكية واللاسلكية على دعائم تضمن تغطية جيدة على المستوى الوطني ومستوى ربط دولي جيد الى جانب امكانيات من شأنها أن تلبي متطلبات إشارات الاعلام متعدد الوسائط (صوت و أنترنت وتلفزيون). و قد أصبحت الشبكة الوطنية للألياف البصرية تمتد على مسافة 66 ألف كم مقابل 7000 كم سنة ,1999 فيما انتقل عدد مشتركي الهاتف الثابت من 1,7 مليون سنة 1999 الى 3,2 مليون سنة .2008 وفيما يخص نشاطات الوكالات المتخصصة في تسيير المجالات الحساسة تسيير الأمواج اللاسلكية الكهربائية والأمن البحري اللاسلكي تم التأكيد على أهمية المهام المخولة لهاتين المؤسستين التي سيتم تعزيز امكانياتهما التقنية لتمكينهما من القيام بواجباتهما الوطنية والدولية على أكمل وجه. وفي المجال الفضائي يوجد حاليا قيد الانجاز أو الاطلاق عدد من المشاريع المسجلة في البرنامج الفضائي الوطني والتي تخص نشاطات مراقبة الأرض والاتصالات السلكية واللاسلكية الفضائية . و يتعلق الأمر بمشاريع السات 1 و السات 2 أ و السات 2 ب و الكوم سات1 . وفيما يخص التطبيقات الفضائية التي تمثل أحد محاور البرنامج الفضائي الوطني التي يبنغي على الوكالة الفضائية الجزائرية تطويرها، تم اطلاق العديد من المشاريع مع مختلف القطاعات سيما النقل والتهيئة العمرانية والبيئة والسياحة والطاقة والمناجم والفلاحة والتنمية الريفية والموارد المائية والصيد البحري والموارد الصيدية والمالية مسح الأراضي والإسكان والتعمير. أما فيما يتعلق بتقدم أشغال إنجاز الحظيرة المعلوماتية لسيدي عبد الله، فإن الوحدات الأولى المحضنة والبناية المتعددة الخدمات ومركز البحث في تكنولوجيات الإعلام والاتصال) سيتم تسلمها في شهر نوفمبر 2008 . وقد كلف برنامج استثمار القطاع منذ سنة 2004 في نشاطات البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وفي الميدان الفضائي غلافا ماليا كليا فاق 28 مليار دج. 3 وأخيرا فإن المحاور الرئيسية للاستراتيجية الإلكترونية للجزائر ,2013 تشكل موضوع إستراتيجية ترتكز على مسعى منسق بين جميع الأطراف الفاعلة حكومة قطاع خاص جامعيين مجتمع مدني. مواصلة تطوير البريد ولدى تدخله عقب النقاش حول هذا الملف سجل رئيس الجمهورية على التقدم المسجل وكذا المجهودات الكبيرة التي لازال ينبغي بدلها في هذا القطاع والكفيلة بتمكين البلد من تدارك تأخره التكنولوجي حيث أمر رئيس الجمهورية الحكومة بمواصلة تطوير البريد أول خدمة عمومية مالية للبلد بالنظر إلى شساعة شبكته وقربه من المواطنين في شتى مناطق الوطن. كما أشار إلى أن على البريد أن يفتح ملف توسيع خدماته المالية لفائدة الزبائن على غرار التحولات الجارية في بلدان أخرى حيث أوضح في هذا الصدد أن مثل هذا المسعى يعد ضروريا لتطوير استعمال وسائل الدفع. وفي هذا الإطار أكد رئيس الجمهورية بشكل خاص على ضرورة بدل كل الجهود بالتنسيق مع المؤسسات المعنية من أجل تفادي أي انقطاع في تزويد مكاتب البريد بالأموال في المستقبل وبالتالي ردا للاعتبار ولصورة خدمة عمومية فعالة و ناجعة لدى المواطنين. في هذا الصدد، ذكر رئيس الجمهورية بضرورة ڤتثمين الموارد البشرية التي تشكل عنصر نجاح أي مؤسسة وذلك من خلال المواظبة على تكوينها ورسكلتها وتأهيلها مع التركيز على العلاقات الإنسانية. أما فيما يخص الهاتف ووسائل الاتصال الأخرى بما فيها الإنترنت، فقد أكد رئيس الجمهورية على ضرورة مواصلة المجهودات المبذولة وتكثيفها وجعلها موضوع مزيد من التنظيم والضبط. وأكد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن الشراكة في هذا المجال يجب أن تتوخى غاية جلب المهارات ولا يجب أن تفضي إلى فقدان الدولة لسيطرتها على قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية. وأضاف رئيس الجمهورية أن الدولة تشجع إسهام المتعاملين في قطاع الهاتف وتكنولوجيات الاتصال الحديثة غير أنها حريصة على الزام كل المتدخلين دون استثناء باحترام التشريع والتنظيم اللذين يخضع لهما قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذا القوانين الاقتصادية للبلد. تشييد مجتمع المعلومات وبخصوص تكنولوجيات الإعلام والإتصال الجديدة أكد الرئيس بوتفليقة أن الحكومة مطالبة بتنفيذ وبشكل مندمج برنامج تشييد مجتمع المعلومات الجديد الذي سيخصص له البلد مزيدا من الوسائل في إطار برنامج التنمية الخماسي المقبل. وأمر رئيس الدولة بأن تعمل اللجنة الوطنية المكلفة بالإشراف على ترقية مجتمع المعلومات والاقتصاد القائم على المعرفة على تكثيف عملها والإسراع في تنفيذ المخطط الاستراتيجي الإلكتروني الجزائر2013 - لفائدة المواطنين والاقتصاد الوطني. كما وجه رئيس الدولة تعليمات للحكومة بغية توحيد المسعى وتثمين المؤهلات التي يتوفر عليها البلد في جهوده الرامية إلى ترقية تحويل التكنولوجيا والمعرفة في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة. وذكر رئيس الجمهورية أن الجزائر توقع حاليا على العديد من الاتفاقات لاقتناء تجهيزات في مجال تكنولوجيات الإعلام الحديثة وستتزايد احتياجاتها خلال السنوات المقبلة مع تعميم تعليم الاعلام الآلي وتطوير الخدمة العمومية، مضيفا أنه ڤيجب أن يدرك ممونونا المحتملون الأهمية التي يوليها بلدنا لتطوير صناعة محلية في مجال هذه التكنولوجيات وعلى الحكومة أن تجعل منها مؤشرا للمناقصات المستقبلية في ذات المجال. وأكد الرئيس بوتفليقة أن الجزائر مستعدة لتشجيع الاستثمارات في هذا المجال الذي خصصت له عقارات مميزة وهي تمنح الفرصة للمتعاملين لتخصيص اعتماداتهم على الساحة المالية المحلية. كما أن الدولة عازمة على المساهمة في هذه الاستثمارات وتشجيع المتعاملين المحليين الخواص على المشاركة فيها. وأوضح رئيس الجمهورية أخيرا أن هذه الديناميكية الواضحة والثابتة ستمكن بلدنا من التوصل بسرعة الى التحكم الفعلي في صناعة تكنولوجيات الاتصال الحديثة. إن هذا المؤهل والإرادة التي تحذونا لتشييد مجتمع معلومات فعال يشكلان الضمان الأكيد لتطورالجزائر وتنميتها.