أكد السيد بوجمعة هيشور وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن ملف فتح رأسمال مؤسسة "اتصالات الجزائر" سيتم إنهاؤه خلال الثلاثي الأول لسنة 2008، معلنا إعادة بعث هذه العملية من قبل الوزارة الوصية المكلفة بتنفيذها بناء على توجيهات رئيس الحكومة، وبمرافقة من بنك الأعمال الإسباني "سانتاندر" الذي تم تعيينه بناء على نتائج المناقصة الدولية التي تم تنظيمها في 2005 · وأوضح الوزير خلال مداخلته في اجتماع إطارات قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال أمس، بفندق "شيراتون" بالجزائر، أن فتح رأسمال "اتصالات الجزائر" لا يشبه عمليات الخوصصة الأخرى التي تعني البرنامج الوطني الذي تشرف عليه وزارة الصناعة وترقية الاستثمارات، على اعتبار أن المؤسسة المعنية لا تعاني من أي مشكل اقتصادي أو عجز مالي، وإنما الهدف من فتح رأسمالها يندرج في إطار مسعى تطويري ويشمل دعمها بالمزيد من الخبرة بإيجاد شريك استراتيجي لها، يمكنها من بلوغ مستوى العالمية والحصول على أسواق خارجية، كاشفا في هذا الصدد بأن بنك الأعمال "سانتاندر" الذي كلف بدراسة ومتابعة الملف منذ ديسمبر 2005، أحصى أكثر من 40 مؤسسة دولية أبدت اهتمامها بفتح رأسمال "اتصالات الجزائر"· كما أوضح السيد هيشور إلى أن البنك الإسباني سيعيد إنجاز الدراسة من جديد، على اعتبار أن المعطيات التي تضمنها تقريره في 2005، ليست نفسها المطروحة في 2007، وذلك بالنظر إلى التطور المذهل الذي حققته المؤسسة خلال السنتين الأخيرتين· من جانب آخر أبرز الوزير خلال اللقاء الذي خصصه لتقييم القطاع، التطور المذهل المسجل على مستوى مختلف فروع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر، والذي جعل من القطاع قطاعا استراتيجيا في التنمية الوطنية، يضاهي في أهميته ومردوده قطاع الطاقة والقطاعات الحيوية الأخرى· ولدعم استنتاجه تناول السيد هيشور بعض الأرقام التي تبرز مستوى النمو المعتبر الذي حققه قطاعه منذ الإعلان عن فتحه في سنة 2000، والشروع في الإصلاحات الهيكلية التي سمحت بتحريره واستحداث فروع مهنية جديدة، حيث انتقل عدد العمال الذي كان لا يتعدى حينها 45 ألف عامل إلى أزيد من 220 ألف عامل في نهاية سبتمبر 2007 · وتعد خدمة الهاتف المحمول التي أحدثت ثورة تكنولوجية في الجزائر بفضل تسارع تطورها في ظرف زمني قياسي، إحدى أبرز معالم هذا التقدم الذي أدخل الجزائر ساحة الكبار وجعلها من البلدان الناشئة الرائدة في مجال التكنولوجيات الحديثة، فقد انتقل مستوى خدمة النقال من 0,26 بالمائة عندما كان يمثل عددا لا يتجاوز 54 ألف مشترك في سنة 2000 إلى 75 بالمائة من نسبة الاستعمال، يمثلها 25 مليون مشترك في الوقت الراهن· بينما تقارب كثافة استعمال الهاتف الثابت مستوى ال10 بالمائة بنحو 3 ملايين مشترك، بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 1,6 مليون مشترك في 2000، وذلك بفضل الاستثمارات الضخمة ل"اتصالات الجزائر" التي عملت على وضع نحو 5 ملايين جهاز لترقية الخدمة وتوسيعها عبر مختلف نقاط الوطن، ومن هذه التجهيزات نحو 73 ألف كلم من الخطوط الهرتزية والألياف البصرية· وينفق قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال حسب السيد هيشور، أكثر من 32 مليون أورو للترويج للخدمات، من خلال الإشهار وأشكال الاتصال الأخرى، مما يجعله يحتل ريادة المعلنين في الجزائر· بينما ينتظر أن يسهم نشاط مراكز استقبال المكالمات في خلق 50 ألف منصب شغل إضافية مع نهاية 2008، حيث يرتقب إنشاء 30 مركزا من هذا القبيل· ولازال مستوى استغلال الشبكة المتعددة الخدمات لنقل المعلومات والتي تعتبر الجزائر من الدول القليلة التي تستغلها في العالم لا يتعدى ال20 بالمائة، ويتيح إمكانيات تطويرية متعددة، سيما بالنسبة للاستخدامات المهنية والمنزلية التي عرفت مؤخرا ميلاد خدمة الاتصالات بالألياف البصرية داخل البيت· وقد بلغ الحجم الإجمالي للإستثمارات في قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام 5 ملايير دولار منها 4 ملايير عبارة عن استثمارات أجنبية مباشرة، في حين انتقل رقم أعمال القطاع من 29,3 مليار دينار في 2000 إلى 260 مليار دينار في 2007 · أما بخصوص المشاريع المستقبلية المبرمجة، فقد أشار الوزير إلى استعداد القطاع لإطلاق القمر الصناعي "ألسات 2أ" خلال السداسي الثاني ل2008 وإطلاق "ألسات 2ب" في 2009، وهي أقمار صناعية موجهة بشكل خاص لدعم الدراسات في مجالات التنمية المستدامة وخدمة البيئة وتطوير البحث في الكوارث الطبيعية، في حين سيطلق القطاع في 2010 القمر الصناعي "ألكوم سات" الموجه بشكل خاص لدعم خدمات الاتصال· كما يرتقب أن يعلن القطاع في السداسي الأول ل2008 عن المناقصة الدولية الخاصة بخدمة شبكة الهاتف المحمول من الجيل الثالث وأكثر، وهي الفترة التي ينتظر خلالها تسليم الحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله، ومدينة التكنولوجيا بعنابة، بينما يسعى إلى بلوغ 5 ملايين مشترك في خدمة الأنترنيت ذات التدفق العالي في غضون سنة 2010 · ومن جملة الإنجازات التي يعتز بها القطاع أيضا تلك التي حققها "بريد الجزائر" خلال السنوات الأخيرة والتي تشمل بالأساس مسعى عصرنة خدمة الدفع الآلي والتي سمحت بتوفير ما يقارب 4 ملايين بطاقة مغناطيسية وتنصيب 400 شباك الدفع الأوتوماتيكي، 600 موزع آلي و60 نهائيا للدفع الإلكتروني، فيما يرتقب أن يتضاعف حجم هذه التجهيزات في غضون سنة 2010 ·